الإثنين، 09 سبتمبر 2024

03:23 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

لقاء بلغة الجسد بين «لافروف» وممثلي واشنطن بقمة العشرين

العلاقات الروسية الأمريكية

العلاقات الروسية الأمريكية

أيمن عبدالمنعم

A A

هناك خلافات بين الدول يمكن أن نصفها بأنها خلافات تاريخية، مهما تغيرت ملامح الزمان تبقى كما هي خلافات لا حلول لها، مهما مرت بمراحل السلم أو الحرب، ومهما حاولت دول أن تُخرج نفسها من تلك الازمات أو الخلفات، تجد نفسها تعود لها مرة أخرى رغمًا عنها.

ولعل المثال الأبرز لتلك الدول هو ما نراه بين قطبي العالم الجديد، الممثل في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، الدولتين التي جمعتهما سلسلة طويلة من الخلفات التي لا تنتهي، ولا يعرف أحد متى ستنتهي، إلا أن الأمر لم يكن وليد يوم أو شهر أو حتى سنة، بل إنها عقود من الخلافات جمعت البلدين سواء التي جمعتهما قبيل 1991 عندما كان الاحتدام بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، أو التي تجددت عقب ذلك التاريخ.

التحول من حلفاء إلى قوى متنازعة

وعلى الرغم من سلسال الخلافات الممتد بين الولايات المتحدة الأمريكية ورووسيا، إلا أنهم في أحد الأوقات بالتحديد في فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية، أحد الحلفاء الأقوياء، إلا أن ذلك التحالف لم يكن متكاملًا، فقد اضطر الطرفين للتحالف بسبب وجود عدو مشترك يهدد المصالح التي تخص كل دولة من الدولتين المتحالفتين.

فقد كان التحالف بينهم على النطاق العسكري فقط إلا أن كل دولة كانت تتبع أيديولوجية مختلفة يمكن القول، أنها مهد الخلافات التي بدأت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتهاء التحالف الذي كان لغرض عسكري في المقام الأول، ولم يكن هناك نية داخل أي طرف من الطرفين، في تمديد أي تحالف، أو توسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين في ذلك الوقت.

حرب باردة عقب الحرب العالمية

انتهت الحرب العالمية الثانية، مخلفًة ورائها العديد من الخسائر، في نفس الوقت فتحت أعين العديد من دول العالم على أشياء لم تكن تخطر على بال ، في نفس الوقت خلقت نوعًا جديدًا من الحروب أقل ما يُستخدم فيها مدفعًا أو سلاح، إنما كان أساسها السباق العلمي، والتي كانت حربًأ سلاحها الأساسي استعراض القوى والاعتماد على التهديدات دون استخدام حقيقي للقوة، إلى جانب ادراج عنصر الجاسوسية لمحاولة زعزعزة استقرار الدول من خلال ضرب الأماكن الاستراتيجية الحساسة عن طريق تسريب معلومات قد تتسبب في سقوط دول.

تلك الحرب الباردة شهدت معارك علمية واستكشافية وسباقات بين الطرفين، في محاولة من طرفي المعركة للاستحواذ على الهيمنة العالمية.

إلا أن تلك الحرب انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، الأمور لم تستقر عند هذا الحد بل يمكن القول أن الطرفين قررا خلال القرن الحادي والعشرين خاصًة في تلك السنوات القليلة الماضية، استئناف الحرب الباردة بينهما.

لقاء دون كلمة أو إشارة

منذ قيام الحرب الروسية الأوكرانية، وتتخذ الولايات المتحدة الأمريكية كييف حليفًا قويًا، لم تبخل منذ اليوم الأول لقيام الحرب بأي جهد أو دعم يمكن أن يُقدم لأوكرانيا في سبيل تحسين الموقف الأوكراني في تلك الحرب التي يظهر فيها الفرق الكبير بين القوتين المتحاربتين.

ما جعل الخلافات تتجدد مرة أخرى بين موسكو وواشنطن، إلى أن جمعهما لقاء ودي على هامش قمة العشرين، العشرين التي عقدت بالعاصمة الهندية نيودلهي، وخلال يومي القمة لم يلتفت أي من الممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية إلى ممثلي روسيا والعكس، ما هي إلا ساعات لتنقل وكالة تاس الروسية للأنباء، تصريحًا لوزير الخارجية الروسية يقول فيه، لم تجمعني أي لقاءات جانبية مع أي من ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية خلال أعمال قمة العشرين.