قائد معركة مضيق وادي سدر لـ«الجمهور»: استهدفنا قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي و36 جنديًا، وأنقذنا 11 من أفراد قواتنا الجوية
اللواء محمد سامي فضل قائد معركة مضيق وادي سدر
- توليت قيادة المعركة بعد استشهاد البطل رفعت عبد الوهاب
- كانت مهمتي عمل الكمائن بمضيق وادي سدر
- قواتنا المسلحة مكثت 17 يومًا دون إمداد
- شهامة بدو سيناء كان لها أثرًا في تحقيق النصر
«الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر 1973 حكاية شعب»، تعد حرب أكتوبر من أعظم الحروب العسكرية التي شهدها التاريخ الحديث، ولم ينته الاحتفال بالنصر في أكتوبر 1973، ولكن ظلت الدولة المصرية تحرص على الاحتفال بالنصر العظيم للجيش المصري على العدو الإسرائيلي، في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، إذ يحتفل الشعب المصري مع قواته المسلحة بهذا النصر المبين.
51 عاما مضت على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي تكاتفت فيها جميع أسلحة القوات المسلحة وتناغمت في تأدية مهامها، وبحسب وصف الخبراء «أنها حرب الأسلحة المشتركة».
يظل يوم 6 أكتوبر 1973 ملحمة عظيمة صنعتها الإرادة المصرية، وكتبت بسطور من نور في صفحات التاريخ المصري الحديث، وسجلت بطولات لا حصر لها من جنود وضباط صنعوا المعجزات خلال معاركهم مع العدو، وكان لـ«الجمهور» هذا الحوار مع اللواء محمد سامي فضل قائد معركة مضيق وادي سدر في جنوب سيناء بعد استشهاد الشهيد البطل رفعت عبد الوهاب عامر.
وإلى نص الحوار..
كيف تم إعداد الضباط والجنود بعد 1967؟
تم الاعداد والتجهيز الجيد للقوات المسلحة وتم تدريب قوات الصاعقة من ناحية اللياقة البدينة والرماية، وتم إعداد الجندي والضابط المصري للعامل النفسي خاصة بعد هزيمة 1976، كنت نقيبًا في الحرب من سلاح المشاة وانضممت إلى الصاعقة.
ما هي مهمتك خلال حرب أكتوبر؟
كانت مهمتي عمل كمائن بمضيق وادي سدر، وكُلفت الكتيبة 143 صاعقة بعمل كمائن متعددة على محور سدر في جنوب سيناء المكون من قلعة الجندي، وعين انتصار المالح، وعين سدر، وبئر أم ترت، وعين أبو جراد، تم الإبرار الجوي للكتيبة على مجموعتين، المجموعة الأولى يمثلها قائد الكتيبة ورئيس العمليات، وكتيبة إلا سرية في منطقة بئر أبو جراد.
كيف تم تنفيذ مهمة وادي سدر؟
تم التنفيذ بأسلوب رائع وقعدنا في مضيق وادى سدر لمدة 17 يومًا دون امداد، وكان في لواء مدرع هيعدي وعبر اللواء السابع دون أي خسائر، كنت أنا والشهيد رفعت عبد الوهاب عامر قائد السرية، والشافعي علي علي، وضياء يوسف عز الدين وضابط شرف غريب قائد فصيلة المقذوفات ضد المدرعات الإسرائيلية تم الابرار، في الأماكن المحدد، وفي أثناء عبور الطائرات على خليج السويس أصيبت بعد الطائرات من القوة الرئيسية سلاح الجو الإسرائيلي، وسريتي نزلت منطقة قلعة الجندي ونفذت العمليات في مضيق وادي سدر قُتل فيها إبراهام مندلر قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي و36 قتيل، ودمرنا عربه جيب و4 عربيات نصف جنزير و7 دبابات، واستشهد 12 شهيدًا على راسهم قائد السرية.
ما دور القيادة العامة للقوات المسلحة خلال الحرب؟
القوات المسلحة قامت بإعداد وتجهيز أفراد الصاعقة إعداد جيد وراقي واحترافي، وذلك من خلال تدريبات متقدمة وعملية، كذلك الاهتمام بالجانب النفسي والمعنوي والبدني لفرد الصاعقة قبل الحرب، حيث اهتمت القيادة العامة للقوات المسلحة بالعامل النفسي لأفراد الصاعقة حيث عملت على صناعة مقاتل يمتاز بروح معنوية عالية يكون قادرا على دخول المعركة بثقة ويتمكن من تنفيذ ما يسند إليه من مهام.
كيف مكثت القوات 17 يومًا دون إمداد؟
مكثت القوات في مضيق وادي سدر سبعة عشر يومًا بعدما كان مقررًا لها يومان فقط، ولكن الضرورة استدعت تواجدنا في هذا المضيق مدة أطول دون أي إمدادات مما يعكس قدرة وكفاءة وعزيمة المقاتل المصري خاصة في القيام بالمهام الصعبة.
خلال الفترة التي مكث فيها مع قواته في المضيق لم يسمحوا بمرور أي أحد وقاموا بتأمينه تأمينًا على أعلى مستوى، حيث أنه كان من المقرر مرور لواء مدرع إسرائيلي من هذا المضيق تكون مهمته توجيه ضربات ضد القوات الرئيسية التي قامت بالعبور للضفة الشرقية للقناة، لكنه قام بصحبة رجاله بمنع مرور اللواء الإسرائيلي تماما، حتى تمكن اللواء الأول من الفرقة السابعة للقوات المصرية من المرور بسلام بفضل كفاءة وقوة رجال الصاعقة المصرية.
ما هي أبرز نتائج معركة وادي سدر؟
أبرز نتائج هذه المعركة هي مقتل القائد الإسرائيلي إبرهام ماندلر قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي ومعه 36 قتيلا إسرائيليا آخرين، بالإضافة إلى تدمير عربة جيب وأربع عربات نصف جنزير وسبع دبابات إسرائيلية، كما تم الحصول علي خرائط مُحدد عليها أوضاع القوات الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية لسيناء وتم تسليمها لضابط استطلاع الجيش الثالث، على الجبهة المصرية ثم تم تسليمها إلى القيادة العام للقوات المسلحة.
ما أهمية معركة وادي سدر؟
أهمية تلك المعركة تكمن في أنها لو كانت قد شهدت اختراقًا من القوات الإسرائيلية، لكانت هناك عواقب وخيمة على عبور القوات المصرية، ومع ذلك نجحت قواتنا في إفشال مخططهم، وتمكنت من تحقيق العبور العظيم.
ووجه التحية والتقدير والاعتزاز لجيل حرب أكتوبر، مؤكدا أن معركة النصر ستظل تكتب بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ مهما مر عليها من سنوات.
ماذا عن دور بدو سيناء أثناء الحرب؟
شهامة بدو سيناء وكرمهم تجاه قوات الصاعقة المنفذة لكمين، كان لها أثر عظيم في النصر إذ كانت القبائل في تلك المنطقة تمد القوات بالطعام والشراب بشكل يومي ولم تتخلَّ عنها أثناء فترة وجودها في سيناء، فكانوا يستخدمون 9 جمال لنقل المواد الغذائية للجنود في الكمين، وكانت عبارة عن خبز وفطير وجبن قديم وغيره من الأطعمة الغذائية والمشروبات.
هل تتذكر موقف بطولي لأحد أفراد المجموعة لم تتمكن من نسيانه؟
أبرز المواقف البطولية التي عشتها خلال فترة الحرب، كان معنا بطل اسمه سعيد وفقد إحدى عينيه أثناء القتال، فاستخدم عينه الأخرى في التصويب واستمر في القتال بعين واحدة واستطاع أن يقتل عددًا كبيرًا من الجنود الإسرائيليين، كما أن البطل سعيد حرب دافع عني وأنقذ حياتي عندما رأى أحد الجنود الإسرائيليين يقترب من الكمين دون أن أراه، ولكن استطاع ذلك البطل رؤيته بعين واحدة وتمكن من حماية زميله وقتل الجندي الإسرائيلي.
كيف حمى كمين وادي سدر الجنود المصريين؟
الكمين الذى أقامته قوات الصاعقة استطاع أن يحمي 9 طيارين مصريين و2 من الملاحين كانت طائرتهم قد سقطت أثناء القتال، ليتم تقديم كل أوجه الدعم والحماية لهم، وظلوا مقيمين مع قوات الصاعقة لحين ورود الأوامر بعودة القوات إلى منطقة عيون موسى بعد تأدية المهمة على أكمل وجه.
صف لنا كيف كنت تتعامل مع الجندي الإسرائيلي؟
الجندي الإسرائيلي وسلوكه، خونة، كانوا يرفعون أيديهم للتعبير عن استسلامهم، وبعد ذلك يأتي أحدهم من خلفهم ويطلق النار في وجه القوات المصرية.
كنت من ضمن أطقم الأمن المفاوض في سيناء بعد الحرب ماذا حدث؟
تحديدًا في شهر يناير عام 1974، وخلال هذه الفترة كانت تدور بيني وبعض أفراد القوات الإسرائيلية مناقشات، وكان من بينهم جندي إسرائيلي موجود في خيمة التفاوض وكان يبدو عليه الانكسار والهزيمة، قولت له، «الجيش المصري انتصر في المعركة فأين الجيش الإسرائيلي الذى لا يقهر وأين أذرع الطائرات التي تطول أي منطقة في مصر؟»، فرد الجندي قائلًا «إنهم غير قادرين على مواجهة الجيش المصري في ميادين القتال بسبب قدرته على اختراق خط بارليف المنيع»، وهو الخط الذى صُمم على امتداد 154 كيلومترًا وبه 37 نقطة قوية وكان يسمى بالخط الذى لا يقهر، وقالت عنه الجيوش العالمية إنه من المستحيل على القوات المصرية اقتحامه لوجود النبالم به إلى جانب العديد من النقط الحصينة، ولكن بفضل الجندي المصري تم تحطيمه وعبور القناة، أحد الجنود الإسرائيليين حاول استفزازي، قائلًا «سنبنى خط بارليف ثانيًا وثالثًا في قلب مصر»، لافتًا إلى أنه انزعج بشدة من حديثه ما دفعه إلى الذهاب إلى أحد مساعدي المشير عبد الغنى الجمسي وسرد له ما حدث، فرد عليه مساعد المشير، قائلًا إن هذا الحديث في واقع الأمر يستهدف إخفاء ملامح الانكسار والهزيمة، ولكن الحقيقة أن القوات الإسرائيلية أدركت جيدًا قوة وعزيمة الجيش المصري الذى لا يقهر.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً