الجمعة، 27 سبتمبر 2024

06:23 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الحلقة التاسعة

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: تجربة مصر الفتاة والمعركة مع سمير رجب

مصطفى بكري

مصطفى بكري

A A

- الصحيفة صدرت فى نوفمبر1990، وأغلقت فى فبراير1992، وكانت توزع 100ألف نسخة    أسبوعيًا

- قبلت رئاسة التحرير بشرط أن تتبنى الصحيفة "الخط الناصرى" فوافق رئيس الحزب

- رفضنا الغزو العراقى للكويت وحذرنا من خطورة تدمير العراق

- المعركة بدأت مع سمير رجب بسبب هجومه على الحزب والصحيفة

- صفوت الشريف تدخل وعبدالحليم موسى نصح لكن المعركة لم تتوقف

- نشرت التجاوزات وحقق معى فى نيابة أمن الدولة وحصلت على البراءة

هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم فى أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتى.

أروى هذه الشهادات، التي ينشرها موقع "الجمهور" بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.

فى هذه الحلقات التي ينشرها موقع "الجمهور" يوم "الجمعة" من كل أسبوع، يروى الكاتب والبرلماني مصطفى بكرى، شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.

 

تجربة مصر الفتاة

بعد إغلاق صحيفة مصر اليوم وعلى مدار عام كامل، تعطل قلمي عن الكتابة المستديمة، إلا من بعض المشاركات المحدودة، هنا، وهناك.. لكنني، وبرغم تلك الظروف، لم أفقد الأمل فى تكرار التجربة مرة أخرى، ولو بعد حين.. كان لدى إصرار قوى على مواجهة أمواج الفساد العاتية، والتواجد على الساحة الصحفية، رغم جبروت إمبراطوريتها.. كان شعوري نحو الفقراء، والأزمات التى يعانيها الوطن، داخليا، وخارجيا تجعلنى أرفض الصمت، فرحت أسلك كل الدروب التى تساعد فى عودة كتيبة الصحفيين الشبان، والكتاب الكبار، لتواصل رسالتها من جديد.

فى العام 1990، لاح الأمل من جديد، فى صدور صحيفة، تواصل نهج الرسالة التى توقفت بتوقف «مصر اليوم».. فى هذا الوقت، شهدت الساحة الحزبية المصرية، مولد حزب جديد، هو «حزب مصر الفتاة» والذى حصل رئيسه «على الدين صالح» المحامي، على حكم قضائي، بمشروعية حزبه، ليمارس دوره على الساحة السياسية فى مصر، وقد كان همه الأكبر، هو إصدار صحيفة قوية، تعبر عن الحزب، ورؤيته السياسية.. يومها اتصل بى، وتشاور معى. فى فكرة إصدار صحيفة، أتولى رئاسة تحريرها، وقال لى «أنت أجدر من يحقق لنا هذا الحلم، نريد صحيفة قوية وناجحة، تحتل موقعا متقدمًا وسط الصحف القومية والحزبية".

صحفيو مصر الفتاة

كانت الأجواء السياسية فى هذه الفترة بالغة الاضطراب، وملبدة بالغيوم، حيث كانت منطقة الخليج قد شهدت قبيل بضعة أشهر حدثا، كانت له تداعياته الخطيرة على جملة الأوضاع فى منطقة الخليج والعالم العربى، ففى الثانى من شهر أغسطس من العام 1990، اجتاحت القوات العراقية أرض الكويت، واحتلتها تماما، مما أثار احتجاجا دوليا واسع النطاق، الأمر الذى دفع بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، لتزعم تحالف من 30 دولة للدفع بقواتها إلى منطقة الخليج، استعدادا لمواجهة عسكرية مرتقبة مع القوات العراقية، التى رفضت مبدأ الانسحاب من أرض الكويت، حتى قبل أيام قليلة من وقوع العمليات العسكرية.

وقد أفضت أوضاع الخليج، واحتلال العراق للكويت، إلى انقسام غير مسبوق فى العالم العربى، حيث راح قسم من العالم العربى يقف فى صف العراق، وقسم آخر مع الكويت، فى واحدة من أخطر الأزمات التى ضربت عالمنا العربى منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى، حيث شهدت الأمة حالة من التشرذم غير المسبوق فى تاريخها، وهى انعكاسات لانزال نعانى من تداعياتها الكارثية حتى اليوم.

وسط أجواء الضباب، والصراعات السياسية، والانقسامات التى ضربت العالم العربى، ولدت صحيفة «مصر الفتاة»، وصدر العدد الأول منها فى التاسع عشر من نوفمبر من العام 1990، أى بعد نحو أحد عشر شهرا من إغلاق صحيفة «مصر اليوم»، حيث توليت رئاسة تحريرها، وتولى على الدين صالح رئاسة مجلس إدارتها، بصفته رئيسًا للحزب الذى حملت الصحيفة اسمه.. ومنذ العدد الأول لصدور الصحيفة، أوضحت بجلاء، رسالة الصحيفة وأهدافها، وقلت: إنها صحيفة حزب يحلم بمصر الفتية، الخالية من الاستغلال، حزب يسعى إلى تحرير رغيف الخبز، ليصبح مصريا خالصا، حزب يضع قضية الوحدة العربية، وتحرير فلسطين فى سلم اهتماماته، وفى إطار الشعارات التى يطرحها الحزب، هذه الشعارات التى يلتقى فيها مع برنامج ثورة 23 يوليو 1952، الذى حمل رايته الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، يكون رأى الصحيفة".

وأوضحت فى مقالى الافتتاحى، والذى حمل اسم "بالعقل" ولايزال يحمل هذا الاسم فى كتاباتى بصحيفة "الأسبوع": أن ذلك لايعنى مصادرة الآراء الأخرى، ولاالتهجم على الآخرين، بسبب، أو بدون سبب.. وقلت: "إننا نسعى إلى بناء صحيفة حرة، حتى تكون نبراسا لهؤلاء، الذين يبحثون عن حلول موضوعية، لمشاكل مصر المزمنة".. وعلى هدى هذه الرؤية، راحت "مصر الفتاة" تشق طريقها، وسط أجواء بالغة السخونة.

كان اللافت فى تجربة مصر الفتاة، انضمام عدد كبير من الصحفيين الشبان للعمل بالصحيفة، حيث خاضوا معنا حروبا ومواجهات لا حصر لها فى مواجهة الفساد والفاسدين، والأطماع والمخططات الخارجية فى وطننا وأمتنا.. ومن هؤلاء "محمود بكرى"، رحمة الله عليه والذى تولى منصب نائب رئيس التحرير، وهو الآن رئيس مجلس إدارة صحيفة الأسبوع، وطلعت إسماعيل والذى تولى منصب مدير التحرير، وعبدالفتاح طلعت سكرتير التحرير آنذاك ورئيس التحرير التنفيذى الحالى لصحيفة الأسبوع، وعبدالسلام لملوم، رحمه الله عليه والذى تقلد فيما بعد منصب سكرتير تحرير صحيفة الأحرار، وطه خليفة رئيس قسم المحافظات، والذى عمل سكرتيرًا لتحرير صحيفة الراية القطرية، وعماد الدين حسين رئيس قسم التحقيقات والذى يتولى الآن رئاسة تحرير صحيفة الشروق، وعادل السنهورى رئيس قسم الأخبار، وهو كاتب كبير باليوم السابع وشغل منصب رئيس التحرير التنفيذى لصحيفة صوت الأمة، وحميد مجاهد رئيس القسم الثقافى، وعماد صبحى المشرف على باب «البوسطجي» والذى تقلد مناصب صحفية عديدة فيما بعد، وفتحى الشوادفى المشرف على زاوية شكاوى الناس، وتهانى تركى مسئولة أخبار الحزب مساعد رئيس التحرير، ورئيس قسم التحقيقات حاليا فى صحيفة الأسبوع، والمخرج الفنى نبيل الطاروطى، والذى تولى رئاسة تحرير صحيفة علاء الدين بالأهرام، ، ومنال الصاوى، والتى أصبحت سكرتير تحرير لصحيفة الأسبوع، ومحمود إبراهيم والذى أصبح صحفيا بالأهرام، وياسر زارع الذى تولى منصب سكرتير تحرير الأسبوع فى بداية صدورها، ومحمد حنفى رحمة الله عليه، وكان رئيسا للقسم الاقتصادى بجريدة الأحرار، وخالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع السابق ، وأكرم القصاص الذى تولى العديد من المناصب القيادية فى العديد من الصحف، وهو رئيس مجلس ادارة اليوم السابع حاليًا، وأحمد السمان، الذى تقلد منصب المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وحمدى عبدالرحيم الصحفى البارز، وجمال الشناوى رئيس  التحرير السابق لصحيفة أخبار الحوادث الصادرة عن مؤسسة أخبار اليوم ، ومحمد الروبى، الصحفى والذى تقلد منصبا قياديا فى صحيفة العربى الناصرى، والصحفى مسعد نوار وشريف نادر، وأحمد عبدالعزيز وصلاح عبدالرئيس وهانم عبدالعزيز وعبدالحميد عبدالعاطى وايمان يوسف وعبدالفتاح عبدالمنعم القيادى فى مؤسسة اليوم السابع وهشام فؤاد الكاتب الصحفى، وعلاء سرور، ود.أمانى الطويل الكاتبة السياسية وأحد القيادات الصحفية البارزة بمؤسسة الاهرام، وصالح رجب الذى يترأس حاليا تحرير العديد من البرامج المهمة فى إذاعة البرنامج العام، وإذاعة صوت العرب، والصحفية ماجدة إبراهيم وماجدة النجار والصحفى الناصرى البارز حمادة إمام، والصحفى محمد القباحى الذى تخصص فى إصدار العديد من الصحف الاقليمية وإيمان العمرى ونانيس الليثى وغادة العربى وحمدى الشريف، وفى بداية الصدور تولى سامى البلعوطى منصب مدير التحرير لصحيفة مصر الفتاة لفترة وجيزة، ثم انضم كارم يحيى الصحفى البارز بمؤسسة الأهرام لأسرة الصحيفة فى وقت لاحق.

 

حفل صدور صحيفة مصر الفتاة في نقابة الصحفيين

حرب “صليبية” في الخليج

أدركت «مصر الفتاة» منذ لحظات صدورها الأولى خطورة الموقف الملتهب بالمنطقة، وتوقعت احتمالات تفجر الحرب فى الخليج، فراحت تحذر فى عددها الثانى، والصادر بتاريخ 26 نوفمبر 1990 من أن أجواء المنطقة أصبحت مسمومة برياح الحرب، التى خلفتها مباحثات الرئيس الأمريكى جورج بوش «الأب» فى المنطقة، قائلة بوضوح، لامواربة فيه «إذا هزموا بلدا عربيا، أيا كان خلافنا مع هذا البلد، إذا دمروا قوة العراق العسكرية، أيا كان خلافنا مع صدام حسين وعدوانه على الكويت، فإنهم سوف ينصبون قواعدهم فوق أشلاء أمتنا، وينصبون حلفاءهم قادة علينا، ليكونوا سوطا يلهب ظهور الأحرار من أبناء أمتنا».. كانت «مصر الفتاة» فى هذا الوقت المبكر، تقرأ المستقبل، وتتنبأ بما تعرضت له أمتنا من محن السنوات الماضية، كنتيجة حتمية للتدخل الأجنبى فى العراق منذ العام 1990.

كانت أهداف جورج بوش فى هجومه المبيت للعدوان على العراق، واضحة وضوح الشمس، حيث غطت على ماعداها من محاولات للوصول لحل سلمى للأزمة فى الخليج، وهكذا راحت واشنطن على رأس حلف من ثلاثة وثلاثين دولة تشن عدوانها العسكرى على العراق، فى واحدة من أشرس الحملات العسكرية التى شهدها التاريخ، وذلك عند منتصف ليلة السادس عشر والسابع عشر من يناير من العام 1991، وهو ما دفع حزب مصر الفتاة لإصدار بيان، يطالب الرئيس حسنى مبارك بسحب القوات المصرية من الخليج، وعدم المشاركة فى أية عمليات عسكرية ضد العراق، داعيا جميع القوى السياسية والشعبية فى مصر إلى اجتماع عاجل، لاتخاذ موقف موحد لمصلحة الأمة العربية والإسلامية، كما قرر فتح باب التبرع، لمساعدة المتضررين من الحرب فى الخليج، ووصف على الدين صالح رئيس الحزب، الحرب على العراق، بأنها حرب صليبية، تستهدف القضاء على الإسلام والعروبة، وأن هدفها هو تدمير العراق لمصلحة إسرائيل.

كان دوى القنابل، والصواريخ، المنهمرة على كل شيء فى العراق، الإنسان، والحجر، دافعا لأن أستصرخ العالم، فى مقالى بالصحيفة فى الحادى والعشرين من يناير من العام 1991، مناشدا ضمير مصر العروبة، إنقاذ العراق من حرب الإبادة التى يتعرض لها.. وقلت "يا ضمير مصر.. يا ضمير العروبة.. يا أحرار العالم.. إن لى أشقاء يذبحون.. إن لى أمة تقتل بيد صهيونية مجرمة.. إن لى ماضيا وحاضرا، يتحطم بيد سفهاء القرن العشرين، فليشهد الحجر، طالما وصل حد الغباء للدرجة التى لم نعد نفرق فيها بين الأخ والعدو.. فليشهد أن الغد مظلم، وأن المستقبل حالك السواد".

وقلت فى مقال آخر فى عدد 4 مارس 1991 بعنوان "لن نركع": "أبدا لن نركع للسيد الأمريكى، سنموت واقفين، ولن نرفع الراية البيضاء، فلتكسر أقلامنا، ولكنها لن تكتب غير الحقيقة التى نعرفها جيدا، فلتقطع ألسنتنا، لكننا لسنا مستعدين لمجاراة هؤلاء الذين يسلخون جلود بطون أمهاتهم، ليعزفوا عليها أنشودة التبعية والولاء.. نعرف أن هذا ليس زمن العنتريات، ونعرف أن كلمة الحق قد تتوه وسط طوفان الباطل والأكاذيب، لكننا ندرك فى الوقت نفسه أن الحقيقة كاملة سوف تظهر وبقوة، فى يوم من الأيام".

لقد فرضت حرب الخليج بتداعياتها المريرة، واقعا جديدا على الأمة، غير أن ذلك لم يبدل من مواقف "مصر الفتاة" قيد أنملة، بل راحت تسير فى ذات خطها المبدئي، دفاعا عن قضايا العروبة، فراحت تقف بقوة إلى جانب الحق الفلسطينى، والتصدى لسياسات اسحق شامير رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق الإجرامية، .. ففى العدد الصادر بتاريخ 10 يونيو 1991، وجهت انتقادات حادة لمن يراهنون على الحل الأمريكى، وقلت «إنهم سوف يكتشفون أنهم يعيشون حلما صعب التحقيق، فأمريكا هى إسرائيل، وجيمس بيكر هو دافيد ليفى، ومن يقولون بغير ذلك، فهم شيء من اثنين: إما أنهم يحاولون خداعنا، وإما أنهم بلهاء، ليس أكثر».. وفى عدد الصحيفة الصادر بتاريخ 21 من أكتوبر 1991، رحت أصف مؤتمر مدريد للسلام، والذى كان مقررا انعقاده بعد أيام من هذا التاريخ بأنه "مؤتمر الاستسلام" وأن جريمة انعقاد هذا المؤتمر سوف تقضى على البقية الباقية من حقوق أمتنا العربية، وسوف تجرد جيوشنا من أسلحتها، فى وقت تتمتع فيه ترسانة العدو بأحدث الأسلحة، وقلت «نحن مقبلون على مرحلة جديدة، إنها المرحلة الأخطر فى تاريخ أمتنا، فبعد أن دمروا العراق، وجردوه من قوته، هاهم يجهزون الآن على القضية الفلسطينية، ويفتحون الباب واسعا أمام إسرائيل، لتدخل بيوتنا، وتعتدى على حرماتنا، وتستنزف خيراتنا".

تصدت "مصر الفتاة" لعملية فرض الحصار الجائر على الشعب الليبى الشقيق، وواصلت عامها الأول فى معارك لاتهدأ، ولاتنتهى، أوتتوقف.. كان واحدا من أسوأ الأعوام، تحطمت فيه إرادة العرب، بعد أن تم اقتيادهم إلى مذبح مدريد، فى أعقاب سلخ الجسد العراقى من الأمة العربية.. كان عاما مليئا بالإحباطات، ولكن صحفيى مصر الفتاة كانوا فخورين بصحيفتهم، والتى أصبحت ملء السمع والبصر، واحتلت موقعها بجدارة وسط كبريات الصحف، وتفوقت على غيرها من الصحف التى سبقتها فى الصدور بزمن طويل، لدرجة أن معدلات توزيع "مصر الفتاة" كسرت حاجز المائة ألف نسخة، وفقا للشهادات الرسمية، المعتمدة من مؤسسة الأهرام، التى كانت تتولى توزيعها.

ومع نهايات العام، وفى الثلاثين من ديسمبر 1991، رحت أكتب مقالا أرثى فيه حال الأمة، واصفا العام المنقضى بأنه "عام الأحزان" وقلت "إن إحساس الذل الذى يلازمنا منذ حرب الخليج، أضفى على حياتنا نوعا من الكآبة والحزن، من الصعوبة أن تمحى.. فلم يعد للأعياد طعمًا أو لذة، فالأحداث التى تعيشها أمتنا العربية والإسلامية، جعلتنا نشعر بالمرارة والألم".

 

لماذا سمير رجب؟

كانت الأحداث تتوالى، والحصار على العراق يشتد، ومظاهر المرض تنتشر فى جسد الشعب العراقى، بسبب منع استيراد الدواء والحاجات الأساسية، فتوقف الكثير من المصانع والشركات الكبرى عن الإنتاج، وكان خيارنا الوحيد هو الوقوف مع الشعب العراقى.

وفى ظل هذه الأجواء كانت هناك معركة من نوع آخر، مع الأستاذ سمير رجب رئيس مجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير صحيفة الجمهورية.

لقاء صحفى يجمع سمير رجب والرئيس الأسبق حسنى مبارك

لم تكن لى معرفة سابقة بالأستاذ سمير رجب، المرة الوحيدة التى جلسنا فيها سويًا كانت فى مدينة بنغازى أثناء إفتتاح النهر الصناعى العظيم فى 28 أغسطس عام1991، فقد جمعتنا جلسة مشتركة حضرها الأساتذة جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار ومحمد رشاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعاون، و وحيد غازى رئيس تحرير جريدة الأحرار، وكان على الدين صالح رئيس حزب مصر الفتاة حاضرًا هذه الجلسة أيضًا.

كانت هناك أزمة بين سمير رجب وعلى الدين صالح، بعد أن تهجم سمير رجب عليه، فقلنا إنها فرصة لتصفية النفوس وجلسنا سويًا دون أن يتطرق أحدنا إلى ما كان يكتبه سمير رجب، لكننى فوجئت فى اليوم التالى أن ما أثير من أحاديث فى هذه الجلسة نشر بأكمله فى جريدة الجمهورية، فكانت فضيحة بعد أن علم الجميع إنه نشر ما قيل فى الجلسة الخاصة على صفحات الجمهورية بطريقة محرفة!!.

على أية حال عدنا إلى القاهرة، وعاد هو كما جاء على طائرة الرئيس مبارك الذى شارك فى هذه الإحتفالات، وفوجئت بعد ذلك به يوجه لىَ الشتائم إلى شخصى على صفحات جريدة مايو حتى وصل إلى الدرك الأسفل، فبدأنا فى مواجهته على صفحات الصحيفة وكانت لدينا مصادر جيدة من المقربين إليه فى مؤسسة دار التحرير، وكانوا يزودونا بالمعلومات والوثائق التى تكشف وتعكس حقيقة تصرفاته، وقد أثارت المعلومات التى نشرت عنه ضجة واسعة فى مؤسسة دار التحرير ولدى الرأى العام والدوائر الرسمية فى البلاد، وأصبح سمير رجب نكته الموسم أمام الجميع، فقد تعود أن يشتم الجميع ظنًا منه أن أحدًا لن يردعه لكنه فوجئ بالمدافع الثقيلة توجه إليه، كما أدرك أنه مخترق حتى النخاع، وأن كل المعلومات كانت تصل إلينا بدء من لون بدلته صباح كل يوم حتى آخر فاكس وصل إليه مساء ذات اليوم، وشعر أنه محاصر فراح يلقى بالإتهامات على كل من حوله، يتهمهم بأنهم هم الذين يمدون مصر الفتاة بالمعلومات، فلما فشل فى الوصول إلى أى من هذه المصادر راح يصدر قرارًا يتحريم قراءة صحيفة مصر الفتاة على العاملين والمحررين (نحو ثلاثة آلاف شخص). كما فعل هتلر إبان الحرب العالمية الثانية عندما حرم على الألمان سماع الإذاعات الأجنبية، وقام سمير رجب بدفع بعض المقربين إليه من الصحفيين ليتجسسوا على زملائهم ويفتشوا الأدراج علهم يعثرون على نسخة من مصر الفتاة فيكون صاحبها إرتكب بذلك جريمة حيازة ممنوعات.. لكنه فشل فى أن يمنع الناس من قراءة ما يكتب عليه فى الصحيفة، فلجأ إلى حل آخر فقد فوجئت صباح أحد الأيام بتليفون من الزميل محمد إسماعيل المحرر الدبلوماسى لجريدة الجمهورية يتحدث معى عن ضرورة تهدئه الأجواء مع سمير رجب، ثم سرعان ما فوجئت به وهو يقول إن (سمير رجب) يريد أن يتحدث معى.. وأخذتنى المفاجأة ولم أتمكن من الرد، وإذا بى أجد سمير رجب يتصل بى، وراح يلوم على أننى هاجمته وانتقدته بحدة متجاهلًا اساءاته التى كتبها فى مواجهة الحزب ورئيسه وفى مواجهتى شخصيًا.

قلت له.. أنا مستعد أبدأ معك صفحة جديدة شريطة أن تكف عن مهاجمة الحزب وقياداته. فوعدنى بالإلتزام، ووعدته من جانبى.

بعد ذلك تحدث معى الكاتب الصحفى الكبير محمد الحيوان الذى اختلف معه من الألف إلى الياء، لكن ذلك لم يمنع من وجود علاقة إنسانية عميقة بيننا.. وطلب منى الأستاذ محمد وقف الحملات القائمة بينى وبين سمير رجب فقلت له: أنا شخصيًا سوف التزم بعهدى.. شريطة أن يكف هو الآخر.

والتزمت بالفعل، لكننى فوجئت به فى الأسبوع التالى مباشرة يشن أشنع الحملات 

فى مواجهتى ومواجهة الأستاذ على.. فقلت فى نفسى.. . مبدهاش.. وأعطيناه ما فيه النصيب، نسيت أن أقول هنا أنه قبل ذلك كنت معزومًا على حفل عشاء أقامه رئيس مجلس الشعب د.فتحى سرور بحضور عدد من الصحفيين والمسئولين، وهناك ما أن لمحنى الوزير صفوت الشريف حتى وجدته يطلب منى عدم الرد على سمير رجب، وقال لى لقد تحدثت معه وطلبت منه التوقف عن هذه الأمور، ووعدت الوزير وطلبت منه أن يضمن الالتزام وإلا فإننى لن أتوقف.

وزير الإعلام  الراحل صفوت الشريف

غير أن سمير رجب ضرب بكل الاتفاقات عرض الحائط، فانهلنا عليه فين تاكل.. فين تشرب إلى درجة أنه كره اليوم الذى دخل فيه هذه المهنة.. وراح يبحث عن حل.. وتحدث معى من جديد الزميل محمد إسماعيل وقال إن ما نشر ضدك وضد الأستاذ على من وراء (سمير رجب) وأنه أصدر تعليماته بوقف الحملات.. لكننى رفضت مثل هذا الكلام وقلت لمحمد إسماعيل إن سمير رجب يناقض وعوده!!

وعندما صدرت مصر الفتاة وشاهدها سمير رجب فى الأسبوع التالى راح يصرخ ويستغيث بالجميع.. فتحدث معى الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة دار الهلال فى هذا الوقت وقال: إن كثير من الصحفيين تحدثوا معه وطالبوه بالتدخل بيننا وأنه يطلب منى باسم النقابة ومنه وقف الحملات المتبادلة فقلت.. أنا شخصيًا سأعطيه فرصة أخيرة، وبعد ذلك لن أتوقف مهما كان الأمر.

وبالفعل توقفنا فى العدد 75 إلا أننى وبمجرد تصفحى لجريدة «مايو» فوجئت به يهاجمنى بشدة ويزعم أننى أستغيث من حملاته.. فأعلنت الحرب.. وكانت حربًا شرسة.

وقد حاول وزير الإعلام صفوت الشريف ووزير الداخلية اللواء عبد الحليم موسى خلال لقاء لرؤساء تحرير الصحف المصرية مع عدد من الوزراء لبحث المعالجة الإعلامية للحوادث الخطيرة بعد ما جرى فى قضية فتاة العتبة أن يعيدا فتح ملف المصالحة بينى وبينه إلا أننى رفضت بشدة.. وقد كان هذا قرار لا رجعه فيه.

فى هذا الوقت تواردت إلينا بعض التجاوزات التى تخصه، فنشرتها.

اللواء عبد الحليم موسى 

أمام النيابة

وبعد نشر هذه التجاوزات أصبح سمير رجب حديث الموسم وانشغل الناس بالحدث وكأنه لا قضية لهم سوى ما نشرته مصر الفتاة وبلاغها إلى النائب العام، وراح جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار يكتب فى الصفحة الأولى يطالب بوقف الحملات بين أبناء المهنة الواحدة، وبدأ الكثير ممن يعنيهم الأمر يتحركون، لكننى كنت مصممًا على المضى فى الطريق حتى النهاية مهما كان الثمن. وكانت القضية بالنسبة لى تعنى ما هو أكبر من الصراع الشخصى، ولم يجد سمير رجب من خيار أمامه سوى أن يطلب من مدير الأمن بمؤسسته مختار عامر أن يتقدم ببلاغ إلى النائب العام يتهمنى بتزوير المستند المقدم منى، وقد أحال النائب العام الأمر إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق. وفى اليوم التالى كنت قد أبلغت بدورى عبر الزميل أنس زهرة المحامى عضو المجلس القيادى لحزب مصر الفتاة النائب العام ببلاغ ضد مختار عامر وسمير رجب، أطالب فيه بالتحقيق معهما فى وقائع المستند الذى نشرته مصر الفتاة. وبعد البلاغين أصدر المستشار عبد المجيد محمود المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا تعليماته باستدعاء طرفى المشكلة والتحقيق معهما. وبالفعل استمعت النيابة إلى الطرف الأول مختار عامر يوم الخميس 7/ 5/ 92 ، بينما حقق معى المستشار هشام حمودة رئيس نيابة أمن الدولة فى 9/ 5/ 1992، حيث رافقنى فى هذا اليوم كوكبة من المحامين من بينهم الأساتذة سامح عاشور وعباس المصرى وأنس زهرة، كما حضرت معى عن نقابة الصحفيين الأستاذة أمينة شفيق سكرتير عام النقابة. وقد سلمت لرئيس النيابة أصل المستند الذى نشرته مصر الفتاة.. وقد طالب المحامون بضم محضر التحقيق فى الحريق الذى وقع مؤخرًا فى مؤسسة دار التحرير إلى تحقيقات القضية.

وكانت مصر الفتاة قد نشرت فى هذا الوقت أنه تم تسجيل ما يفيد أن اللواء مختار عامر مدير أمن المؤسسة فى إجازة يوم صدور المستند، وتم تسجيل الإجازة فى دفتر المستخدمين ووضع بالدوسيه، كما جرى استبدال الأوراق الصادرة من المؤسسة «التعامل الداخلى» خلال الأشهر الأخيرة، وذلك فى محاولة للتشكيك فى صحة المستند، وقد اتهمنى مختار عامر فى التحقيقات بأننى زورت توقيعه وزورت المستند من أساسه. وقد قام المستشار هشام حمودة باستكتابى خطيًا أثناء التحقيق معى، كما قام باستكتاب مختار عامر لعرض الأمر على الطب الشرعى، كما قرر التحفظ على خاتم الأمن بالمؤسسة لمضاهاته بالخاتم المنشور فى الوثيقة وطلب أصول من الأوراق الخاصة بالمؤسسة لمضاهاتها بأصل المستند الذى سلمته إلى النيابة.

فى هذه الفترة راح سمير رجب يشن أقذع الحملات فى مواجهتى مما أثار الرأى العام والصحفيين الذين استنكروا قيامه بسب أبى وأسرتى بأسلوب يعف عن ذكره اللسان، مما دفع بالصحفيين إلى كتابة عريضة وجهوها إلى نقيب الصحفيين وقع عليها أكثر من 200 صحفى طالبوه فيها بإعمال مواد القانون ضد سمير رجب لتعمده الإساءة إلى شخصى بألفاظ خارجة عن الآداب العامة. وقال الصحفيون فى عريضتهم الموجهة لنقيب الصحفيين «تلقينا نحن الصحفيين بسعادة بالغة الجهود التى بذلتموها وأثمرت عن التزام الزميل مصطفى بكرى رئيس تحرير مصر الفتاة بوقف الحملات المتبادلة على صفحات الجرائد مع الزميل الأستاذ «سمير رجب» بيد أننا فوجئنا بخرقه للاتفاق والتعدى على الزميل مصطفى بكرى بألفاظ خارجة عن الآداب العامة وتسئ إلى مهنة الصحافة فى صحف دار التحرير، لذا نرجو إعمال مواد قانون نقابة الصحفيين ضد «سمير رجب» وذلك حفاظًا على كرامة الصحفيين» وكنا قد نشرنا صورة زنكوغرافية لأسماء بعض الموقعين فى العدد 78.

دور محمد الحيوان

أما سمير رجب فقد سعى من ناحيته إلى الحصول على توقيعات الصحفيين بمؤسسة دار التحرير بهدف إدانتى وتصدى له الأستاذ محمد الحيوان وبعض الزملاء الآخرين فى المؤسسة ومضت الأمور بعد القرار المشئوم للجنة الأحزاب بتغيير قيادة الحزب والصحيفة.

وفى 31/ 10/ 1992، تم استدعائي من جديد أمام نيابة أمن الدولة العليا وهناك أبلغنى رئيس نيابة أمن الدولة المستشار هشام حمودة أن تقرير الطب الشرعى أكد تطابق خاتم مؤسسة الأمن بدار التحرير مع ذات الخاتم المدون على الوثيقة التى نشرتها مصر الفتاة، إلا أنه قال أن التوقيع المدون على ذات الوثيقة باسم مختار عامر ليس توقيعه وإن ورق المكاتبات الخاص بدار التحرير ليس من عينه الورقة المستند المقدمة إلى النيابة، يومها قلت لرئيس النيابة من السهل جدًا على مختار عامر أن يغير توقيعه أو يتلاعب فى خطه، ومن السهل جدًا على مؤسسة دار التحرير أن تخفى النسخ الورقية التى تشبه ذات المستند لأنها لا تستخدم قطعًا ورقًا من نوع واحد، لكن الأخطر فى الموضوع هو تقرير الطب الشرعى حول الختم، حيث قال التقرير الذى حمل رقم 1323ت 1992 والمرسل من الإدارة المركزية لأبحاث التزوير والتزييف - مكتب كبير الخبراء، أن اللجنة المكونة من مختار محمد أمين نائب كبير الأطباء الشرعيين ومحاسن محمود الغمرى كبير الأخصائيين بالإدارة المركزية للأبحاث والتزوير أقرا «اتفاقًا بصحة الختم الواردة بالركن الأيمن السفلى من تصريح الخروج (المستند) مع نظائرها المأخوذة من ختم المضاهاة المرسل ضمن الحرز".

لكن الغريب فى الأمر أن سمير رجب راح يسخر الصحف التى يسيطر عليها لتشويه الحقيقة فنشر فى جريدة الجمهورية بتاريخ 1/ 11/ 1992 مانشتات تقول «نيابة أمن الدولة تحقق مع رئيس تحرير جريدة مصر الفتاة السابق.. الطب الشرعى: الورقة التى نشرها ضد سمير رجب مزورة.. بكرى يواجه عقوبة السجن من 3سنوات إلى 15سنة.. » وكانت هذه المانشيتات على 2 عامود بالصفحة الأولى وأسفلها راح يتهمنى بالتزوير دون أية إشارة إلى ختم المؤسسة الذى ثبت صحته.

أما جريدة المساء الصادرة فى 1/ 11/ 1992 فقد نشرت على ثلاثة أعمدة بالصفحة الأولى مانشيتًا رئيسيًا بعناوين تقول «وهكذا عاقبة المفسدين، انكشف تزوير حزب مصر الفتاة السابق، تجرأوا ونشروا وثيقة كاذبة وجاء الطب الشرعى ليثبت ضلالهم، التقرير لطمة لجريدة الشعب التى تردد نفس افتراءاتهم - نيابة أمن الدولة تحقق مع بكرى؛ السجن من 3سنوات إلى 15سنة فى إنتظاره»، وراح يخصص نحو ثلث الصفحة الأولى لهذه الإفتراءات. نفس الأمر كرره فى صحيفة «مايو» أما مصر الفتاة الحكومية فقد كتبت بمانشيت أحمر رئيسى: انكشف تزوير مصطفى بكرى وعلى الدين صالح، الطب الشرعى يؤكد الورقة التى ملأوا بها الدنيا صياحًا مزورة.. نيابة أمن الدولة تحقق مع بكرى وتوجه إليه اتهاما مباشرًا. أنت الذى زورت التوقيعات والأسماء - عقوبة رئيس التحرير السابق السجن من 3 - 15 سنة وحرمانه من مباشرة حقوقه السياسية".

وقد استغل سمير رجب الإعلانات التى ينشرها عن عناوين صحيفة مايو فى التلفزيون إسبوعيًا فراح بدوره يذيع فى إعلاناته التلفزيونيه أننى مزور وأن السجن ينتظرنى وأن العقوبة تتراوح من 3 - 15 سنة.

وعندما استمع الناس إلى ما ردده التليفزيون فى إعلاناته، ظنوا أن الأمر جد لا هزل فيه، وكانت والدتى تتلقى هذه الأنباء فى قريتى بإنزعاج شديد، لكن صحيفة الشعب نشرت فى العدد التالى حقيقة الأمر وبعض فقرات من تقرير الطب الشرعى، الذى أكد صحة الختم فأعاد هذا قدرًا من الاطمئنان إلى كل من كانوا يتابعون تطورات القضية.. وقد تلقيت فى هذا اليوم العديد من الاتصالات الهاتفية من الزملاء الصحفيين بمؤسسة دار التحرير الذين كانوا على يقين من صحة المنشور، وتمضى الأيام وإذا بالمستشار عبد السميع شرف الدين رئيس المكتب الفنى بمكتب النائب العام يستدعينى أنا والأستاذ على الدين صالح رئيس الحزب للتحقيق.. وكان الشئ الغريب فى الأمر هو استدعاء الاستاذ على للتحقيق معه فى قضية المستند على أساس أنه مسئول بصفته رئيسًا لمجلس إدارة الصحيفة وكانت تلك هى المرة الأولى التى يستدعى فيها الأستاذ على للتحقيق معه حول هذا الموضوع.. 

وذهبنا أنا والأستاذ على وبرفقتنا عدد من المحامين، كما حضر معى الأستاذ أسامة سرايا السكرتير العام المساعد لنقابة الصحفيين جلسة التحقيق وعدد من الأساتذة المحامين.

وقد رد الأستاذ على الدين صالح بحجج دفاعية مقنعة فى مواجهة الإتهامات الموجهة إليه حول مسئوليته التضامنية عن نشر المستند الخاص بسمير رجب، كما طلبت أنا فى التحقيق من النيابة ضرورة استدعاء سمير رجب لسؤاله بعد تقرير الطب الشرعى الذى يؤكد صحة الختم بما يعنى صحة الوثيقة التى تم نشرها وقلت: إن ما يجرى معنا هو ظلم بين لأن الجانى لايزال مطلق السراح، بينما نحن الذين نخضع للتحقيق وكأننا أصبحنا الجناة فى مواجهة الحمل الوديع!!

وبعد التحقيق أصدر المستشار عبدالسميع شرف الدين قراره بالإفراج عنا من سراى النيابة.

وكان سمير رجب قد أقام ضد الأستاذ على وضدى عدة جنح أمام محكمة جنح قصر النيل ردًا على الإتهامات التى وجهت إليه فى مصر الفتاة، فحصلنا على البراءة فى واحدة، أما القضية الأخرى فقد صدر الحكم فيها بستة أشهر سجن ضد الأستاذ على وضدى، واتخذ سمير رجب من ذلك حجة ليبرئ نفسه أمام الرأى العام، وراح ينشر فى الصحف التى يترأسها مضمون الحكم وكأنه نفذ ضدنا، بل أنه راح يرسم بالقلم الفولماستر الأسود قفصًا من الحديد بداخله صورة لى وأخرى للأستاذ على، وقد أثار ذلك إنزعاج الكثيرين، لكن صحيفة الشعب سرعان ما كشفت الخديعة وبعد ذلك بنحو شهرين صدر حكم من محكمة استئناف الجنح ببراءة الأستاذ على وبراءتي، ولم يجرؤ سمير رجب على نشر خبر البراءة والتزم الصمت التام إزاء ذلك، أما نحن فلم نستطع تقديمه للمحاكمة مرة واحدة لمحاسبته على بذاءاته ضدنا لتمتعه بالحصانة البرلمانية كعضو بمجلس الشورى.. . وهكذا كنا نتألم لأن الناس ليسوا سواسية وأن الحصانة تحول دون سيادة القانون.. فراح سمير رجب يستغل هذه الحصانة فى ارتكاب كل ما يحلو له دون حساب أو عقاب من أحد!!.

إقرأ أيضا:

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: (قطار الدرجة الثالثة)

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: (فى السجن للمرة الأولى)

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: (الطريق إلى ليمان طرة)

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: طريقى إلى صاحبة الجلالة

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ« الجمهور»: اللقاء الأول مع مبارك

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ« الجمهور» : صحافة الشيخ أحمد الصباحى

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكرى لـ«الجمهور»: قصتي مع خالد عبد الناصر وتنظيم الثورة

شهادات وذكريات، يرويها مصطفى بكري لـ«الجمهور»: صعيدي في مونت كارلو


تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search