من التصدير إلى الاستيراد، رحلة صناعة الورق في مصر منذ العصر الفرعوني
رحلة صناعة الورق في مصر
الزهراء علام
كانت مصر في العصور الماضية مركزًا رائدًا في صناعة الورق، حيث بدأت هذه الصناعة منذ العصور الفرعونية باستخدام نبات البردي، تطورت هذه الصناعة عبر العصور، خصوصًا خلال العصر الإسلامي، عندما ازدهرت الورش الورقية في مدن، مثل: القاهرة والفيوم، وكانت مصر تصدر الورق إلى العديد من البلدان، مما جعلها أحد أهم الدول المصدرة للورق.
تاريخ صناعة الورق في مصر
ذكرت الدكتورة إيمان التهامي في دراسة لها، بعنوان: “تاريخ وتطور صناعة الورق والطباعة في مصر”، أن صناعة الورق في مصر بمختلف أنواعها كانت من أهم الصناعات التي ازدهرت بعد ثورة 1919، وكانت مصانع الورق من أهم المشاريع الصغيرة التي فتحت في هذه الفترة وبلغ تعدادها 2300 مشروع، إضافة إلى المشاريع الكبيرة.
منها تدهور الورش الورقية وفرق العمل، أسباب انحدار صناعة الورق في مصر
خلال العقود الأخيرة، شهدت صناعة الورق في مصر تدهورًا ملحوظًا، هناك عدة عوامل ساهمت في هذا التدهور، منها أن العديد من الورش المصرية استمرت في استخدام تقنيات تقليدية قديمة، مما جعلها غير قادرة على المنافسة مع الورش والمصانع العالمية التي اعتمدت على التكنولوجيا الحديثة.
إلى جانب ذلك، كان لارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة، حيث سجل طن الورق المستورد 1000 دولار عالميًا و45 ألف جنيه محليًا في مطلع العام الجاري، مما كان له دور في تراجع انتاج الورق المحلي، حيث أصبحت تكاليف إنتاج الورق في مصر أعلى بكثير من تكاليف استيرادها من الخارج، مما دفع العديد من الورش إلى إغلاق أبوابها في وجه صناعة الورق.
بالإضافة إلى عدم وجود سياسات حكومية داعمة لصناعة الورق أو خطط لتحديث هذه الصناعة مما أسهم في تراجعها وغلق العديد من أشهر المصانع الورقية في مصر، لعل أشهر هذه المصانع وآخر من انضم لتوديع مهنة استمر فيها لعقود طويلة كان مصنع راكتا، ليعلن عن تصفية نشاطه في شهر مارس الماضي من العام الحالي، بعد أن كان أحد أهم أعمدة صناعة الورق المحلي في مصر.
من التحول إلى الاستيراد، تأثيرات وعواقب اندثار صناعة الورق في مصر
مع تراجع الإنتاج المحلي من الورق، بدأت مصر تعتمد بشكل متزايد على استيراده لتلبية احتياجاتها، حيث تستورد الآن من الورق سنويًا، بما يعادل تقريبا 650 مليون دولار، وفقا لما صرح به المهندس أحمد سمير وزير الصناعة السابق خلال اجتماع عقد يوم الأحد 29 أكتوبر 2023، ضمن مناقشات لجنة الصناعة بمجلس النواب، برئاسة النائب محمد السلاب، رئيس اللجنة.
هل يمكن إحياء صناعة الورق؟
إعادة إحياء صناعة الورق في مصر تتطلب استراتيجية متكاملة تشمل تحديث التكنولوجيا، توفير الدعم الحكومي، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، حتى تستطيع مصر استعادة مكانتها في صناعة الورق إذا تم اتخاذ خطوات جدية نحو تحديث هذه الصناعة وتحسين كفاءة الإنتاج مما يزيح عن عاتقها تكلفه الاستيراد من دول مثل الصين وتركيا، وهو ما يمثل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد المصري.
مقترح توطين صناعة الورق في مصر
تقدمت شعبة الورق بغرفة القاهرة التجارية، في وقت سابق بمقترح إلى الجهات الحكومية المسؤولة، بما في ذلك وزارة التجارة والصناعة وهيئة الاستثمار، يهدف إلى توطين صناعة الورق محليًا.
شمل المقترح إنشاء 2 إلى 3 مصانع جديدة بطاقة إنتاجية تتجاوز 200 ألف طن سنويًا، كجزء من خطة الحكومة لتوطين 152 فرصة استثمارية وتقليل فاتورة الاستيراد.
سيسهم هذا التوطين في تقليص الفجوة الاستيرادية التي تُقدَّر بحوالي 160 مليون دولار، مع العلم أن الاستهلاك المحلي من الورق يبلغ 400 ألف طن سنويًا، حيث تنتج مصر بين 150 و170 ألف طن فقط، وتستورد الكمية المتبقية من الخارج.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً