عام من العدوان على غزة، تدمير 205 موقع أثري وتراثي وطمث الهوية الفلسطينية
تدمير مواقع أثرية وتراثية في فلسطين
مارسيل أيمن
ذكري 7 أكتوبر، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، ارتكب جيش الاحتلال كل أنواع الجرائم الإبادة، حيث لم تقتصر الإبادة على خسائر الأرواح البشرية فحسب، بل امتدت أيدى العدوان لتطال التراث الثقافي والتاريخي في قطاع غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية،
وعلى إثر ذلك، شهد القطاع تدميرًا ممنهجًا للمواقع الأثرية والتاريخية، ما يهدد بمحو الذاكرة الجماعية لشعب غزة وطمس هويته الثقافية الفلسطينية.
تدمير مواقع أثرية وتراثية في فلسطين
وبحسب ما ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة آخر إحصائية له، فإن كيان الاحتلال الإسرائيلي دمر 206 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعًا مسجلًا في القطاع، ما يكشف عن حجم الكارثة التي حلّت بالتراث الفلسطيني في غزة.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أن العديد من المواقع الأثرية والتراثية في القطاع تعرضت لتدمير جزئي أو كلي نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة، ولافتًا إلى أن هذه المواقع تشمل مساجد وكنائس ومدارس ومباني أخرى ذات أهمية تاريخية، وهذا ما يعكس التنوع الثقافي والديني الذي تميزت به غزة عبر العصور.
«قلب غزة» تدمير البلدة القديمة في القطاع
وخلال عام من العدوان على قطاع غزة، دمر كيان الاحتلال البلدة القديمة في غزة، حيث كانت من أكثر المناطق تضررًا، وتعود جذور المدينة التاريخية إلى الحضارة الفينيقية قبل نحو 1500 عام قبل الميلاد، والتي شهدت دمارًا هائلًا في العديد من مبانيها الأثرية، بما في ذلك الأسوار والبوابات والمباني البارزة.
ولم تقتصر جرائم الاحتلال على فقدان المباني فحسب، بل امتدت لتشمل محو ذاكرة مكان شهد تعاقب حضارات متعددة بدءًا من الإغريق، والرومان، والبيزنطيين، وصولًا إلى الحقبة الإسلامية، ما أضفى على القطاع قيمة تاريخية وثقافية عظيمة، وجسّد عراقة الشعب الفلسطيني وتجذره في هذه الأرض.
كنائس أثرية أصبحت ضحية العدوان
لم تقتصر الهجمات على المساجد فحسب، بل امتدت لتشمل الكنائس التاريخية والأثرية في قطاع غزة، فكنيسة القديس برفيريوس، التي تعد ثالث أقدم كنيسة على مستوى العالم، لم تسلم من القصف.
في 19 أكتوبر 2023، تعرضت الكنيسة لهجوم أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين الذين لجأوا إليها طلبًا للأمان، وتعد هذه الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، التي تم بناؤها في عام 425م، كانت تمثل جزءًا مهمًا من التراث الديني والتاريخي العالمي، وشاهدًا على التعايش الديني والتنوع الحضاري في غزة عبر القرون.
تدمير التراث الإسلامي في غزة
وعلى خلفية تدمير الإرث الإسلامي، تعرّضت العديد من المساجد للتدمير، ومن بين أبرز هذه المعالم، المسجد العمري الكبير، الذي يعد من أهم وأقدم المساجد في فلسطين، إذ يمتد تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يعكس الأسلوب البازيليكي.
كما تعرض المسجد لدمار شامل، ما أدى إلى فقدان هذه التحفة التاريخية التي كانت تجسد قيمًا تاريخية ودينية عميقة، وتظل واحدة من الأماكن التي شهدت على تطور الحضارة في هذه المنطقة.
نهب التراث
أثار استيلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخزن آثار غزة في 21 يناير 2024 مخاوف كبيرة بشأن مصير الآثار القيمة التي يحتويها، فهذا المخزن، الذي يحتوي على آلاف القطع الأثرية التي تمتد عبر حقب زمنية مختلفة، بدءًا من 3 آلاف سنة قبل الميلاد وحتى بداية العهد الإسلامي المبكر، يمثل جزءًا مهمًا من الإرث التاريخي الفلسطيني.
ظهور مقطع فيديو يُظهر فريقًا من هيئة الآثار الإسرائيلية وهم يفحصون الآثار في المخزن، ثم حذف المقطع لاحقًا، زاد من المخاوف حول مصير هذه القطع الأثرية القيمة.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً