شيخ الأزهر لوزير الأوقاف اليمني: الخلافات المذهبيَّة تخدم تجارة الأسلحة وإشعال الحروب
شيخ الأزهر و وزير الأوقاف اليمني
إسماعيل رفعت
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنَّ أمَّتنا تمر بحالة ضعف بسبب الفُرقة والتشرذم التي حذَّرنا القرآن الكريم منها في قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، وهو ما أدَّى إلى استنفاذ طاقات بعض الدول الإسلامية ومواردها وإضعافها بشكلٍ كاملٍ، وإشعال فتيل الفتن الطائفيَّة والخلافات المذهبيَّة في بعض الدول الأخرى، مشيرًا إلى أنَّ بعض الدول التي نجَتْ من هذا وذاك حاول البعض إحياء الفتن القومية فيها لإضعافها وبثِّ حالة عدم الاستقرار في مجتمعاتها، لافتًا فضيلته إلى أنَّ الهدف وراء كل هذا هو خدمة تجارة الأسلحة، وخلق بؤر دائمة للحروب والصراعات لاستمرار هذه الصناعة الفتَّاكة التي تقوم وتنهض على حياة الأبرياء.
وأكَّد شيخ الأزهر خلال لقائه الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف اليمني، أن اليمن هو جزء عزيز على كل مسلم، وقد أوصانا النبي ﷺ به، حينما قال: «أتاكم أهلُ اليمن، هم أرقُّ أفئدة، وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية»، مشيرًا إلى أن الأزهر يحمل المصائب التي ألمت باليمن ويشعر بها، ويبذل جهودًا للتقريب بين المتباعدين والمتخاصمين من علمائه، انطلاقًا من إيمانه بأن هؤلاء العلماء قادرون على عقدِ لقاء صلح وسلام بما يحملونه من علمٍ وحكمةٍ، كمقدمة للنزول بالسلام لكل شبر من أرض اليمن، مشددًا فضيلته على ضرورة العمل على طرح رؤى جديدة للتقارب، قابلة للتطبيق على أرض الواقع بما يخدم مصلحة الشعب اليمني؛ انطلاقًا من قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}.
من جانبه قال وزير الأوقاف اليمني: "نحن في اليمن نحمل في قلوبنا مكانة كبيرة للأزهر الشريف، ونجل شيوخه وعلماءه، فجهودكم في دعم قضايا الإسلام والمسلمين مشكورة ومقدرة، وقد نالنا الكثير والكثير منها سابقًا وحاليًا ولاحقًا -بإذن الله- من خلال المعلمين والعلماء والشيوخ الأزهريين المبتعثين في بلادنا والذين تعلَّمنا على أيديهم مختلف العلوم، وقد قدَّمت مصر والأزهر دعمًا كبيرًا لليمن في محنته، وكلما زرنا مصر نشعر بأننا لم نفارق اليمن لكثرة أعداد الطلاب اليمنيين الدَّارسين في الأزهر".
شيخ الأزهر لرئيس جامعة النيل: لا بدَّ من تغيير النظرة المجتمعية السائدة لأفضلية بعض الكليات
وقال فضيلة الإمام الأكبر، خلال لقاءا مع وفد جامعة النيل: إنَّ التعليم هو العامل الأهم في بناء الأوطان وتقدُّم الأمم، مشيرًا إلى تميز العقل المصري بتاريخه وجذوره وتجاربه الثَّرية عبر الزَّمن، ويشهد بهذا كبار الفلاسفة الذين جاءوا وتتلمذوا على أيادي المصريين، مشدِّدًا على أنَّ قضية التعليم لا بدَّ أن تكون في مقدِّمة القضايا التي تشغل بالنا للوصول إلى مستوى معقولٍ ومقبولٍ، وأن هذا هو المخرج لما يمرُّ به عالمنا العربي والإسلامي من تحديات ومصاعب في مختلف المجالات.
وأشار شيخ الأزهر خلال لقائه الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، والدكتور طارق خليل، الرئيس المؤسس للجامعة، أنَّ أبناءنا الطلاب أصبحوا ضحايا نظرة تكاد تكون فوضويَّةً للتعليم، وجهلًا بالمطلوب وانقطاع الصلة بالتطوير والمطورين، داعيًا إلى ضرورة إعادة النظر بشكل دقيق ومدروس في الأنظمة التعليميَّة في مراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، والعمل وفق إستراتيجية وطنيَّة متكاملة للنهوض بالعقل والتَّعليم وبناء الإنسان.
وأكَّد فضيلته ضرورة أن يكون نظام التعليم قبل الجامعي مؤهلًا للالتحاق بالجامعة، وأن يعكس التعليم مشكلات الواقع المعاصر، ويأتي بحلولٍ واقعيةٍ لها، وأن لا يتحوَّل التعليم لمنتج ربحيٍّ منزوع الهوية الدينية والثقافية والعربية، وضرورة تغيير النظرة المجتمعيَّة السَّائدة تجاه أفضلية بعض الكليات على غيرها، وتوفير بيئة مناسبة وصحية لممارسة البحث العلمي، والاهتمام بالمعلِّم وعضو هيئة التدريس، والإيمان أنَّ إهمالهما يُفقدُ التَّعليم أهم مكون من مكوناته وهو تقديم القدوة والأنموذج الذي يحتذِي به الطالب والباحث.
من جانبه، أعرب رئيس جامعة النيل، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وسعي الجامعة لتعزيز التعاون مع جامعة الأزهر في مختلف المجالات، والتَّأثير إيجابيًّا في المجتمع؛ من خلال تنمية مهارات الطلاب والباحثين وقدراتهم في مجالات المياه والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والذَّكاء الاصطناعي، انطلاقًا من رؤية الجامعة بأن تقدُّمَ المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا مرهونٌ بالابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، واعتماد التكنولوجيا في بناء شركات صغيرة ومتوسطة وخلق فرصِ عمل نوعيَّة للشباب.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً