4 أزمات حولت إمام عاشور من "ملك النص" إلى "المشاغب" (القصة الكاملة)

إمام عاشور

رحمة عويس

A A

لا يخفى على أحد أن إمام عاشور كان أحد أبرز لاعبي خط الوسط في مصر خلال فترته مع الزمالك، حيث تألق بشكل لافت في الدوري المحلي والبطولات القارية.

وكان عاشور يجسد الروح القتالية داخل الملعب بفضل أدائه المتوازن بين الدفاع والهجوم، ما جعله من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة الزمالك، لكن انتقاله إلى الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبله، خاصة بعدما بدأ يظهر تراجعًا واضحًا في مستواه الفني.

أولا: الضغط النفسي والتوقعات العالية

منذ لحظة إعلان انتقال إمام عاشور إلى الأهلي، كانت الأنظار مسلطة عليه بشكل كبير، وكونه لاعبًا سابقًا في الغريم التقليدي الزمالك، وجد عاشور نفسه في مواجهة ضغط جماهيري هائل، ليس فقط من جماهير الأهلي التي كانت تنتظر منه الكثير، بل أيضًا من جماهير الزمالك التي اعتبرت انتقاله خيانة كبيرة.

وهذا الضغط المستمر قد يكون أحد العوامل التي أثرت على مستواه الذهني والفني.

الانتقال من نادٍ كبير إلى آخر بحجم الأهلي يتطلب تكيفًا سريعًا مع بيئة جديدة وأسلوب لعب مختلف وربما هذا ما لم يتمكن عاشور من تحقيقه بالسرعة المطلوبة.

ثانيًا: أسلوب اللعب المختلف في الأهلي

أحد أهم العوامل التي أثرت في أداء إمام عاشور هو الاختلاف الكبير في أسلوب اللعب بين الزمالك والأهلي.

في الزمالك، كان عاشور يمتلك حرية أكبر في التقدم إلى الأمام والمشاركة في الهجمات، بينما في الأهلي، ويبدو أن دوره التكتيكي قد تغير.

في الأهلي، يميل الفريق إلى اللعب بأسلوب أكثر تحفظًا في بعض المباريات، مع تركيز أكبر على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي.

هذا التغيير ربما قلل من حرية عاشور في التحرك والابتكار داخل الملعب، وهو ما قد يكون أثر على إبداعه وقدرته على تقديم نفس الأداء الهجومي الذي كان يظهر به مع الزمالك.

ثالثًا: إمام عاشور وأزماته القضائية الجدل المستمر منذ انضمامه للأهلي

ومنذ انتقاله إلى النادي الأهلي، أصبح اللاعب إمام عاشور مصدرًا للجدل ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا خارجه، بعد تورطه في عدة أزمات قضائية وشخصية.

هذه الأزمات أثرت بشكل واضح على صورته كلاعب محترف وأثارت تساؤلات حول قدرته على ضبط سلوكه بعيدًا عن الملاعب.

1- اشتباكه مع الأمن في مول الشيخ زايد

أحدث أزمات إمام عاشور التي لفتت الأنظار كانت اشتباكه مع أفراد الأمن في مول شهير بمنطقة الشيخ زايد.

وقعت الحادثة أثناء وجود عاشور في قاعة عرض سينمائي، حيث طلب أحد أفراد الأمن من اللاعب الالتزام بنظام القاعة، وهو ما قوبل برفض من عاشور، الذي رد قائلاً: "أنت متعرفش أنا مين"، وفقًا لشهادات شهود العيان.

تصاعدت الأمور بين اللاعب وأفراد الأمن، مما أدى إلى خروج عاشور من المول على عجل. بعد ذلك، استدعى عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين حضروا إلى الموقع لتتجدد المشاجرة.

2- مشاجرة في مول 6 أكتوبر

لم تكن هذه الحادثة هي الأولى للاعب الأهلي في مواجهة أزمات قانونية؛ فقد سبق لعاشور الاشتباك مع 4 أشخاص من جنسية عربية داخل مول شهير في مدينة 6 أكتوبر. هذه المرة، كان السبب اعتقاد عاشور بأن أحد هؤلاء الأفراد قام بمعاكسة زوجته.

تطورت المشاجرة إلى تشابك بالأيدي، ما استدعى تدخل قوات الشرطة التي تحفظت على الأطراف المتورطة.

لاحقًا، وبعد تدخل الشرطة، تم التصالح بين الطرفين، وانتهت الأزمة دون اتخاذ إجراءات قانونية قاسية، لكن مثل هذه الأحداث المتكررة تسلط الضوء على التوتر الذي يعيشه عاشور خارج الملعب، والذي يتسبب في دخوله بمشاكل قد تهدد مسيرته.

3- حادثة حفل زفاف مروان عطية

وفي واقعة أخرى أثارت الجدل، شارك إمام عاشور في حفل زفاف زميله في الأهلي مروان عطية، إلا أن الأجواء الاحتفالية لم تمر بسلام.

وفي أثناء الحفل، احتك عاشور بأحد الضيوف بعد أن اعتقد أن الشخص كان يصور زوجته بشكل غير لائق، ولم يتردد عاشور في الهجوم على الضيف بشكل غاضب، ما استدعى تدخل رجال الأمن في الحفل لتهدئة الوضع.

على الرغم من حل المشكلة في النهاية بعد أن قام عاشور بالاعتذار والتصالح مع الضيف، إلا أن الحادثة ألقت الضوء مجددًا على طبيعة ردود أفعال اللاعب السريعة والتي قد تؤدي إلى مشاكل غير ضرورية.

رابعًا: تأثير الأزمات على مسيرته الاحترافية

تتسبب هذه الأزمات المتكررة في تشويه صورة إمام عاشور كلاعب كرة قدم محترف، خاصة في ظل توقعات الجماهير والإدارة بأن يكون اللاعب نموذجًا يحتذى به على مستوى السلوك الشخصي كما هو على مستوى الأداء الفني.

التحول من نادي الزمالك إلى النادي الأهلي كان من المفترض أن يكون بداية جديدة لعاشور، ولكن هذه الأزمات وضعت ضغوطًا إضافية عليه وأثرت سلبًا على مسيرته داخل الملعب.