في الذكري الأولى لـ"طوفان الأقصى"، كيف خدعت حماس المخابرات الإسرائيلية؟

كشفت عملية طوفان الأقصى، التي أطلقت في السابع من أكتوبر 2023، عن فشل استخباراتي كبير لدى "إسرائيل"، ليس فقط لأسباب أمنية داخلية، بل نتيجة لخداع استراتيجي محكم نفذته حركة حماس  الفلسطينية. 

ولم تقتصر خطة الخداع على التحضيرات العسكرية الواسعة التي استمرت سنوات، بل امتدت إلى عدم الرد على تصعيد الاحتلال في مايو 2023، واغتيال قيادات من سرايا القدس، مما عزز الشعور بالهدوء النسبي في الساحة.

حماس تفاجئ إسرائيل في 7 أكتوبر

جاءت الهجمات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمثابة مفاجأة غير مسبوقة، ليس فقط لـ"إسرائيل"، بل للعالم أجمع. 

وعلى الرغم من المراقبة المستمرة لقطاع غزة من خلال الطائرات المسيّرة والكاميرات الأمنية، نجحت المقاومة في تنفيذ عملية محكمة، وكأن "عيون إسرائيل كانت مغمضة" تمامًا عن التحضيرات المكثفة التي سبقت الهجوم.

خداع استراتيجي محكم على مدار عامين

قادت حركة حماس، عملية خداع استراتيجي دقيق خلال آخر عامين، حيث أقنعت "إسرائيل" بأنها غير مهتمة بمواجهة عسكرية جديدة، في الوقت الذي كانت تقوم فيه بتدريب مقاتليها على مرأى الجميع.

وأكد مصدر مقرب من الحركة لوكالة رويترز للأنباء، أن حماس أنشأت مستوطنة "إسرائيلية" وهمية داخل غزة للتدريب على اقتحام المستوطنات، مما عزز من فعالية التحضيرات القتالية دون أن تثير شكوك الاحتلال.

تقارير استخباراتية وتحقيقات “إسرائيلية”

وبعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، كشفت قناة 12 العبرية عن بعض نتائج التحقيقات التي أجرتها "إسرائيل". 

وأظهرت التحقيقات أن قادة جيش الاحتلال قدموا تقارير مضللة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال زيارته لفرقة غزة في سبتمبر 2023، حيث أكدوا أن حماس تم ردعها.

هذا التقييم الخاطئ أدى إلى تقليص عدد القوات على الحدود مع غزة، مما سهّل على مقاتلي حماس اختراق السياج الحدودي وإحداث ثغرات في مستوطنات غلاف غزة.

الأخطاء العسكرية وساعات الهجوم الأولى

وعلى صعيد الإخفاقات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، أظهرت التحقيقات أن الجيش الإسرائيلي ارتكب أخطاء فادحة في الساعات الأولى للهجوم، حيث قررت شعبة العمليات تقليص القوات بشكل كبير، مما تسبب في حالة من الارتباك والتخبط.

إلى جانب استجابة الجيش البطيئة للغاية، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح. 

وكشفت التقارير، أيضًا أن سلاح الجو الإسرائيلي كان غير مستعد بشكل كامل، حيث كانت هناك أربع طائرات فقط جاهزة وقت الهجوم، ولم يتمكن من تقديم رد فعل مناسب.

ثغرات أمنية واختراقات المعلومات

وكشفت التحقيقات، عن ثغرات كبيرة في أنظمة حماية المعلومات السرية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

حيث كانت كتائب القسام على علم بمواقع قواعد سلاح الجو وحتى مواقع إقلاع الطائرات، ما ساهم في تعزيز فعالية هجومها. 

وأظهرت التحقيقات أن سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي فشل في تقديم صورة واضحة للأحداث، فيما كان مستوطنو غلاف غزة أكثر إلمامًا بالوضع الميداني من ضباط الجيش.

تداعيات الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي 

أوضحت التقارير، أن الفشل الاستخباراتي الذي كشفت عنه عملية طوفان الأقصى قد يستمر في البقاء طي الكتمان، حتى بعد تشكيل لجان التحقيق. 

ويبدو أن "إسرائيل"، تواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع هذه الثغرات، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق نتائج غير مسبوقة، مما يعزز الشكوك حول مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة تحديات مماثلة في المستقبل.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.