«أوقات الاستجابة والبركة»، ثلث الليل الأخير وفضله من القرآن والسنة
ثلث الليل الأخير
مصعب فرج
يعتبر ثلث الليل الأخير من أعظم الأوقات في الإسلام، فهو وقت ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ليغفر لعباده ويستجيب لدعائهم.
ويعد هذا الوقت من الأوقات المباركة التي أشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يتجلى فيها فضل عظيم لكل من يتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء.
فضل ثلث الليل الأخير في القرآن الكريم
على الرغم من أن القرآن الكريم لم يذكر ثلث الليل الأخير بشكل مباشر، إلا أن العديد من الآيات تدعو المؤمنين إلى القيام الليل وذكر الله في هذا الوقت، مما يدل على أهمية هذا الوقت وفضله. قال الله تعالى في سورة السجدة:
“تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” (السجدة: 16).
هذه الآية تشير إلى أن المؤمنين الذين يقومون الليل بذكر الله ودعائه يُعتبرون من الذين يخافون الله ويرجون رحمته، ثلث الليل الأخير هو الوقت الذي يستغلونه للقيام بالصلاة والدعاء، وهو وقت الاستجابة.
فضل ثلث الليل الأخير في السنة النبوية
جاءت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل هذا الوقت المبارك. من أبرزها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:
“ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغرني فأغفر له؟” (رواه البخاري ومسلم).
في هذا الحديث الشريف، يظهر فضل ثلث الليل الأخير بشكل واضح، حيث يكون الله تعالى قريبًا من عباده، ويستجيب لمن دعاه، ويغفر لمن استغفره.
أهمية قيام الليل في ثلثه الأخير
قيام الليل في ثلثه الأخير من العبادات التي ترفع من منزلة المؤمن عند الله، وتجعله من المقربين. يُعتبر القيام في هذا الوقت دليلاً على الإخلاص في العبادة، حيث يكون العبد متجردًا من الدنيا، ويقف بين يدي الله خاشعًا، داعيًا، ومستغفرًا.
وقد ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على قيام الليل، وكان يدعو المسلمين إلى اغتنام هذا الوقت المبارك. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا" (رواه البخاري ومسلم).
كيف تستفيد من ثلث الليل الأخير؟
1. الصلاة: صلاة الليل، وخاصة في ثلثه الأخير، من أعظم الأعمال التي تقرب العبد إلى الله. يمكن صلاة ركعتين أو أكثر بحسب القدرة.
2. الدعاء: الدعاء في هذا الوقت مستجاب بإذن الله، فاستغل الفرصة لطلب المغفرة والرحمة والهداية.
3. الاستغفار: كثرة الاستغفار في ثلث الليل الأخير تجعل العبد قريبًا من رحمة الله، كما جاء في الحديث النبوي السابق.
4. قراءة القرآن: قراءة القرآن في هذا الوقت تملأ القلب بالسكينة والطمأنينة، وتزيد من الخشوع واليقين.
ثلث الليل الأخير هو وقت مبارك مليء بالفضل والخير، كما بينته السنة النبوية الشريفة وأشار إليه القرآن الكريم ضمن دعوة المؤمنين للقيام والذكر.
ومن يغتنم هذا الوقت بالطاعات يجد فيه بركة عظيمة واستجابة للدعاء، ويقترب من الله برحمة ومغفرة.
لذا، علينا الحرص على استغلال ثلث الليل الأخير في التقرب إلى الله بالطاعات والدعاء، لننال هذا الفضل العظيم.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً