لماذا حقق الجنيه ارتفاعًا أمام الدولار وهل يستمر الصعود؟

انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه، شهد الجنيه المصري ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي في آخر أيام الأسبوع، حيث سجل الدولار ببنك مصر قبيل الإغلاق بدقائق، نحو 48.67 جنيه للبيع مقابل 48.57 جنيه للشراء، وفي البنك الأهلى المصري، جاء سعر الدولار الأمريكي نحو 48.57 جنيه للشراء، مقابل 48.67 جنيه للبيع، مما أثار اهتمام الخبراء والمحللين الاقتصاديين حول أسباب هذا التحسن في سعر الصرف.

 وبينما رحب الكثيرون بهذا الارتفاع، تساءل آخرون عن مدى استدامة هذا الاتجاه وما إذا كان يعكس تحسنًا حقيقيًا في الاقتصاد المصري؟

ويستعرض موقع «الجمهور»، أسباب تراجع العملة الخضراء أمام الجنيه المصري وفقاً لعدد من التقارير التحليلية التي تصدر عن المؤسسات المالية الكبري، والتي نوضحها في التقرير التالي :

عوامل العرض والطلب تخفض من قيمة العملة الأخضر أمام الجنيه المصري 

من أهم الأسباب التي ساهمت في ارتفاع الجنيه، هو التغير في ميزان العرض والطلب على الدولار في السوق المصري. 

وفي الآونة الأخيرة، لاحظنا انخفاضًا في الطلب على الدولار من قبل المستوردين نتيجة تراجع الاستيراد بسبب ارتفاع الأسعار العالمية من جهة، وجهود الحكومة لتشجيع المنتجات المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد من جهة أخرى. هذا الانخفاض في الطلب على الدولار أدى إلى توفره بشكل أكبر في السوق، مما ساهم في دعم الجنيه.

على الجانب الآخر، شهدت الفترة الأخيرة زيادة في التدفقات النقدية الأجنبية إلى مصر، سواء من خلال الاستثمارات أو من خلال تحويلات المصريين العاملين في الخارج، والتي تعد من أهم مصادر العملة الصعبة في البلاد. هذه التدفقات الإيجابية ساعدت على تعزيز الاحتياطي النقدي الأجنبي للبنك المركزي المصري، وبالتالي زادت من قدرة البنك على التحكم في سوق الصرف ودعم الجنيه.

سياسات البنك المركزي

والسبب الثاني هو لعب البنك المركزي المصري دورًا مهمًا في دعم الجنيه من خلال سياساته النقدية والمتوازنة. 

وقام البنك المركزي في الفترة الأخيرة باتخاذ عدة إجراءات للحفاظ على استقرار سوق الصرف، منها التدخل المباشر عند الضرورة لضبط السوق ومنع أي تقلبات حادة في سعر الصرف. 

كما عمل البنك على تعزيز الثقة في العملة المحلية من خلال السياسات المالية والنقدية، والتي شملت أيضًا تنظيم سوق الإقراض وتوفير السيولة للمؤسسات المالية بأسعار فائدة مناسبة.

كما عزز البنك المركزي من حجم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، مما أتاح له مرونة أكبر في مواجهة أي ضغوط على الجنيه، وبالتالي كل هذه السياسات ساهمت في استقرار السوق، وأدت إلى تقوية الجنيه أمام الدولار في الأيام الأخيرة.

استقرار سياسي وتحسن اقتصادي

أما السبب الثالث لارتفاع الجنيه أمام الدولار، إن التحسن النسبي في الجنيه يعكس إلى حد كبير تحسنًا في الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.

وبسرد الأحداث خلال الفترة الأخيرة، شهدت مصر استقرارًا نسبيًا على الصعيدين السياسي والأمني، مما انعكس إيجابًا على ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين، وقد أدى هذا الاستقرار إلى زيادة الثقة في الاقتصاد المصري، مما جذب مزيدًا من الاستثمارات الأجنبية والمحلية وساهم في تدعيم الجنيه.

من جهة أخرى، عملت الحكومة المصرية على تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي ساعدت في تحسين المؤشرات الاقتصادية الكلية، ومن بينها، تحسين بيئة الأعمال، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار في قطاعات متنوعة مثل الطاقة والصناعة والسياحة، هذه الإصلاحات ساعدت في خلق بيئة اقتصادية أكثر جاذبية للاستثمار، وبالتالي دعم الجنيه المصري.

التوقعات المستقبلية

بالرغم من التحسن الملحوظ في الجنيه المصري، يبقى السؤال الرئيسي حول مدى استدامة هذا الارتفاع في المستقبل، ويعتمد هذا إلى حد كبير على استمرار التدفقات النقدية الأجنبية، ومدى قدرة الحكومة والبنك المركزي على الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

وعلى الصعيد العالمي، قد تؤثر تقلبات أسعار النفط والسلع الأساسية على الاقتصاد المصري، نظرًا لاعتماد البلاد على استيراد جزء كبير من احتياجاتها ،  كما أن أي تغيرات في السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد تؤثر أيضًا على سعر الصرف، خاصة إذا شهدنا ارتفاعًا في سعر الفائدة الأمريكية مما قد يؤدي إلى جذب رؤوس الأموال إلى الدولار.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.