الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:50 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ناداه ربه للصلاة أمام صورة الكعبة، لماذا غير الرجل المتوفي بمسجد في المحلة مكان صلاته؟

لحظة سقوط مسن داخل مسجد آل طه بالمحلة

لحظة سقوط مسن داخل مسجد آل طه بالمحلة

أحمد النوبي

A A

في لحظة تحمل بين طياتها القدر وتفيض بروحانية خالصة، أسلم الحاج حسين حجازي، ذو الـ58 عامًا، روحه الطاهرة إلى خالقها. كانت تلك اللحظة تحمل من القدسية ما يفوق الكلمات، لحظة تلاقٍ بين العبد وربه، وبين الأرض والسماء، وسط بيت من بيوت الله في المحلة الكبرى.

رجل عرفته المساجد واعتادت على صلواته الخاشعة 

كان يوم 5 أكتوبر يومًا مختلفًا ، كان برفقة زوجته كعادته، لشراء بعض الأغراض حين سمع أذان المغرب وبدل أن يؤدي الصلاة في مسجد الحنفي بمنطقة الصاغة، كما اعتاد، قرر فجأة وبدون مقدمات تغيير المسجد اتجه إلى مسجد آل طه بشارع البحر، وكأن قدره كان ينتظره هناك.

لم يكن الحاج حسين يعلم أن هذه الزيارة الثانية لهذا المسجد ستكون الأخيرة في دنياه، لكن ربما كانت روحه تشعر بذلك. بمجرد دخوله المسجد، ومع الآذان الذي يخترق القلوب، وقف الحاج حسين أمام صورة الكعبة المشرفة، تلك التي تجسد للمؤمنين حلم اللقاء بالحرم الشريف، وكأنما الكعبة كانت تستدعيه بروحانيتها.

وبينما وقف في حضرة الله، وفاضت روحه إلى بارئها بهدوء يشبه السكينة التي عاش بها، كان المشهد وكأنه لقاء محتوم بين روح مؤمنة وموعد كتبه القدر منذ الأزل. سقط الحاج حسين وكأنما اختاره الله في تلك اللحظة، في بيت من بيوته، ليكون رحيله مباركًا ومقدسًا.

زوجته، كانت في طريقها لشراء بعض الأغراض قبل الذهاب إلي مسجد الحنفي لاداء صلاة المغرب ، وفجأة جائها اتصال من هاتف زوجها يخبرها بوفاته بمسجد آل طه ، لم تعلم أن القدر كتب لحظات الفراق بهذه القدسية.

كانت وفاة الحاج حسين بعد أيام من وفاة والدة زوجته، وكأن الروابط التي جمعتهما في الحياة امتدت إلى ما بعد الموت.

في عالم يفيض بالأحداث اليومية، تظل لحظات كهذه محفورة في الذاكرة، ليس لأنها تذكّرنا بفناء الحياة، بل لأنها توضح لنا كيف يمكن أن تكون النهاية مليئة بالجمال والسلام.

رحيل الحاج حسين حجازي أمام صورة الكعبة، وفي قلب المسجد، هو رسالة لكل من يعيش بالإيمان، ربما تكون هذه اللحظة هي أعظم تكريم لمؤمن عاش حياته طاعةً واستسلامًا لله، لتكون نهايته لقاءً أخيرًا في بيت الله، حيث يجد المؤمن راحته الحقيقية.

وفي قلب المحلة الكبرى، سيبقى مسجد آل طه شاهدًا على هذه اللحظة العظيمة، وسيظل اسم الحاج حسين محفورًا في ذاكرة كل من عرفه، رجل عاش بالإيمان، ورحل في حضرة الرحمن.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search