السبت، 12 أكتوبر 2024

11:26 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«الأم الحنون»، لماذا تنحاز فرنسا إلى لبنان بمختلف القضايا العالمية؟

العلم اللبناني في العاصمة باريس

العلم اللبناني في العاصمة باريس

أيمن عبدالمنعم

A A

تعد فرنسا من الدول الفاعلة بصورة كبيرة والمؤثرة بشكل ملحوظ على الساحة الدولية، كونها إحدى القوى العالمية داخل الاتحاد الأوروبي سياسيًا واقتصاديًا، بالإضافة إلى أنها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ما يعني أنها من الدول المؤثرة في اتخاذ القرارات الدولية التي تدعم السلم والأمن، بل وقد تصل إلى قرارات من شأنها أن تمرر أو تعرقل قرارات حرب في أي مكان في العالم.

العاصمة الفرنسية باريس

وكونها إحدى الدول المؤثرة بشكل كبير في صناعة القرار الدولي، انخرطت باريس بشكل واضح في عمليات صناعة القرار فيما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط، التي نشبت في الـ 7 من أكتوبر عام 2023، على جبهات متعددة، بدأت بقطاع غزة، وانتقلت إلى لبنان، ومن ثم إلى اليمن وسوريا، وفي الداخل الفلسطيني المحتل التي تعاني جميعها حاليًا من عدوان إسرائيلي مستمر على مدار الساعة.

 

فرنسا مع الحرب على قطاع غزة

مع انطلاق عمليات طوفان الأقصى، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إدانته الشديدة للعملية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي استهدفت من خلال غلاف قطاع غزة، مضيفًا أن فرنسا تتضامن بالكامل مع الضحايا وعائلاتهم وأحبائهم في إسرائيل.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وعقب التوغل البري لإسرائيل الذي بدأ نهاية أكتوبر من عام 2023، وارتفاع أعداد الضحايا الذين يسقطون نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي تبعتها عملية توغل بري إسرائيلي في شمال القطاع، أكد إيمانويل ماكرون أن فرنسا ملتزمة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلا أنه ومع ارتفاع أعداد الضحايا في غزة قال إنه خلال الحرب على قطاع غزة يجب التمييز بين حماس والسكان المدنيين.

فرنسا تدعو إسرائيل وحزب الله اللبناني إلى ضبط النفس

في عملية مماثلة لما نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قرر حزب الله اللبناني فتح جبهة أسماها الحزب بجبهة إسناد قطاع غزة، والتي يهدف من خلالها إلى الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من تنفيذ غارات مختلفة الطرق على الشمال المحتل في إسرائيل.

حزب الله اللبناني وإسرائيل

ومع مرور أيام على فتح حزب الله لجبهة الإسناد التي أقرها حزب الله وفقًا لقواعد اشتباك محدودة يقصف من خلالها نقاط عسكرية واقعة في المناطق المحتلة من الشمال الإسرائيلي، خرجت فرنسا عن صمتها في بيانين أحدهما صدر عن الرئاسة الفرنسية والآخر عن الحكومة.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها صدر منتصف أكتوبر 2023، إن على حزب الله واللبنانيين ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب فتح جبهة قتال أخرى في الشرق الأوسط، سيكون لبنان ضحيتها الأولى.

التصعيد في الجنوب اللبناني

وشددت الرئاسة الفرنسية في بيانها، على عدم إعطاء أي ذريعة يمكن من خلالها أن يعود لبنان مرة أخرى للحرب مع إسرائيل، خاصة وأن لبنان يعاني الضعف مع غياب السلطات الفاعلة.

في الجانب ذاته حذر البيان الصادر عن الحكومة الفرنسية حزب الله اللبناني، من انخراط حزب الله في حرب في الشمال مع إسرائيل، خاصة في وقت كانت تستعد خلاله إسرائيل لاجتياح بري داخل قطاع غزة.

وفي نوفمبر من العام ذاته، أعلن وزير القوات المسلحة الفرنسية سيباستيان ليكونو، أن فرنسا ستتبرع بعشرات المركبات المدرعة للجيش اللبناني، من أجل مساعدته في تنفيذ مهام الدوريات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

ومع الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إسرائيل للتخلي عن فكرة الاجتياح البري للبنان.

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو

وأكد وزير الخارجية الفرنسي خلال تواجده في العاصمة اللبنانية بيروت، أن بلاده تقف إلى جانب لبنان واللبنانين، وستعمل على تعزيز دعمها للجيش اللبناني والنازحين والقطاع الصحي، داعيًا حزب الله لتجنب التصعيد مع إسرائيل.

فرنسا الأم الحنون على لبنان

ووفقًا لتقرير صدر عن شبكة بي بي سي الأمريكية عام 2020 عقب انفجارات مرفأ بيروت، فإن فرنسا دائمًا ما تندفع بصورة واضحة من أجل دعم لبنان، وذلك لأن فرنسا تتعامل مع لبنان على أنها «حصتها» في منطقة الشرق الأوسط.

ووفقًا للتقرير، فإنه على مدار أزمات عديدة مر به لبنان كانت فرنسا الداعم الأول لبيروت، فمع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، هرع الرئيس الفرنسي الراحل أيضًا جاك شيراك للسفر إلى لبنان من أجل مواساة وتعزية عائلة الحريري.

رفيق الحريري

ومع اشتعال الحرب بين حزب الله وإسرائيل، قدمت باريس ما أسمته بالورقة الفرنسية التي تهدف إلى وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، والتي وضعت على مائدة المناقشات في أبريل الماضي.

وتسعى الورقة الفرنسية الدبلوماسية، في مرحلتها الأولى، إلى وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وإعادة ترتيب تموضع حزب الله على الحدود اللبنانية الجنوبية.

وأما المرحلة الثانية، تضمن عودة النازحين اللبنانيين والإسرائيليين بالتوازي إلى منازلهم، في جنوب لبنان، وفي شمال إسرائيل والتي هجروا منها نتيجة التصعيد المستمر على مدار أعوام عديدة.

الدعم الفرنسي للبنان تاريخيًا 

ووفقًا لما ذكرته شبكة بي بي سي، فإن الدعم الفرنسي للبنان ليس وليد الأعوام الماضية وحدها بل يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حيث وقعت فرنسا على معاهدة عام 1535، جعلت على عاتقها حمل حماية الكاثوليك في لبنان.

وفي عام 1830، تدخلت فرنسا لدعم الموارنة اللبنانيين، بعد أن نشبت مواجهة طائفية مع الدروز في تلك الفترة في جبل لبنان، لتكون خطوة جديدة تعزز من الدعم الفرنسي للبنان.

فرنسا ولبنان

ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى اعترفت الدول المنتصرة في الحرب والتي من بينها فرنسا، بحق فرسنا في أخذ لبنان كجزء من مستعمراتها وفقًا لاتفاقية سايكس بيكو.

وحتى مع انتهاء الانتداب الفرنسي للبنان عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، ظلت الثقافة الفرنسية حاضرة بصورة كبيرة في لبنان، بل وتركت فرنسا ورائها العديد من الميراث الثقافي الفرنسي الذي يعد وجهة بالنسبة للبنانيين حتى اليوم.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.


 

search