“مصر فتحت لنا أبوابها، وأنا فتحت قلبي لأهلها”
فادية السورية، قصة كفاح أذابت الحدود بين الحلويات السورية والمصرية في شوارع المحلة
فادية السورية
أحمد النوبي
في شوارع مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وتحت أشعة الشمس اليومية، تقف فادية بابتسامة تفيض دفئًا وأملًا، تقف علي فرشها الصغير الذي يحمل بين طياته ذكريات وطن بعيد ونكهات تشهد على حكاية كفاح طويلة.
فادية السورية.. قصة صمود وأمل
وجدت فادية، اللاجئة السورية، - أم لثلاثة أبناء - في مصر بيتًا جديدًا، بعدما أجبرتها الحرب في سوريا على ترك وطنها، فادية لا تبيع مجرد حلويات ومعجنات، بل تنشر قصتها، قصة صمود وأمل.
"الحرب أخذت منا كل شيء، لكن مصر أعطتنا الأمل من جديد"، تقول فادية السورية بعينين لامعتين وهي تتحدث عن رحلتها من سوريا إلى المحلة الكبرى عندما وصلت إلى مصر مع أسرتها، كانت الأوضاع صعبة والحنين للوطن يملأ قلوبهم ،لكن مع الوقت، وجدت فادية في مصر شعبًا احتضنها واحتضن عائلتها بمحبة وكرم لم تتوقعه.
لم تكن فادية مجرد امرأة تبحث عن فرصة عمل، بل كانت حاملة لتراث غني من الحلويات السورية التقليدية. لكنها، بحسها المرهف وعينيها الثاقبة، أدركت أن مصر لا تعني فقط الأمان، بل فرصة لتقديم شيء جديد.
بدأت أمزج بين التراث السوري والنكهات المصرية الأصيلة
"كنت عايزة أعمل حاجة تفرّح الناس هنا، وأشعرهم إني واحدة منهم"، تقول فادية وهي تقدم للزبائن الكبيبة والبقلاوة بجانب الكنافة، والمعمول بجانب البسبوسة والمعجنات.
"مكدوس" وزعتر من سوريا، وبسبوسة وكنافة من مصر، على عربة صغيرة تتناثر عليها روائح الذكريات وعبق التحدي، جمعت فادية بين ثقافتين في طبق واحد، فأصبح كل زبون يتذوق نكهة من وطنه أو يكتشف طعمًا جديدًا يُشعره بالقرب.
كل صباح، تقف فادية بجانب زوجها في الشارع، يجهزان الفرش، يرتبان المنتجات بعناية وكأنها قطع من الذهب، لم يكن الوقوف في الشارع مجرد وسيلة لكسب العيش، بل كان درسًا يوميًا في التواضع والقوة.
"الناس هنا أحن علينا من أي مكان تاني، مصر احتضنتنا بجد"، تقول فادية بحب وهي تتحدث عن سكان مدينة المحلة الكبرى الذين أصبحوا عائلتها الثانية.
قصة فادية ليست مجرد رحلة لامرأة هربت من ويلات الحرب، بل هي قصة انتصار على الصعاب، وتمسك بالحلم في أصعب الظروف.
مصر فتحت لنا أبوابها، وأنا فتحت قلبي لأهلها
بهذه الكلمات تختصر فادية رحلتها، كل طبق تقدمه يحمل بين طياته حبًا للبلدين، وتأكيدًا على أن التلاحم بين الشعوب ليس مجرد كلمات، بل واقع تعيشه كل يوم في شوارع المحلة.
بينما تغلق فادية فرشتها في نهاية اليوم، تظل رائحة الحلويات عالقة في الهواء، تذكر الجميع بأن الحياة دائمًا تحمل فرصًا جديدة، قصة فادية تلمس القلوب، وتثبت أنه بالإصرار والعزيمة يمكن للإنسان أن يتخطى كل الحدود، سواء كانت جغرافية أو ثقافية، ليبني مستقبلًا مليئًا بالأمل.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً