رجس من عمل الشيطان، القمار الإلكتروني «القتل بالحظ»

للحصول على أموال طائلة دون بذل مجهود، ما عليك سوي إدخال اسم وهمي ورقم وهمي، وتسجيل حساب جديد، بعدها ستحصل على أموال طائلة، لكن في النهاية ستخسر كل أموالك ومن الممكن أن ينتهي بك الأمر إلى إنهاء حياتك أو قتلك أحدا حتي تسجل في تاريخ المجرمين.

ولا ننسي مدرس الفيزياء الذي اختطف تلميذه عقب آخر حصة له من أجل طلب فدية من ذويه ومن ثم قتله وتقطيع جثته، وكل هذا كان بسبب إدمانه القمار الإلكتروني والمراهنات في مباريات كرة القدم بعد أن خسر كل أمواله.

 انتقلت فكرة القمار ما بين الحياة العادية إلى قمار الإلكتروني، حتي أصبح إدمانا، وهذا بسبب انتشار تطبيقات المراهنة التي اجتذبت عدد كبير من الشباب والأطفال وكبار السن.

وعلى المقاهي تجد معظم الشباب يجلسون ممسكين هواتفهم ويراهنون غيرهم لكسب الأموال، ومن ناحية أخري تحول الطفل المصري إلى آلة مبرمجة لهذه التطبيقات، حتي باتوا ضحايا الإدمان الإلكتروني. 

وقال الباحث الاقتصادي مصطفى عادل عبر حسابه على “فيسبوك”، أن المصريين أنفقوا مليار و200 مليون دولار على تطبيقات المراهنات الإلكترونية في عام واحد، هذا بخلاف منصة sgo التي سرقت 500 مليون جنيه من 70 ألف مشترك مصري قبل اختفائها في أقل من عام، وأيضاً بخلاف قضية شركة Hoogpool مارس 2023 التي استولت على 6 مليارات جنيه مصري في شهور. 

ومن جانبه قال خبير الأمن السيبراني المهندس ياسر الزريدي لموقع الجمهور، إن تطبيقات المراهنة زادت انتشارها في المجتمع المصري خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأت قبل 15 سنة. 

وأضاف: “هذه التطبيقات تحتوي على أكثر من 15 ألف لعبة قمار وألف حدث على الموقع، ووصل عدد المراهنين والمراهنات إلى حوالي 700 ألف، وتعد لعبة الطائرة أشهر الألعاب الموجودة في مصر، ويعتمد هذا التطبيق على العامل العاطفي للكبار والطمع”.

 تطبيقات القمار الإلكتروني بين الحظ والنصب 

وفي نفس السياق قال المهندس أحمد طارق خبير التكنولوجيا والمعلومات خلال حديثه على قناة القاهرة والناس في برنامج “حديث القاهرة” : تطبيق  (وان إكس بت) يسمح لأي فئة الاشتراك فيه، وذلك لأن المبلغ المطلوب صغير جداً ،حيث  يبدأ  بـ 15 جنيها، ويمكنك الدفع بأي طريقة فودا فون كاش، عن طريق إدخال حساب وهمي، وبعدها يمكنك الدخول، حيث صنف هذا تطبيق  وان إكس بت مؤخراً ضمن المواقع السوداء غير القانونية والشرعية.

وتابع: الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه التطبيقات هي سهولة الدخول والخروج لها عن طريق الدفع، استهداف العاطفة عن طريق شخص يقوم باستدراج المتابعين بالضغط على هذه المواقع لتحقيق الربح وزيادة المتابعين.

وأردف حتي أن معظم الأطفال يبحثون عن طريقة لاختراق هذه المواقع لتحقيق المال، عن طريق الدخول على روابط وهمية.

استشاري الطب النفسي: المراهنات تشجع الأطفال على السرقة 

ومن ناحيته قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي خلال تصريحات لـ “الجمهور"، “ إن معظم المرضي الذين يأتون إلى العيادة للعلاج من هذه التطبيقات، أطفالاً تتراوح أعمارهم بين (12 ـ 18) سنة ، وكبار السن أعمارهم تجاوزت الـ 50 عاماً، جميعهم ضحايا المراهنات، يبحثون عن المال السريع، والذي يقوم بتشجعيهم العاملين في صالات الألعاب ” السايبر"، وهذه التطبيقات عادت بالسلب على الأطفال، حيث شجعت البعض على سرقة آبائهم من أجل اللعب.

الأزهر الشريف يحرم تطبيقات المراهنات الإلكترونية ويصفها بالقمار

ومن جانبها تطرق المركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكتروني للحديث عن ظاهرة  تكرار الانتحار بسبب تطبيقات المراهنات الإلكترونية، ووصفتها بالقمار.

وقال الأزهر عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك"، إن المراهنات التي يجريها المشاركون على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالًا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون؛ لهي عين القمار المحرم.

والقمار أو المراهنة من الميسر المُتَّفق على حرمته شرعًا، فقد أمر الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة: 90، 91]

وتابع: “عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزَّى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرْك، فليتصدق» [أخرجه البخاري]، يتصدق لأنه دعا غيره إلى القمار، علّ الله عز وجل يُذهب السيئة بالحسنة، فكيف بمن قامر بالفعل؟!”

واستطرد: فالقمار أكلٌ لأموال الناس بالباطل، وكبيرة من كبائر الذنوب، قال القليوبي: ("فلا يصح" -أي القمار- أي وهو حرام وأخذ المال فيه كبيرة كما مر، ويحرم اللعب بكل ما عليه صورة محرمة، وبكل ما فيه إخراج صلاة عن وقتها أو اقتران بفحش). [حاشيتا قليوبي وعميرة (4/ 321)].

كما يعد كسب القمار مالًا خبيثًا ويرد على أصحابه، وإن تعذر ردّه؛ صرف في مصالح المسلمين، تخلصًا منه، وفرارًا من إثمه وتوابعه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله -عز وجل- لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، وإن الخبيث لا يمحو الخبيث» [أخرجه أحمد في مسنده]؛ أي أن المال المُحرم لا يقبل الله عز وجل منه صدقة؛ لخبثه، وما يترك منه الإنسان في الدنيا ثم يموت دون توبة، إلا كان سببًا في عقوبة الآخرة أعاذنا الله منها.

كثير من حِكَم تحريم القمار وما يدخله من ألعاب واضح جلي، يظهر من حوادث الواقع، حيث لا يخلو القمار من شقاق وتشاحن وبغضاء، ولا ريب أن الشارع الحكيم قد أغلق الأبواب المؤدية إلى النزاع والشقاق، وشرع لهذا تشريعات.

والقمار أيضا يؤثر سلبًا على الدخل الأُسري والاستقرار المادي بالغرق في الديون، وما ينتج عنه من محاولات التخلص من الحياة؛ هربًا من ضغوطه ومشكلاته، وكذلك يؤثر على الاستقرار العائلي، الذي يؤثر بدوره على الأطفال، ويؤدي إلى كثرة المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.

بالإضافة إلى أن إدمان القمار كإدمان الكحوليات والمخدرات، وهو سبب من أسباب تعاسة الإنسان، وفساد أخلاقه، واضطرابات نفسه، ودافع من دوافع الجريمة كالسرقة، والانتحار، والعديد من الإنحرفات السلوكية في المجتمعات.

وبلا أدنى ريب؛ إن المفسدة والإثم متحققان في هذه المقامرات، نقلًا وعقلًا، ولا عجب؛ فقد سماها الحق سبحانه في كتابه العزيز: {رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.

ويهيب المركز بالوالدين والمربِّين والعلماء والأساتذة والدعاة والإعلاميين وكل فئات المجتمع بضرورة نشر وعي مجتمعيّ عام يقي أبناءنا وشبابنا ومجتمعاتنا مفاسد هذه المراهنات على دينهم وحياتهم وأموالهم وأخلاقهم.

 وان إكس بت

هي شركة مقامرة عبر الإنترنت حاصلة على ترخيص من جزيرة “كوراساو”، تأسست هذه الشركة عام 2007 في دولة قبرص.

 كانت بداية الشركة على شكل كازينو يستهدف المواطنين الروس، ثم مدت نشاطها نحو مالطا وقبرص ونيجيريا.

وفي تحقيق صادر عن صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عام 2019، ألغت لجنة ألعاب القمار في المملكة المتحدة، ترخيص وان إكس بت بعد الكشف عن تورطها في الترويج عن موقع إباحي، علاوة على التطبيقات المراهنات التي تخص الأطفال بطريقة غير قانونية وشرعية.

ورفعت شركة «1хCorр MV» التابعة لشركة 1xBet في نوفمبر 2021 دعوى إفلاس في إحدِى محاكم كوراساو، وذلك بعد أن رفضت رد الأموال لمجموعة من المقامرين الذين تُمثلهم مؤسّسة ضحايا ألعاب الكوراساو.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.