استشهد فى حرب 67 ودفن فى الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر، حكاية الجندي فوزي أبو شوك
الشهيد البطل فوزي عبد المولي أبوشوك
أحمد عجاج
«بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، في منزل بسيط غرب محافظة الإسكندرية الساحلية تحديدًا بمنطقة وادي القمر، ولد وعاش وترعرع فوزي محمد عبد المولي أبو شوك، حتي جاء موعد تلبية نداء الوطن والتحق بالتجنيد بالقوات المسلحة، لكي يكون جنديًا مدافعًا عن تراب الوطن وحمايته، ليحمل لقب الشهيد البطل.
جاءت حرب اليمن 1964 وهو ابن 19 عامًا ذهب ولبى النداء لمدة عام، وعاد من هناك حي يرزق، لكي يشارك في الدفاع عن تراب سيناء الطاهرة في حرب 1967 وهو ابن 22 عامًا، ووقف أسد جسور يحارب عدوه ليحمي وطنه، ولكن انتقاه ربه ليصبح شهيدًا وهو يقاتل من أجل حماية أرض الفيروز، لتعلق صورته على جدران منزله وتوضع عليها شريطة سوداء لتعلن استشهاده.
وأبى الشهيد أن يظل مفقودًا، حيث عثر علي رفاته الطاهرة بعد مرور 57 عامًا على استشهاده بحرب 1967، بمنطقة الحسنة بوسط سيناء، ليعود ويحتفل مع أسرته بالذكرى الـ51 لحرب أكتوبر المجيدة، فسجل التاريخ العسكري حافل بحكايات البطولة والشرف، لتفخر كل أسرة بشهيدها وتظل تحكي عنه للأجيال المتعاقبة، فعلي مدار نصف قرن لم تفقد أسرة الشهيد الجندي فوزي محمد عبد المولى أبو شوك، الأمل في العثور على رفاته وورثت هذا الأمل للأجيال جيلا بعد جيل.
وفي إحدى ليالي شهر يوليو من العام 2024 وأثناء تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعي، وجد محمد محمود محمد عبد المولى أبوشوك، أبن أخو الشهيد فوزي منشورًا على أحد الصفحات يعلن العثور على رفاة أحد جنود مصر الأبرار مرتديًا بدلته العسكرية وبحوزته جميع متعلقاته ويريدون الوصول إلى أهله، قاده الفضول لتفقد الصور المنشورة ليجد أمامه صورة تجمع الشهيد بأقاربه، تمعن النظر بها ليجد عمه ووالده برفقة الشهيد، فذهب مسرعًا إلى عمه الحاج عبد المولي محمد عبدالولي أبوشوك، ليخبره بما شاهده، ليبلغه بأن هذه متعلقات عمه الشهيد فوزي محمد عبد المولى والذي فقد في حرب 1967 بسيناء.
وتوجه محمد وعمه عبد المولي الشقيق الأصغر للشهيد فوزي والذي كان يبلغ من العمر 20 عامًا وقت استشهاد أخيه، إلى قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بحي سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية لإبلاغهم بما حدث، ليوجهوهم بالذهاب إلي الأمانة العامة لوزارة الدفاع الكائنة بحي العباسية بمحافظة القاهرة، وتم عمل تحليل DNA لرفاة الشهيد التي كانت متواجدة بمستشفى السويس العسكري، ولأخواه الحاج عبد المولي، لتظهر النتيجة بعد 45 يومًا لتعلن عودة الشهيد لأهله، ليدفن بجوار والدته التي ظلت تبحث عنه طيلة حياتها حتي لاقت ربها وأوصت الأحفاد بألا يفقدوا الأمل.
وبمشاعر مختلطة بين الفخر والعزة والسعادة والحزن، يقول الحاج عبد المولى محمد عبد المولى أبوشوك، شقيق الشهيد الأصغر صاحب 77 عامًا، أن آخر مرة شاهد فيها شقيقه كانت منذ 57 عامًا، ولمدة 28 يومًا قضاها معهم بعد عودته من حرب اليمن، حيث قام خلالها الشهيد بكتب كتابه، ثم عاد لاستكمال خدمته العسكرية، وبعد عودته بفترة انقطعت رسائله التي كانت تصل لهم لتطمئنهم عن أحواله، لتبلغهم القوات المسلحة بعد المدة القانونية لتغيبه، أنه ضمن مفقودي الحرب لتقام له جنازة دون جثمان بحضور الأسرة ووالدته رحمة الله عليها.
«كان حنونًا عليّ، ولم يتأخر عني في أي طلب»، هكذا تحكي عنه حياة محمد عبد المولي أخت الشهيد البطل فوزي صاحبة 89 عامًا، والتي كانت تكبره بـ 10 سنوات وكانت تعد بمثابه والدته الثانية لفرق السن بينهم، وتمنت أن تكون والدته على قيد الحياة لكي تستلم رفاته الطاهرة وتطمأن لدفنه، وتشهد له أخته بأنه كان صاحب سيرة طيبة بين الناس والجيران.
الجنازة الثانية ولكن هذه المرة بالجثمان، فبعد صلاة الظهر بمسجد سناني بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، نادى الإمام ليعلن وصول جثمان الشهيد داخل النعش الملفوف بعلم مصر الذي ظل يدافع عنه حتي استشهد، ليحضر صلاته المئات من أهله وسكان المنطقة وسط حالة من الذهول والعزة والفخر، ليدفن في مقابر عائلته بنفس المنطقة، بعدما أقيمت له جنازة عسكرية مهيبة بحضور قيادات القوات المسلحة المصرية بالمنطقة الشمالية العسكرية، وإطلاق 21 طلقة إيذانًا ببدء مراسم الدفن، وعزفت الموسيقات العسكرية سلام الشهيد، وأدي قيادات القوات المسلحة التحية العسكرية للشهيد حتي وصل إلى مثواه الأخير.
أسرة الشهيد تشكر القوات المسلحة
ووجهت أسرة الشهيد الشكر والتقدير لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية، والأمانة العامة لوزارة الدفاع، وجميع القيادات العسكرية على تعاونهم خلال الفترة الماضية وتسهيل الإجراءات حتي تم استلام رفاة الشهيد وإقامة جنازة عسكرية تليق بالبطل تقديرا لبطولته وتضحيته في سبيل الوطن، للدفن بمقابر الأسرة وسط الأهل.
من هو الشهيد فوزي عبد المولي أبو شوك؟
الاسم: فوزي محمد عبد المولي أبو شوك.
تاريخ الميلاد: 18 يناير 1945.
محل السكن: وادي القمر.
المحافظة: الإسكندرية.
تاريخ التحاقه بالخدمة العسكرية: 1964.
تاريخ فقدانه: يونيو 1967.
تاريخ العثور على رفاته: يوليو 2024.
تاريخ دفنه: سبتمبر 2024.
الجنازة العسكرية
هي عبارة عن مجموعة مراسيم دينية، وعسكرية لدفن الشخصيات العسكرية في الدولة، أو الشخصيات المدنية ذات التأثير البارز فيها، تعتبر الجنازة العسكرية خليطًا من التشييع الشعبي والرسمي، ويشارك غالبًا القادة البارزون، والسياسيون، وعائلة المتوفى، بالإضافة إلى فئات أخرى من الشعب.
طريقة الجنازة العسكرية
بخلاف الجنازة التقليدية، يُحمل النعش على عربة مدفع، ويقوم بجرها عدد من الأحصنة، التي يقودها عدد من الجنود الفرسان، ويتقدم العربة مجموعة من الجنود يمشون بانتظام، يحمل بعضهم أكاليل الزهور، ونياشين، وأوسمة المتوفى، ثم يتبع ذلك فرقة من الجنود الذين يعزفون الموسيقى العسكرية.
تبدأ الجنازة منذ إنزال المُتوفى من الطائرة، أو السيارة، ثم يُسجّى النعش في مكان لإلقاء النظرة الأخيرة، أو للصلاة عليه، ثم يوضع النعش على عربة مدفع، وتقوم الأحصنة بجر العربة حتى الوصول إلى المقبرة، ويتبع العربة الوفود المشاركة في التشييع.
ما هو المقصود بالمفقود؟
يُقصد بالشخص المفقود عمومًا الفرد الذي لا يمكن لأسرته تحديد مكانه وتم الإبلاغ عن فقده بسبب الصراع أو الحرب.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً