الخميس، 21 نوفمبر 2024

07:47 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

نصر أكتوبر 51 «حكاية شعب»

اللواء عصام عبد الحليم لـ«الجمهور»: سلاح المهندسين قطع يد إسرائيل العليا في حرب أكتوبر.. والروح القتالية ‏عوضت فارق التسليح

اللواء عصام عبد الحليم

اللواء عصام عبد الحليم

أحمد عجاج   -  

A A

- القوات المسلحة كانت أمام تحدٍ كبير ‏خلال حرب أكتوبر

- سلاح المهندسين العسكريين كان له دور كبير في حرب الاستنزاف

- 3 عوامل وراء نجاح مصر في حرب ‏أكتوبر

- الروح القتالية ‏عوضت فارق التسليح بيننا وبين العدو

- فتحت الممر في الساتر الترابي بالمفرقعات لعبور دبابات

- روح حرب أكتوبر لا تزال تتجسد في المشروعات التنموية

«الذكرى الـ51 لحرب أكتوبر 1973 حكاية شعب»، تعد حرب أكتوبر من أعظم الحروب العسكرية التي شهدها التاريخ الحديث، ولم ينتهي الاحتفال بالنصر في أكتوبر 1973، ولكن ظلت الدولة المصرية تحرص على الاحتفال بالنصر العظيم للجيش المصري على العدو الإسرائيلي، في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، إذ يحتفل الشعب المصري مع قواته المسلحة بهذا النصر المبين.

51 ‎عاما مضت على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي تكاتفت ‏فيها جميع أسلحة القوات المسلحة وتناغمت في تأدية مهامها، وبحسب وصف الخبراء «إنها حرب الأسلحة المشتركة».

يظل يوم 6 أكتوبر 1973 ملحمة عظيمة صنعتها الإرادة المصرية، وكتبت بسطور من نور في صفحات التاريخ المصري الحديث، وسجلت بطولات لا حصر لها من جنود وضباط صنعوا المعجزات خلال معاركهم مع العدو، 

وكان لـ«الجمهور» حوارًا مع اللواء مهندس عصام عبد الحليم المستشار بمعهد المهندسين ‏العسكريين وأحد أبطال السلاح في الجيش ‏الثاني خلال حرب أكتوبر 1973، وسيظل سلاح المهندسين العسكريين سلاحا بارزًا وفعالًا في بطولات قواتنا ‏المسلحة، حيث استطاع صنع المعجزة من خلال بناء قواعد للصواريخ ‏المضادة للطائرات، وفتح الثغرات في الساتر الترابي ‏وسد منافذ النبالم وإنشاء الكباري لعبور المشاة والمدرعات ‏والمدفعية، إلى الجانب الثاني من قناة السويس.

تخرج عبد الحليم في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1968 وثم ‏الكلية الفنية العسكرية عام 1969، وشارك في حرب أكتوبر برتبة ‏رائد في كتيبة الفرقة 19 مشاة‎.‎

إلى نص الحوار..

صف لنا انتصار أكتوبر من وجهة نظرك؟

انتصار أكتوبر المجيد ظهر ‏فيه الذكاء المصري والمهارة، حيث إن الأسلحة والمعدات العسكرية ‏التي كانت لدى العدو الإسرائيلي كلها كانت حديثة، أما سلاح القوات ‏المصرية والعسكرية كان من أسلحة حارب بها الاتحاد السوفييتي ‏خلال الحرب العالمية الثانية في أوائل الأربعينيات‎.‎

بالتأكيد فارق التسليح كان له أثر في الحرب، كيف تغلبتم على ذلك؟

القوات المسلحة كانت أمام تحد كبير ‏خلال حرب أكتوبر، حيث إن الإمكانيات المادية للدولة المصرية ‏لم تكن كبيرة، والأسلحة المتوافرة لها كان أغلبها من الحرب العالمية ‏الثانية، فيما كانت الطائرات ‏الإسرائيلية ومعداتها من إنتاج العام نفسه ومصنعة في الولايات ‏المتحدة الأمريكية‎، فارق عمر ‏الأسلحة وصل إلى 40 عاما وكان كبيرا، إلا أن القوات المصرية ‏عوضت هذا الفارق بتدريبها ومهاراتها وروحها القتالية.

ما هي عوامل نجاح حرب أكتوبر من وجهة نظرك؟

‏هناك ثلاثة عوامل أدت لنجاح مصر في حرب أكتوبر؛ أولها ‏الوحدة الوطنية التي تجلت تماما خلال سنوات الاستعداد للحرب فلم ‏يكن هناك فارقا بين مسلم أو مسيحي‎، العامل الثاني، هو التدريب الجاد للقوات في الشهور السابقة ‏للحرب، والعامل الثالث، هي روح الأبوة والعلاقة الحازمة بين ‏الضباط والجنود المشاركين في الحرب، فرغم أن بعض الجنود كان ‏أكبر سنا من الضباط لكن العلاقة بينهما كانت نموذجا للاتحاد والحزم‎.‎

ما دور سلاح المهندسين العسكريين في حرب أكتوبر؟

السلاح كان له دور كبير منذ حرب الاستنزاف، حيث ‏كان العدو الإسرائيلي يشن غارات بطائراته على كل أنحاء جمهورية ‏مصر العربية، فأرادت مصر بناء قواعد صواريخ مضادة للطائرات ‏غرب القناة؛ لقطع يد إسرائيل، وتم ذلك بمشاركة سلاح المهندسين ‏العسكريين وشركات القطاع المدني التي أنشأت هذه القواعد بخرسانة ‏مسلحة‎.‎

ما هو أسبوع تساقط طائرات الفانتوم؟

مع زيادة عدد القواعد أصبح الأسبوع الأخير من شهر يونيو ‏عام 1970 هو أسبوع تساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية، وفي 30 ‏يونيو 1970 كانت ذروة الطائرات التي تم إسقاطها فأصبح هذا اليوم ‏هو عيد قوات الدفاع الجوي، مضيفا أنه في بداية خدمته كان التدريب على ‏عبور القناة في منطقة الخطاطبة على النيل، فأتقنت القوات عملية ‏العبور‎.‎

كيف سيطرت القوات المسلحة على سيناء؟

نجاح السيطرة المصرية على سيناء كان نتيجة تشارك جميع ‏القوات «الجوية والبحرية والمشاة والمدرعات»، مضيفا أن سلاح ‏المهندسين العسكريين ساهم في النجاح في عبور القناة وإنشاء رؤوس ‏الكباري بعمق 15 كيلو في سيناء، وطوال فترة الاستعداد لحرب أكتوبر في السنوات الست بعد ‏نكسة 1967، تعاونت القوات المسلحة عبر سلاح المهندسين ‏العسكريين مع شركات القطاع العام لإنشاء «براطيم».

ما هي البراطيم، وكيف ساهم سلاح المهندسون العسكريون فى بناء شبكة الطرق؟

البراطيم كانت ‏عبارة عن متوازي مستطيلات من المعدن يحمل على سيارات لوري، تسمح بعبور القوات المصرية على قناة السويس، كما شارك ‏المهندسون العسكريون في تعديل صفات السيارات اللواري لتحميل ‏هذه البراطيم‎، ساهم السلاح في بناء شبكة طرق ‏ومدقات غرب قناة السويس بالتعاون مع شركات القطاع العام، ‏فوصلت الطرق الطولية والعرضية إلى نحو ألفي كيلو أي ضعف ‏المسافة بين الإسكندرية وأسوان لكي تحركها القوات المصرية غرب ‏القناة للعبور‎.‎

ما الهدف من تعلية الساتر الترابي غرب القناة؟

تم تعلية الساتر الترابي غرب القناة ليكون أعلى من ‏الساتر الترابي شرق القناة الذي أنشأته إسرائيل، والهدف من ‏هذه التعلية هو أن تسيطر القوات المصرية تكتيكيا ومعنويا، وهذا كله ‏ساهم فيه المهندسين العسكريين خلال فترة التمهيد للحرب‎.

كيف ساعد سلاح المهندسين العسكريين في عبور القناة؟

خلال الحرب كان دور هذا السلاح بارزا في عملية العبور، فعبور المشاة بالقوارب كان لا بد أن يتبعه ‏عبور الدبابات للقناة على الكباري العائمة والمعديات، وكان لا بد من ‏عمل فتحات في الساتر الترابي بمدافع المياه، حسب فكرة اللواء باقي ‏زكي يوسف من خبرته في بناء السد العالي، وهذه الطريقة نجحت في عبور أربع فرق مشاة من الخمس ‏التي شاركت في عبور القناة والتي كانت أمام الساتر الترابي بطبيعة ‏رملية، أما النقطة الخامسة في القطاع الجنوبي من قناة السويس قرب ‏مدينة السويس في مواجهة الفرقة 19 مشاة، كانت أرض طفلية طينية ‏فلم تنجح مدافع المياه في فتح الثغرات في الساتر في 6 أكتوبر‎.

كيف نجح المشاة في عبور الساتر الترابي؟

المشاة نجحوا في عبور الساتر في هذه النقطة ويؤدوا ‏مهمتهم بنجاح في عمق سيناء بنحو 15 كيلو، كنت حينها قائد ‏سرية في كتيبة مهندسين الفرقة 19، وفجر يوم 7 أكتوبر كُلفت بأن ‏أخرج بسريتي وأفتح الساتر الترابي باستخدام المفرقعات بمواجهة ‏الكوبري الذي ستعبر عليه الدبابات، وقام أيضا رئيس مهندسين ‏الفرقة المقدم فاروق علي المليجي باستخدام المفرقعات في عمل فتحة ‏باستخدام المفرقعات أمام الكوبري الذي ستعبر عليه المدفعية، ‏ونجحت الدبابات والمدفعية في اللحاق بمشاة الفرقة 19 في 7 ‏أكتوبر‎.

ما دورك خلال حرب أكتوبر؟

عند فتح الممرات في الساتر الترابي شرق القناة بمدافع المياه ‏ونجحت هذه الوسيلة في قطاعات اقتحام فرق المشاة الأربعة الأخرى ‏عدا في قطاع الفرقة 19 مشاة في القطاع الجنوبي لقناة السويس نظرا ‏لطبيعة الساتر الطفلية في هذا القطاع ‎فكانت مهمتي حينها فتح الممر في الساتر الترابي بواسطة ‏المفرقعات أمام الكوبري المخصص لعبور دبابات الفرقة ودبابات ‏اللواء 25 مدرع المدعم للفرقة، وعبور مركز قيادة الفرقة وكتائب قيادة ‏الفرقة 19 مشاه على نفس معبر الكوبري وبالفعل تم عبورها جميعا ‏بنجاح إلى سيناء خلال معبر الكوبري عند (كم 148 ترقيم القناة) ‏وهو حاليا موقع نفق الشهيد اللواء أحمد حمدي أكبر شهداء سلاح ‏المهندسين العسكريين.

كيف ترى روح حرب أكتوبر في بناء الجمهورية الجديدة؟

روح حرب أكتوبر لا تزال تتجسد في المشروعات التنموية ‏التي تنفذها الدولة في الوقت الحالي، والتعاون بين القطاع المدني ‏والقطاع العسكري متمثلا في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ‏وإداراتها، مثمنا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في متابعة تنفيذ ‏المشروعات التنموية القومية وبناء مصر الحديثة، وأن الدولة تعتمد ‏في البناء الحديث على ذراعي الدولة المدني والعسكري، مشيدًا بشبكة الطرق الاستراتيجية التي نفذتها الدولة المصرية.

كيف تجلى استخدام العلم في لحرب أكتوبر؟

لن أتحدث عن التخطيط، والعلوم العسكرية، ومبادئها، ولكن عن ‏التطوير الذى حدث في قواتنا المسلحة؛ فجميع أسلحتنا كانت من ‏الاتحاد السوفيتي، وأغلبها كانت أسلحة ومعدات من الحرب العالمية ‏الثاني، والعلم من انتصر، وليس التكنولوجيا؛ فاتباعنا للمنهج العلمي السليم ‏أدى لـ«النصر»، وذلك بجهد عقلي عوض شح الإمكانيات المادية، ‏فمثلاً سلاح المهندسين تغلب على عقبة الساتر الترابي شرق قناة ‏السويس، وهو ما تم بحسابات تفصيلية دقيقة، وليس بشكل عشوائي ‏كما يتصور البعض‎.‎

تحدثت عن نجاح قواتنا في تطوير الأسلحة ومعدات العبور.. كيف ‏ذلك؟

‎الدولة كلها كانت مجندة للحرب، سواء القطاع العسكري أو المدني، ‏ما أسهم في تسخير العقول المصرية الفريدة في تطوير المعدات، ‏بداية برجال القوات المسلحة، وشركات القطاع العام مثل مسابك ‏البحيرة، وشركة النصر للسيارات، وذلك عبر عمليات حسابية ‏وتصنيعية وعلمية لتكون المعدات على أعلى مستوى ممكن بأقل تكلفة ‏ممكنة؛ فمثلاً أجرينا تطويراً على أجزاء من العربات والمحركات في ‏‏«النصر للسيارات‎».

ما الأسلحة الأخرى التي شملها التطوير؟

سلاح المدفعية؛ فهناك مدفعية الضرب غير المباشر للعدو، عندما ‏يكون العدو غير مرئي، وعلى مسافات بعيدة، وكانت أغلبها مدافع من ‏الحرب العالمية الثانية، وتم تطويرها بحيث نجحت في أداء مهامها ‏كأي سلاح حديث، من تنشين، وتصويب، وإصابة العدو‎.‎

كيف عالجتم أعطال الأسلحة القديمة وقمتم بتطويرها؟

التدريبات والمشاريع العسكرية الكثيرة جعلتنا نتلافى أوجه القصور ‏في الأسلحة والمعدات القديمة؛ فكان التحدي أمامنا أن نفكر خارج ‏الصندوق حتى نعدل تلك الأسلحة، ونصل لأحسن إنتاجية منها لأداء ‏المهمة، وذلك ما حدث في جميع الأفرع، والأسلحة، والمعدات، ‏وكانت أعمال التطوير تتم بابتكارات غير مكلفة مادياً، وكان أصحاب ‏المؤهلات العليا كضباط، وضباط الصف لهم لمساتهم في الحرب؛ ‏فتعاونوا معنا في الفكر لننجح في مهمتنا، وكانوا من خريجي الهندسة ‏والعلوم، وحققنا فكراً ومنظومة متكاملة مع بعضنا البعض.

كما أننا ‏في سلاح المهندسين العسكريين أجرينا تطويراً على اللنشات البحرية ‏التي استخدمناها في إقامة وإزالة الكباري والمعديات التي استخدمتها ‏القوات خلال الحرب، أما فيما يخص سلاح الدفاع الجوي، فقمنا ‏بتطوير الصواريخ من مراحل التتبع والرصد والتوجيه حيث تعمل ‏بأعلى كفاءة، والطائرات رغم أنها لم تكن حديثة مثل الموجودة لدى ‏إسرائيل؛ فخزانات الوقود مثلاً لم تكن لتكفي لأكثر من نصف ساعة ‏في الجو، وتم تطويرها لتطير مدة أطول، وأجهزة الطائرات نفسها ‏حدثت فيها تعديلات، وذلك في محاولة لسد الفجوة بالطائرات الحديثة، ‏وحدث ذلك في القطع البحرية أيضاً.‏

اختيار توقيت الحرب هل كان له مدلول على نجاح العبور؟

‎توقيت الحرب في الساعة الثانية ظهرا لحماية وسائل العبور، ‏لعبور فرق المشاة خلال الفترة من الثانية ظهرًا وحتى السادسة لتأمين ‏الشاطئ الشرقي للقناة وبعدها عند إسقاط المعديات والكباري في آخر ‏ضوء تكون محمية من العدو الجوي والأرضي في الشاطئ الشرقي.

ماذا عن التعاون بين إدارة الأشغال العسكرية وسلاح المهندسين العسكرين وإدارة المياه في القوات المسلحة؟

كان دور إدارة المهندسين العسكريين التجهيز الهندسي لقاعدة الهجوم ‏غرب القناة والقواعد الجوية والمطارات العسكرية وقواعد الدفاع ‏الجوي والقواعد والموانئ البحرية والمشاركة في إعداد الدولة  ‎للحرب وذلك بالتجهيز الهندسي لحماية الأهداف الحيوية في كافة ‏أنحاء الجمهورية تشكيل أطقم إغاثة وإنقاذ في المدن الرئيسية

وإدارة الأشغال العسكرية كان دورها المشاركة مع إدارة المهندسين ‏العسكريين في كافة مهام التجهيز الهندسي لمراكز القيادة المحصنة ‏والقواعد الجوية والبحرية ‎وقواعد الدفاع الجوي وكذا الأهداف الحيوية في كافة أنحاء ‏الجمهورية وإعداد أطقم طوارئ لتشغيل واستعادة كفاءة محطات ‏المياه والكهرباء المدنية بالمدن الرئيسية، أما إدارة المياه فكان دورها إعداد عبوات تكديسات المياه ووسائل ‏إمداد القوات والوحدات بالمياه وإعداد أطقم طوارئ لتشغيل واستعادة كفاءة محطات المياه المدنية وغيرها من الإدارات التي ‏قامت بدور هام في سبيل إنجاح الحرب من الناحية الهندسية.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search