الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:31 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

السفير محمد عبدالغفار: ما يحدث داخل إفريقيا محاولات دؤوبة للفكاك من هيمنة الاستعمار الفرنسي

رئيس المجلس الاقتصادي الافريقي

رئيس المجلس الاقتصادي الافريقي

شيماء حمدالله

A A


قال السفير محمد عبدالغفار، رئيس المجلس الاقتصادي الأفريقي، إن ما يحدث داخل أفريقيا هي محاولات مستمرة ودؤوبة منذ تحرر دول المستعمرات الفرنسية في الساحل الغربي للقارة الأفريقية، للفكاك من هيمنة الاستعمار الفرنسي واستنزاف مقدراته ومدخلاتها الاقتصادية.

وصرح السفير د. محمد عبدالغفار لـ«الجمهور»، بأن كثرة الانقلابات سببها تلاقى المصالح المشتركة بين الجماعات المسلحة ومنها المتطرفة في منطقة الساحل بمالي وبوركينافاسو والنيجر، والذين استطاعوا تحقيق ارتباط مصالح مع ميليشيات فاجنر، التى تواجدت بغرض الحصول على المعادن النفيسة بدول غرب إفريقيا، مشيرا إلى تراجع معدلات التنمية بها والانفلات الأمنى، بالإضافة إلى وجود حالة من السيولة التى سمحت ودعمت وجود ميليشيات متطرفة أدت إلى أن تتوحد صفوفها لتتمركز فى الدول التى تعانى من هذا الانفلات.

وأوضح رئيس المجلس الاقتصادي الأفريقي، أن الرئيس الجابونى المحتجز أتى للحكم كوجه جديد بعد وفاة والده الرئيس السابق للجابون ليحقق الديمقراطية وعدالة التوزيع بين المواطنين وإنشاء برلمان دستوري، يسعى إلى الوصول بالدولة لأداء اقتصادي أفضل وميثاق اجتماعى قوى بين الدولة والشعب، لافتا إلى أن انقلاب 2019م كانت هناك آمال ملقاة على "بونجو" ولكن بعد انقضاء أربعة أعوام دون الوفاء بالتعاهدات التى اتخذتها الدولة على عاتقها، بالإضافة إلى ذلك أن المناخ بالدول المحيطة كان يسعى للتخلص من نظم الحكم البائدة والتى زادت الشعوب فقرا ولم تحرص على تنمية موارد المواطنين وزيادة الدخل وضمان الخدمات الاجتماعية المنعدمة بهذه الدول.

المخابرات الجزائرية تكشف عن اتفاقات بين القيادات العسكرية المنقلبة على الحكم في الجابون والكاميرون

وأكد السفير عبدالغفار، أن روسيا كان لديها تأثير سابق بوجود قوات فاجنر فى الساحل الغربى لدول القارة الأفريقية، مضيفا أنه من الواضح أن هناك اتفاقات فى منأى عن الدولة الروسية بين هذه القوات الغير نظامية فى المنطقة وبين قيادات الميليشيات المتطرفة وقيادات التمرد، ومنهم قادة عسكريين ومجالس عسكرية فى بعض الدول بغرب إفريقيا، والتى كشفت عنها الوثيقة السرية التى أشارت لها المخابرات الجزائرية، أن هناك اتفاقيات مبرمة بين المجلس العسكرى فى الجابون والمجلس العسكرى فى الكاميرون، ولم تكن روسيا على علم بذلك ولكن من أبرم هذه الاتفاقات كان قائد قوات فاجنر والذى قضى فى الطائرة المنكوبة التى سقطت فى روسيا منذ أسبوع.

تحديد الإقامة تصل إلى رئيس الكاميرون

وأشار رئيس المجلس الاقتصادى الافريقي، إلى أن الرئيس الكاميروني تم تحديد إقامته طبقاً لوسائل إعلام كاميرونية محلية، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت توصيف ما يحدث داخل الجابون بالانقلاب وتسمية المجموعة من القيادات العسكرية والتى مثلت المجلس العسكرى فى النيجر ولم تصفهم بالانقلابيين، وأطلقت عليهم مسمى الدوجمة العسكرية الحاكمة ولذلك نرى ازدواجية فى المعايير لدى الأمريكان.

وتابع السفير محمد عبدالغفار، أن هناك اتفاقات فى معزل عن دول ذات سيادة وتتحمل المسؤولية الجماعية تؤدى إلى حدوث هذه الانقلابات، مشيرا إلى الاتفاقات التى أجرتها قوات فاجنر بدون توجيهات من الدولة الأم (روسيا) بالتالى ربما نجد هذا الانقلاب فى ينتقل لدول اخرى مرشحة مثل نيجيريا أو غانا وتشاد.

ونوه رئيس المجلس الاقتصادى الأفريقي، بأن الجابون كان لديها آخر قاعدة جوية فرنسية بها طائرات قاذفة بمدافع ثلاثة أرباع بوصة، مؤكدا أنها آخر القواعد الجوية الفرنسية القاذفة فى القارة الأفريقية.

"الجيوسياسة في الجابون"

الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والانقلاب العسكري في الجابون

وقال السفير عبدالغفار، بحسب مصادره في فرنسا، إن حكومة الجمهورية الفرنسية الخامسة في حيرة من أمرها بشأن الوضع الحالي في الجابون، مشيرًا إلى أن زعيم الانقلاب ورئيس الحرس الجمهوري منذ فترة حكم الرئيس الجابوني الأب والذي رحل عام 2009، بريس أوليجوي نجويما، هو من صنع الولايات المتحدة.

وكانت السلطات في الولايات المتحدة تدعم نجويما منذ عدة سنوات، لإعداده للانتخابات المقبلة، التي كان من المفترض أن يفوز فيها ويتولى القيادة خلفا لعلي بونجو الرئيس الابن والذي تولى الحكم في عام ٢٠٠٩م خلفاً لوالده الرئيس عمر بونجو والذي حكم البلاد لمدة ثلاثة وثلاثين عاما.

ولا يعني هذا الدعم وإن كان مخفياً بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، منذ ثلاث سنوات، تسربت بيانات حول ملكية نجويما لثلاثة منازل في الولايات المتحدة، تم شراؤها نقدًا في ولاية ماريلاند،.

لماذا أطاح الجنرال الموالي لأمريكا بالرئيس علي بونجو الموالي لفرنسا؟

تشرح قيادة المخابرات الفرنسية ذلك ليتضح من خلاله حقيقة أنه وفقًا لقناعة للأمريكيين، لم تعد السلطات الفرنسية قادرة على حماية مصالح الغرب الجماعية بشكل فعال، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة، في الأراضي الخاضعة لسيطرة فرنسا. ولذلك قرر البيت الأبيض أن يأخذ زمام الأمور بنفسه ويتولى المبادرة من الفرنسيين.

على الرغم من حقيقة أن مكتب ماكرون ينتقد المديرية العامة للأمن الخارجي مرة أخرى لتخطيها الاستعدادات لانقلاب آخر جديد ضد الرئيس بونجو (الذي تم إظاهره علنًا كصديق لماكرون)، فمن غير المرجح أن تقوم السلطات الفرنسية بتصعيد العلاقات مع الولايات المتحدة بشأن الجابون.

في الوقت الحالي، على الأقل، تم تكليف المخابرات الفرنسية فقط بالتعامل مع نقل علي بونجو وعائلته إلى سجن في المغرب، ثم إطلاق سراحهم بعد إدانة الرئيس في الجابون.

وفي سياق استمرار استيلاء الأمريكيين على الأصول الفرنسية، من المثير للاهتمام أيضًا أن المواطنين الفرنسيين العاملين في الجابون، قد بدأوا بالفعل في الإخلاء، وقد أعلنت بعض الشركات تعليق أنشطتها (وهو ما لم يحدث، على سبيل المثال)، في دولة مثل النيجر - حيث تواصل شركة اليورانيوم أورانو العمل هنا.

search