دار الإفتاء والأزهر يحسمان الجدل: تلاوة القرآن الكريم بالموسيقى حرام شرعا
دار الافتاء المصرية
هاجر موسى
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الأيام القليلة الماضية، حالة من الغضب لدى روادها، بعد انتشار قناة “Quranic Songs”، التي تقدم مقاطع قراءة للقرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى.
غضب المسلمين من قناة أغاني القرآن الكريم بالموسيقى
غضب الكثير من المسلمين على مستوى العالم من القناة، ومن ثم نالت التعليقات الغاضبة والمستنكرة سواء على مقاطع القناة نفسها، أو في سياق المنشورات الخاصة التي ينشرونها على حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
رفض تلاوة القرآن الكريم ممزوجًا بموسيقى
ويرى الكثيرون من المسلمين، أن استخدام "القرآن الكريم" بهذه الطريقة تحديا صريحا على قدسية كلام الله، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، فلا يجوز تقديم القرآن في سياق لا يليق بمقامه، مما يحول تلاوته من عبادة إلى شكل من أشكال الترفيه.
«الإفتاء» تحذر من قنوات تلاوة القرآن بالموسيقى
ولحسم حالة الغضب التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حذرت دار الإفتاء المصرية، عموم الناس من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، فهذا الأمر ممنوعٌ شرعًا؛ لما فيه من الاطلاع على المنكر وتهوينِ شأنِ القرآن في القلوب، والأصل إماتة المنكر بالإعراض عنه، والبعد عن الانشغال باللغو الممنوع، وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، كما أنَّ في متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدةً له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات.
الإفتاء تدعو المسلمين للإبلاغ عن قنوات أغاني القرآن
وحثت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.
هل قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية حرام شرعًا؟
وأكدت دار الإفتاء المصرية في بيان سابق، أنَّ قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية أمرٌ محرمٌ شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، وأن من حق القرآن الكريم أن يُسمع في جوٍّ من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وتؤكد دار الإفتاء المصرية أن كل محاولات الاعتداء على القرآن الكريم قد باءت بالفشل وارتدت على صاحبها بالخيبة والخسران، وازداد القرآن الكريم نورًا وانتشارًا بحفظ الله تعالى له وتمسك المسلمين به.
تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمر مستحب شرعًا
ونبهت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمر مستحب شرعا؛ ففي الحديث الشريف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ"، والضابط في ذلك: مراعاة شرط الأداء المعتبر، وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتهيب دار الإفتاء المصرية بالجميع إلى ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها حتى تتحقق الغاية التي من أجلها نزل القرآن الكريم؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان
الأزهر يستنكر قنوات أغاني القرآن
وفي نفس السياق، فقد تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال هذه الأيام والأسابيع الماضية تداول ما يسمى بـ «الأغاني القرآنية» التي اتخذت شكلًا متطرفًا من أشكال التعامل مع آيات القرآن الكريم بالتلحين والغناء باستخدام موسيقى غربية النشأة والثقافة والأداء، والادعاء زيفا بأنها تنشد «الابتكار» في عرض «القصص القرآني»، ويتم ترويجها من خلال حسابات مجهولة الهوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد مرصد الأزهر، أن القرآن كلام الله ومعجزته الخالدة، ويحرم شرعًا قراءته مصحوبًا بالموسيقى بأي شكلٍ من الأشكال، مؤكدًا أنَّ الاستشهاد بالحديث النَّبوي الشريف الصحيح: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن»؛ حاملًا معنى الفعل المجزوم «يتغنّ» على الغناء- هو كذب وتدليس على المقام النبوي الأشرف ومخالفة لكل شراح الحديث ولكل المعاجم، الفعل المذكور في الحديث يعني «تحسين الصوت والجهر به»، أي معنى «التحبير» الذي جاء على لسان سيدنا «أبي موسى الأشعري» عندما زكَّى النبي ﷺ صوته بأن وصفه بأنه مزمار من مزامير آل داود. ومن الشراح من قال إن التغني في الحديث يعني الاستغناء، أي الاستغناء بالقرآن في مسائل الإيمان عما سواه.
مرصد الأزهر يحذر من الموجة المسيئة للقرآن الكريم وللمسلمين وازدراء الأديان
وحذر المرصد من الموجة المسيئة للقرآن الكريم وللمسلمين وازدراء الأديان، التي بدأت بحملات ممنهجة لحرق المصحف وتمزيقه ومحاولات تحريف بعض آياته، مشددًا على أن ظهور هذا اللون التغريبي المسيء للقرآن بالتلحين بزعم تيسير حفظه؛ إنما ينمُّ عن التفاتٍ تامٍّ عما أودعه الله في القرآن الكريم من نغمٍ وتحبيرٍ وجرسٍ أصيلٍ فيه وفي ترتيله وتجويده وتدويره وحدره، وتجاهل لخصيصة تلقّي القرآن بالمشافهة، واجتراء على تراثٍ عظيم لقراءة القرآن بأصوات عذبة من شتى البلدان، خصوصًا مصر.
وأهاب المرصد بالسلطة التشريعية في مصر بضرورة التصدي لهذه الظاهرة من خلال القوانين التي تجابه ازدراء الأديان، والمبادرة لسنّ قوانين لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية، درءًا لمفاتن ومفاسد لا يعلم مداها إلا الله؛ وفيه أيضًا ابتدار القدوة نحو استنساخ التجربة التشريعية المصرية بهذا الصدد في بلدان أخرى.
بعد الغلق، قنوات جديدة لأغاني القرآن الكريم
والجدير بالذكر، أنه تم إغلاق القناة التي تضم المشاهدات العديدة، وبعد ساعات ظهرت قناة أخرى تحمل نفس الاسم، كما ظهر عدد من الصفحات عبر الفيسبوك وحسابات إنستجرام بنفس الاسم "أغاني قرآنية"، ما تسبب في غضب النشطاء معاودين الكرة مرة أخرى، بعمل العديد من البلاغات لغلق القناة والصفحات المسيئة للقرآن.
ويأتي غلق القناة بعدما زادت مطالبات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بإغلاق قناة أغاني القرآنية، وكانت القناة تضم نحو 42 ألف مشتركًا.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً