"استخدموني درعًا بشريًا"، أسير فلسطيني يكشف لـ"الجمهور" تفاصيل اعتقاله
محمد عبد الفتاح الأسير المحرر
أحمد محمود
يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من عمليات تعذيب مروعة لا يمكن أن يصدقها عقل، سواء في سجون الاحتلال في الضفة أو عبر معسكراته في غلاف غزة، ولعل ما تسرده هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني بشكل دوري عن أشكال التعذيب يوثق تلك الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ومؤخرًا، تعالت الأصوات التي تكشف استخدم الاحتلال للأسرى الفلسطينيين في غزة كدروع بشرية في الحرب، وهو ما يخالف القانون الدولي، حيث تمنع المادة الـ7 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف منعًا كليًا استخدام الدروع البشرية خاصة الأسرى، ولكن رغم ذلك استخدمت قوات الاحتلال، الأسرى في القطاع كدروع بشرية.
أسير مُحرر: استخدموني درعًا بشريًا 15 مرة في 42 يومًا
وتُعد قصة الأسير الفلسطيني المُحرر محمد عبدالفتاح سعد، والذي يبلغ من العمر 20 عامًا، من سكان غزة، من أصعب القصص، بعدما قام جيش الاحتلال باعتقاله واستخدامه على مدار 42 يومًا كدرع بشرى خلال حروبه لأكثر من 15 مرة، حيث يجبرونه على ارتداء الزي العسكري الإسرائيلي خلال الحرب كى يكون درعًا بشريًا لهم، ليصاب بإصابات بالغة.
ووفقًا للقانون الدولي، يحظر استغلال أو استخدام الخاضعين لحماية اتفاقيات جنيف كدروع بشرية بهدف تحصين المواقع العسكرية من هجمات أو منع الهجمات المضادة الانتقامية خلال هجوم ما وهو ما تنص عليه اتفاقيّة جنيف 4، المادتان 28 و49، والبروتوكول 1، المادة 51-7، والبروتوكول 2، المادة 5-2-جـ، حيث يحظر توجيه حركة الأشخاص المحميين بهدف اتخاذهم دروعًا لحماية الأهداف أو العمليات العسكرية، كما يخضع العديد من فئات الأشخاص لحماية خاصة من القانون الإنساني مثل المدنيين والجرحى والمرضى وأسرى الحرب، والعاملين في المجال الطبي.
ويكشف الأسير المُحرر محمد عبدالفتاح سعد، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور" تفاصيل أسر الاحتلال له، قائلًا، "استشهد والدي في الخمسين الأولى من الحرب الهمجية للاحتلال على غزة وأنا الابن الأكبر، وتحملت مسئولية عائلتي، وذهبت للعمل في معبر كرم أبو سالم للبحث عن لقمة العيش، حيث أسرني جيش الاحتلال هناك".
ويضيف الأسير المحرر، "تحت وطأة الضرب والضغط، استخدمني جيش الاحتلال، درعًا بشريًا في مدينة رفح، وبعد 42 يومًا من الأسر واستخدامي كدرع بشري لأكثر من 15 مرة، أيقظوني أخر مرة أيقظوني في السادسة صباحًا وقاموا بضربي وسحبي في مركبة للجيش لتصوير إحدى الدبابات التي تركها".
وتُلزم اتفاقية جنيف لعام 1929 الطرف المسيطر على الجبهة بإخلاء أسراه في أسرع وقت ممكن وإبعادهم عن جبهات القتال، ومن ضمن الأسباب الكامنة وراء هذا الإلزام الخوف من استخدام الأسرى دروعًا بشرية، حيث يُعد حظر استخدام المدنيين دروعًا بشرية جزءً من القانون العرفي.
ويتابع سعد، "بعد الرفض والخوف من المشهد قاموا بضربي، وبعد أن ذهبت قاموا بإطلاق النار علي من الخلف، وتركوني أنزف، ولا أعلم كم نزفت من الوقت حتى أنني فقدت الوعي وظننت أنني فارقت الحياة، وفي اليوم التالي وبعد أن استيقظت في المستشفى الميداني العسكري لجيش الاحتلال وقضيت 5 أيام من بعد إصابتي، لم أقض فترة علاجي بالكامل".
ويقول الأسير المحرر، "أنا الآن بحالة صحية صعبة وأحتاج إلى العناية، فجنود الاحتلال كانوا يجبروني على ارتداء الزي العسكري في كل مرة من المرات التي قاموا بإرسالي فيها إلا المرة الأخيرة كانت بالزي المدني كانت تختلف عن كل مرة، وأعاني الآن بكسر في الريشة الخامسة وإصابة في الرئة".
أساليب التعذيب داخل سجون الاحتلال
وبشأن أساليب التعذيب التي تعرض لها داخل معتقلات الاحتلال يقول محمد عبد الفتاح سعد، “ كان من أساليب التعذيب التجويع، وعدم دخول الحمام وتشليح الملابس، والنوم مكبل الأيدي مغمى العينين، وتهديدي بالسلاح وبالعائلة، وكان يقول لي أحد الجنود كما قتلنا والدك سوف نقوم بقتل جميع العائلة، فكانت أساليب التعذيب كثيرة والإهانة المستمرة في جميع الأوقات بجانب الضرب والشتم”.
وأنهى الأسير المُحرر حديثه لـ “الجمهور”، "كنت مهددًا بالقتل من الجيش الإسرائيلي ومن الحركة الداخلية في غزة أثناء ارتداء الزي العسكري الإسرائيلي لعدم تعرفهم علي، وظنهم أنني جندي إسرائيل، وفي كل مرة كنت أذهب فيها للتصوير كنت أحمل روحي بين يدي".
تابع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً