تحت عنوان «الجميع خاسرون»..
مركز الدراسات بالجامعة الأمريكية يصدر تقريرًا عن أزمة السجائر في مصر
أزمة السجائر.. الجميع خاسر..
علاء شديد
أوصى تقرير لمركز الحلول للسياسات البديلة بالجامعة الامريكية، تحت عنوان "أزمة السجائر في مصر ..الجميع خاسرون"، على ضرورة تشجيع شركات التبغ على التوسع في انتاج بدائل أقل ضررًا من السجائر مثلما أعلنت شركة فيليب موريس انترناشيونال العام قبل الماضي انها سوف تتوقف عن طرح السجائر في المملكة المتحدة خلال العقد المقبل وتنويع سلة منتجاتها في بدائل أخرى. كما أوصى التقرير بإدماج الإقلاع عن التدخين ضمن خدمات الرعاية الصحية الأساسية المدعومة من الدولة مع تدريب كادر طبي مناسب، وتوفير بدائل النيكوتين بأسعار منخفضة في متناول يد الجميع، مع حفض تكلفة العلاج من أمراض التدخين لتحفيز الإقلاع عنه.
اخطار وضياع حصيلة
وأشار التقرير إلى أن سوق السجائر في مصر يعاني من اضطرابات مستمرة منذ مايو الماضي، نتج عنه نقص في أغلب أنواع السجائر الشعبية والمستوردة رغم عدم تغير حجم الإنتاج، وكان ارتفاع الأسعار بنسب تخطت الـ 100%، من دون زيادات رسمية معلنة. تتسبب أزمة السجائر في لجوء المدخنين إلى شراء أنواع مجهولة أو مغشوشة أو مهربة، تؤدي إلى مضاعفة الأخطار الصحية للتدخين وتقليص الحصيلة الضريبية للدولة.
وبالرغم من التحركات الرسمية لاحتواء الأزمة، فإنها ما زالت مستمرة. وتحتاج السلطات إلى العمل بالتوازي على تفعيل الدور الرقابي بشكل أكثر جدية على المدى القصير لحماية المستهلك والموارد الضريبية المستهدفة، بالإضافة إلى تعديل السياسة الضريبية على التبغ لتحقيق معدلات أفضل للصحة العامة على المدى الطويل.
الشرقية للدخان
تتمتع الشركة الشرقية للدخان بحصة سوقية تقدر بأكثر من 70%، وتنتج وتبيع السجائر الأكثر شعبية في مصر، وبمتابعة التصريحات والبيانات الرسمية لمصادر من الشركة عن حجم الإنتاج من السجائر ومدى تأثره بأزمة العملة الصعبة، وقدرته على تلبية مطالب السوق، نجد تباينًا غير مبرر في البيانات حيث تم الإشارة إلى تراجع توافر التبغ، ومعه تراجع الإنتاج، ثم تم الإشارة إلى أن الشركة أصبحت تورد 50% فقط من حصص كبار التجار منذ شهور، ثم اعقب هذه البيانات معلومات من الشركة تشير إلى التحرك لزيادة الإنتاج وزيادة المعروض في السوق: حيث قررت رفع حجم الكميات التي تضخها في السوق بنسبة 30% في أغسطس الماضي ، ثم 15% إضافية في سبتمبر الجاري.
حصيلة ضريبية أكبر
بالرغم من نجاح زيادة الضرائب في الحد من استهلاك التبغ بشكل عام، فإن بيانات السنوات الماضية في مصر تُظهِر أن الرفع المستمر في ضرائب السجائر وأسعارها، لم يخفض من المبيعات أو حجم المدخنين، لعدم مرونة الطلب على السجائر، حيث يظل المدخنون يستهلكون السجائر مهما ارتفعت أسعارها. كما تؤثر تلك الزيادة بشكل رئيسي على المدخنين الأقل دخلًا. وبالرغم من أن الفقراء قد يجدون صعوبة أكبر في توفير النفقات اللازمة لسلعة مثل السجائر حال ارتفاع سعرها، فإن معدلات تدخينهم قد تظل مرتفعة من أجل التعايش مع الإجهاد وضغوطات المعيشة، وقد يقلصون من غذائهم الأساسي لتوفير ثمن السجائر. وهو ما يجب أخذه في الاعتبار عند وضع السياسات الضريبية على التبغ وتأثيرها غير المتساوي على المواطنين.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً