بأمر المفتي، هل يحالف الحظ سفاح التجمع وينجو من حكم الإعدام
سفاح التجمع
ضحى محمد على
ساعات قليلة تفصلنا عن حكم محكمة جنايات القاهرة على المتهم كريم سليم المعروف إعلاميا بـ"سفاح التجمع"، وذلك بعد إحالة أوراقه إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لإبداء الحكم الشرعي فيه، حيث أن محكمة الجنايات حسمت قراراها حكمها على المتهم بتوقيع عقوبة الإعدام عليه، إلا أنه يتوجب على المحكمة للنطق بالحكم الذى اتخذته، أن تستند وتأخذ رأى المفتي فى حكم الإعدام طبقا للشريعة الإسلامية، حتى تستوفى القضية والحكم كافة الجوانب والإجراءات القانونية والشرعية.
ويكون رأى المفتي فى مثل هذه القضايا، هو رأى استشاري وليس الزامي، بحيث أنه من الممكن أن يعارض مفتى الجمهورية حكم محكمة الجنايات المتخذ من قبلها بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهم، وذلك بحسب ما يرتأه المفتي، فمن الممكن أو المحتمل أن لا يصدق فضيلة المفتي على حكم الإعدام، على أساس أن المتهم ارتكب جرائمه تحت تأثير المرض النفسي، والذى لابد أن يخضع للكشف الطبي لإثبات عما إذا كان يعانى من اضطراب نفسى وقت ارتكاب الجرائم، وعليه لا يسال قانونيا، أو أنه كان فى كامل ادراكه وقواه العقلية، وعليه يكون مسئولا مسئولية كاملة عن جميع أفعاله ويعاقب بالإعدام.
وهناك بالفعل وقائع اتخذت فيها محاكم الجنايات حكمها بالإعدام، إلا أن مفتى الجمهورية فى زمن تلك الوقائع رفضوا التصديق على تنفيذ العقوبة بحق مرتكبي هذه الجرائم، الواقعة الأولى كانت فى سنة 1954 وتم ارتكابها فى محافظة الإسكندرية، حين قام شخص بالتخلص من أطفاله بإلقائهم فى البحر، فتم إلقاء القبض على الأب المتهم، وتم أتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حياله، وعقب انتهاء التحقيقات معه، تم إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية، والتي اتخذت بالفعل قرارها بالحكم بعقوبة الإعدام على الأب القاتل، لكنها كانت تنتظر تصديق المفتي على الحكم عقب إحالة أوراق القضية لها.
مفتي الجمهورية يرفض التصديق
الشيخ أحمد على الليثي نائب المحكمة الشرعية ومفتى الإسكندرية فى ذلك الوقت، رفض التصديق على حكم المحكمة بعقوبة الإعدام، مستندا فى رفضه على أنه من وجهة نظره وجوب الاقتصاص من الأب، حيث أنه لا يقتص من والد فى قتل ولده، معتبرا فى رفضه أن الأب هو الشخص الذى جعله ألله سببا فى وجود الأبناء، وعليه لا يجب أن يكون الأبن سببا فى فناء حياة الأب مهما كان، وإن كان الأب قاتل لأبنائه.
الجنايات لن تتخذ برأي المفتي
محكمة جنايات الإسكندرية، لم تأخذ برأي الشيخ أحمد على الليثي فى تلك القضية، ورأت أن رأى فضيلة المفتي فى مثل هذه الجرائم، إنما هو استشاري فقط وليس وجوبي أو الزامي، وألا يجب أن يعارض رأى المفتي القوانين، وعليه قضت بمعاقبة الأب قاتل أطفاله بعقوبة الإعدام شنقا.
الواقعة الثانية كانت تم ارتكابها فى 1984، وكانت أيضا فى محافظة الإسكندرية، حيث قام شخص باغتصاب زوجته صديقه عنوبة بالإكراه، وعقب إلقاء القبض عليه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة قبله، وإحالته لمحكمة الجنايات عقب انتهاء التحقيقات معه، قضت عليه المحكمة بعقوبة الإعدام، مستندة فى حكمها أنه من قام بارتكاب جريمة اغتصاب أنثى كرها عنها، فعقوبة الإعدام هى العقوبة العادلة له على ارتكاب فعلته الشنعاء، لكنها أرسلت أوراق القضية برمتها كسائر القضايا المماثلة لها إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي فيه، والتصديق على حكم الإعدام، إلا أن رأى مفتى الجمهورية فى ذلك الوقت جاء مخالف لحكم محكمة جنايات الإسكندرية.
الشيخ عبد اللطيف حمزة مفتى الديار وقتها، رفض التصديق على حكم الإعدام، واستند فى رفضه إلى أن المتهم أعترف بارتكاب الواقعة أمام النيابة العامة خلال التحقيقات معه، وعقب إحالته لمحكمة الجنايات وبسؤاله من قبل هيئة المحكمة، أنكر كافة وجميع التهم التي تم إحالته بها للمحكمة، وعليه يكون هناك تناقض فى الاعترافات، حيث أن الشرع أوجب أن يكون هناك اتفاق ثابت فى أقوال المتهم منذ بدء القضية وحتى نهايتها، مبررا رأيه على وقاعة ارتكبت فى زمن الرسول صلى ألله عليه وسلم، وأن الشك فى الشريعة الإسلامية يكون فى مصلحة المتهم، وعليه رفض التصديق على حكم محكمة الجنايات القاضي بتوقيع عقوبة الإعدام.
محكمة جنايات الإسكندرية، لم تأخذ برأي الشيخ عبد اللطيف حمزة فى تلك القضية، ورأت أن رأى فضيلة المفتي فى مثل هذه الجرائم، إنما هو استشاري فقط وليس وجوبي أو الزامي، وألا يجب أن يعارض رأى المفتي القوانين، وعليه قضت بمعاقبة الأب قاتل أطفاله بعقوبة الإعدام شنقا.
وتصدر اليوم الخميس، محكمة جنايات القاهرة المنعقدة فى مجمع محاكم القاهرة الجديدة، حكمها على المتهم فى القضية المعروفة إعلاميا بـسفاح التجمع، وذلك عقب ورود رأى المفتى، بعد إحالة أوراق القضية إليه بعد الانتهاء من الاستماع إلى مرافعة النيابة، ومرافعة الدفاع، وفض الاحراز، وأستقر فى يقينها ثبوت ارتكاب المتهم الواقعة.
خلال ساعات حكمها على كريم سليم المعروف إعلاميا بـ"سفاح التجمع" بعد قرار إحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية لإبداء الحكم الشرعي في إعدامه، وتنطق بالحكم غدا الخميس بالموافقة على إعدامه من عدمه.
وكانت محكمة جنايات القاهرة الجديدة، المنعقدة في التجمع الخامس، يوم السبت الموافق 24 أغسطس الجاري، بإحالة أوراق المتهم كريم سليم، المعروف إعلاميًا بسفاح التجمع، إلى فضيلة مفتى الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي فى إعدامه وحددت جلسة 12 سبتمبر للنطق بالحكم.
أقوال سفاح التجمع أمام المحكمة
واستمعت المحكمة لهيئة دفاع المتهم "كريم سليم"، التي طالبت بإظهار شخصية موكلها الحقيقة وكيف نشأ وترعرع، وكيف أثر ذلك على بنيته وعقليته وتفكيره، كي يتحول لذئب بشري، ومدمن للمواد المخدرة.
كما طالب دفاع سفاح التجمع خلال الجلسة، بعرض المتهم على الطب النفسي الفسيولوجي، وذلك كان أقوى دافع له، بثبوت الدليل القاطع بأن المتهم غير سوي نفسيًا، وأن جميع ما ارتكبه من جرائم كان بدافع ثبوت رجولته في ممارسة العلاقة أمام نفسه، وهذا يثبت أن المتهم مريض بعدم الثقة في النفس وأنه شخص ضعيف أمام نفسه
تصريحات محامي سفاح التجمع
كما أكد الدفاع في مرافعته أمام هيئة المحكمة، أن كل مرة كريم كان يطلب من القوادة "أم شهد"، أن تأتي أو ترسل ابنتها، لكي يمارس معها العلاقة غير الشرعية، كانت تتهرب من ذهابها هي وابنتها له، بسبب عنفه في العلاقة وكانت ترسل له في كل مرة فتاة غير السابقة، حتى أتت له رحمة التي رأى بها لبنى.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً