بين تهديد الشباب وقوة التكنولوجيا، تصاعد الدعوات لحظر "تيك توك" في مصر
حظر تطبيق "تيك توك"
مصعب فرج
تشهد الساحة المصرية مؤخراً مطالبات متزايدة بحظر تطبيق "تيك توك" وسط هجوم واسع على محتواه وتأثيره السلبي على الشباب، ويُتهم التطبيق الشهير بترويج ثقافة سطحية ومحتويات غير لائقة تهدد المجتمع المصري وقيمه الأخلاقية.
ومع تزايد عدد المستخدمين، خاصة من الفئات العمرية الصغيرة، تتصاعد التحذيرات من أن المنصة قد أصبحت أداة لتدمير الهوية الثقافية وتعريض الشباب لمخاطر نفسية واجتماعية.
الانتشار السريع والتهديدات المحتملة ومطالبات بحظر تيك توك في مصر
"تيك توك" أصبح واحداً من أكثر التطبيقات شعبية في مصر، حيث يجذب ملايين المستخدمين بمحتوى مرئي سريع الإيقاع يعتمد على مقاطع الفيديو القصيرة، التي غالباً ما تحتوي على رقصات، تحديات، ومقاطع كوميدية.
ورغم أن الكثير من هذا المحتوى يبدو بريئاً على السطح، إلا أن هناك قلقاً كبيراً حول التأثير النفسي والإعلامي لهذا التطبيق على الشباب، الذين يمثلون الأغلبية العظمى من مستخدميه.
ومن هنا تعتبر النائبة غادة عجمي، إحدى أبرز الداعين لحظر التطبيق، حيث أكدت أن "تيك توك" بات يشكل تهديداً مباشراً للأمن الاجتماعي والعائلي في مصر.
وأشارت إلى أن المنصة ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تحولت إلى أداة لنشر السلوكيات المنحرفة واستهداف عقول المراهقين والشباب بأفكار غريبة عن المجتمع المصري.
مطالبات رسمية بتشديد الرقابة وحجب موقع تيك توك في مصر
وتزايدت المطالبات من نواب البرلمان ومسؤولين حكوميين بتطبيق إجراءات صارمة لحجب "تيك توك" في مصر.
ويُنظر إلى المنصة على أنها تتسبب في تقويض النظام الاجتماعي عبر نشر محتويات تُعتبر تهديداً للقيم المجتمعية والدينية.
ويرى بعض البرلمانيين أن الرقابة على الإنترنت يجب أن تشمل فرض قوانين جديدة على شركات التكنولوجيا للحد من انتشار المحتويات المسيئة.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور طلعت عبد القوي، عضو مجلس النواب، بأن "تيك توك" يمثل تهديدًا يتجاوز المسائل الأخلاقية، بل يصل إلى تحطيم نمط الحياة الاجتماعية وتدمير الروابط الأسرية.
وأكد عبد القوي أن هذا التطبيق يُستخدم لإغواء الشباب ونشر الانحلال الأخلاقي، ما يستوجب حظرًا فوريًا وحاسمًا من السلطات المعنية.
"تيك توك" بين الإبداع والانحراف
على الرغم من الهجوم المتزايد على "تيك توك"، يعتبر بعض المدافعين عن المنصة أنها تمثل مساحة للإبداع والتعبير عن الذات، ويرى هؤلاء أن الشباب يجدون في "تيك توك" فرصة لإبراز مواهبهم والتواصل مع جمهور أوسع.
ومع ذلك، فإن النقاد يشيرون إلى أن هذا النوع من الحرية غالباً ما يتحول إلى فوضى عندما يُستخدم لنشر مقاطع مسيئة أو مخالفة للعادات والتقاليد.
ويحتل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام موقعًا مركزيًا في النقاش الدائر حول حظر “تيك توك”، حيث طالبت الهيئة المنصات الإلكترونية بالالتزام بالقوانين المحلية أو مواجهة الحجب.
وقد أكد المجلس أنها لن تتهاون مع أي محتوى يضر بالقيم الأخلاقية، وستقوم باتخاذ خطوات سريعة لمنع أي تطبيق يتجاهل هذه المبادئ.
حماية المجتمع والأسرة المصرية تأتي في المقام الأول
الجدل حول "تيك توك" في مصر ليس فقط مسألة أخلاقية، بل يفتح النقاش حول مدى تأثير الحجب على حرية التعبير في المجتمع، ويعتقد البعض أن حجب التطبيقات يمثل قيداً على الحريات الشخصية، ويعتبرون أن الرقابة يجب أن تكون موجهة نحو المحتوى المسيء فقط، بدلاً من حظر المنصة بأكملها.
من ناحية أخرى، يؤكد مؤيدو الحجب أن حماية المجتمع والأسرة المصرية تأتي في المقام الأول، وأن ترك هذه التطبيقات دون رقابة سيفتح الباب أمام المزيد من الانحرافات الأخلاقية.
في هذا الإطار، قالت “النائبة غادة عجمي” إنه لا يمكن السماح لمنصة مثل "تيك توك" بنشر محتوى غير ملائم يستهدف الشباب، مؤكدة أن الحجب ليس قيدًا على الحريات بل وسيلة لحماية الجيل القادم من التأثيرات السلبية التي قد تؤدي إلى انحلال أخلاقي شامل.
المجتمع المصري وضرورة الوعي الرقمي
بغض النظر عن النتائج النهائية لهذا الجدل، تظل مسألة الوعي الرقمي جزءاً أساسياً من الحل، يرى بعض المراقبين أن التعليم والتوعية المجتمعية حول كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة أفضل من اللجوء إلى الحجب الكامل.
ويعتبر الدكتور ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن "تيك توك" يجب أن يخضع لمزيد من الرقابة، ولكن في الوقت نفسه يجب على الأسر أن تلعب دورًا أكبر في مراقبة استخدام أطفالهم للتكنولوجيا.
هل سيشهد "تيك توك" نفس مصير المنصات الأخرى؟
قد لا يكون "تيك توك" التطبيق الوحيد الذي يواجه هذا النوع من الهجوم في مصر، منصات أخرى مثل "نتفليكس" و"يوتيوب" تعرضت لانتقادات مشابهة، حيث يرى بعض المسؤولين أن هذه التطبيقات تساهم في نشر القيم الغربية بين الشباب، ما يجعلها تتعرض لضغوط متزايدة من قبل الجهات الرقابية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيشهد "تيك توك" نفس المصير ويتم حجبه تمامًا في مصر؟ أم أن الحكومة ستتخذ إجراءات لتعديل محتواه دون فرض حظر كامل؟
بينما يزداد الجدل حول حظر "تيك توك" في مصر، تظل القضية أعمق من مجرد تطبيق ترفيهي، بل يتعلق الأمر بالتوازن بين حماية المجتمع والحفاظ على الحريات الفردية، وفي الوقت نفسه مواجهة التأثيرات السلبية للتكنولوجيا.
وعلى الرغم من أن حظر التطبيق قد يبدو حلاً سريعًا، إلا أن التوعية الرقمية والرقابة المستهدفة قد تكون خيارات أكثر استدامة للحفاظ على سلامة المجتمع المصري.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً