«زنازين الموت 2»، الطعام الردئ ومحاولات الانتحار أبرز مظاهر معاناة الأسرى في سجون الاحتلال
سجون الاحتلال
أحمد محمود
شهادات الأسرى الفلسطينيين المحررين يدمى لها القلوب، تكشف ألوانا من العذاب ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم، أشكال عديدة من التنكيل والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي، فالاحتلال لم يترك شكل من أشكال التنكيل إلا ومارسه ضد الأسرى الفلسطينيين.
الشهادة في الحلقة الثانية من ملف "زنازين الموت" هي للمحامي الفلسطيني أحمد خليفة، الذي كان في سجن ميجدو الإسرائيلي، ليكشف عن ألوان العذاب التي تلقاها هو وزملائه على يد السجانين الإسرائيليين، خاصة أن أحمد خليفة اعتقل بعد ما يقرب من أسبوعين من أحداث 7 أكتوبر، وبالتحديد 19 أكتوبر الماضي، خلال مشاركته في مظاهرة ضد العدوان على غزة وخطبته في المتظاهرين، لتقتحم وحدات من شرطة الاحتلال المظاهرة وتلقي قنابل الغاز وقنابل صوتية، وتعتقله مع عدد آخر من المتظاهرين.
وخلال شهادته التي نقلها "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، يقول أحمد خليفة :"في الطريق إلى الجيب الخاص بالاحتلال ضربوني، مزقوا قميصي وركلوني، ورمَوني على الأرض ثم ركل أحد العناصر صدري برُكبته عدّة مرّات وآلمني بشدّة، كما وجّه ضربات قويّة إلى وجهي. وقد شارك عناصر شرطة آخرون في ضربي، وتواصل الضرب داخل محطة الشرطة عيرون".
ويضيف خلال شهادته :"ضربوني بأيديهم وأحياناً بهراوات خشبيّة، وركلوني، استبدلوا الأصفاد المعدنيّة بأصفاد بلاستيكيّة وشدوها حول معصميّ، كما قيّدوا رجليّ بأصفاد بلاستيكيّة وعصبوا عينيّ بواسطة قميصي الذي كنت أرتديه، ولم أتمكّن من السير مع الأصفاد فكان علي أن أقفز قفزا، ثم صوّرني عناصر الشرطة عدّة مرّات وهُم يتهكّمون عليّ ويتضاحكون، وقد فهمتُ من الحديث بينهم أنّه يقومون بإرسال الصور إلى زملائهم".
ويتابع :"هناك نحو عشرين شخصاً ضربوني بالتناوُب فيما بينهم، فيذهب من انتهوا من ضربي ليضربوا معتقلين آخرين، أجبروني على الرّكوع طيلة أكثر من ثلاث ساعات، إضافة إلى أنّهم هدّدوني طوال الوقت بسحب رخصة مزاولة مهنة المحاماة، ثمّ أخذونا جميعاً إلى محطّة الشرطة في الخضيرة، وأدخلوا جميع البالغين إلى زنزانة واحدة، والقاصرين إلى زنزانة أخرى، وجلبوا لنا طعاماً وماء، وحين طلبت منهم أن يخففوا من شدّة القيد لأنّه آلم يديّ اقترب منّي شرطيّ يحمل في يده سكينا وأراد أن يقص الأصفاد من فوق إلى تحت، فقلت له أنّ يدي ستُجرَح بهذه الطريقة فأجابني "إن شالله تموت".
الاتهامات بالتحريض على العنف وممارسة الإرهاب جاهزة دائما
يتحدث أحمد خليفة عن حجم الآلام التي شعر بها بسبب ضرب قوات الاحتلال له قائلا :"عانيت آلاماً في الصدر، وقد بدا أنها ناجمة عن الضرب الذي تلقّيته، وطلبت أن يحوّلوني إلى مستشفى، لم يحوّلوني في اليوم نفسه وإنّما في اليوم التالي، وأوعز الطبيب بإجراء صورة للصّدر، وأثناء انتظاري لإجراء الصّورة عُقدت جلسة للنظر في اعتقالنا فاضطررت إلى التنازل عن الصّورة لكي أشارك في الجلسة، عبر تطبيق "زوم"، وإلا فسوف يؤجّلون الجلسة، بالنسبة لي كان من المهم أن لا توجَّل الجلسة لأنّني ظننت أنهم سيُطلقون سراحي، لكنّهم اتّهموني بالتحريض على العُنف والإرهاب وبالتعاطُف مع منظمة إرهابية".
ويتابع :"في اليوم نفسه نقلونا إلى سجن "مجيدو" وهناك فتّشونا عُراة، لم يضربوني، ربما لأنّهم رأوا أنني "خالص" نتيجة الضرب الذي تلقّيته من قبل، لكنّني جلست هناك من منتصف اللّيل وحتى الخامسة صباحاً، تقريباً، وسمعتهم يضربون معتقلين آخرين ويشتمونهم ويهينونهم، وسمعت المعتقلين يصرخون ويبكون، كان ذلك صعبا علي نفسيا، أنت تجلس هناك ولا تعرف هل هذا كلّه سيحدث لك بعد قليل، ولا تقدر على أي فعل، أحياناً هذا أصعب من الضرب نفسه".
ويواصل أحمد خليفة شهادته عن تعذيب الاحتلال له ولزملائه داخل السجن :"أدخلوني إلى القسم 10 واحتجزوني هناك، وكانت الظروف في "مجيدو" كارثية، حيث جردونا من جميع حقوقنا، لم يجلبوا لنا فرشات نظيفة، ولا مخدات أو بطانيات أو ملابس؛ بالكاد جلبوا لنا طعاماً وماء؛ الزنازين كانت معتمة طوال النهار، بينما كانوا يشعلون النور في اللّيل حين كنّا نريد أن ننام بالذات، والزنازين كانت باردة وتيّار الهواء يدخل إليها، والمطر أحيانا، فكنّا ننام بصُعوبة؛ كانوا يشغّلون موسيقى صاخبة"
ويتابع :"نحن في زنزانتنا شاهدنا مساجين يقتادون إلى الزنازين الانفراديّة يعانون من كدمات وجُروح في الرأس والذراعين والرّجلين، كان الأسرى في حالة يُرثى لها، وفوق ذلك سمعنا كيف ينهال السجّانون عليهم ضرباً، وكان في قسمنا أيضاً أسير من سكّان الخليل يُدعى محمود الخطيب، كان وضعه صعباً للغاية، وقد حاول الانتحار أكثر من مرة، وكنا نشرب من مياه الحنفية التي في المرحاض، وكان الماء غير نقيّ وطعمه سيّئًا، لكن كنّا مضطرّين إلى شُربه".
نوعيّة الطعام كانت رديئة وتكفي فقط للبقاء على قيد الحياة
ويتحدث أحمد خليفة عن رداءة الطعام الإسرائيلي داخل المعتقلات، قائلا :"نوعيّة الطعام كانت رديئة جدّاً، والكميّة لم تكن كافية. كنّا نحتفظ بالطعام طوال اليوم ونتناوله قبل النوم كي لا ننام جائعين، ومع ذلك، لا نشبع، لأنّهم كانوا يجلبون لنا طعاماً يكفي فقط لبقائنا على قيد الحياة. قسم كبير من الطعام كان غير صالح للأكل وكان غير مطبوخ جيداً، ولم يشتمل على ملح أو سكّر أو توابل من أيّ نوع كان. عند جلب الطعام كانوا يدفعونه إلينا بأرجلهم فيصل إلينا متّسخاً. الخضار التي كنّا نحصل عليها، كالخيار والفلفل، كانت متعفّنة. البيض لونه أزرق والأرزّ والبرغل لا يصلحان للأكل، وكانوا يدخلون إلى الزنازين من حين إلى آخر دون أيّ سبب ويختارون معتقلاً ثمّ ينهالون عليه ضرباً. أو يدخلون ويُجرون تفتيشاً، يُجبروننا أن ننبطح على بُطوننا، يقيّدوننا ويُبقون معتقلاً واحداً دون قيود ثمّ يُجبرونه أن يزحف ويقبّل نعالهم. وإذا رفض كان يتلقّى الضرب بالطبع".
الاحتلال يعتقل أكثر من 10 آلاف و700 فلسطيني من الضفة
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال اعتقال الفلسطينيين، وحسبما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، فإن قوات الاحتلال الإسرائيليّ، اعتقلت منذ مساء أمس، واليوم السبت، 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة، بينهم أسرى سابقون.
وأضاف نادي الأسير الفلسطيني في بيانه، أن الاعتقالات توزعت على محافظات نابلس، ورام الله، وطولكرم، والخليل، موضحا أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العدوان على محافظة طوباس، والتي استمرت يومين 25 فلسكينيا، أفرج عن مجموعة منهم لاحقاً، بالإضافة إلى عمليات التحقيق الميداني للعشرات من المواطنين.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و700 فلسطيني من الضفة، بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً