دعوات لعزل «ماكرون»، أزمة غير مسبوقة بفرنسا بعد رفض تعيين مرشحة اليسار
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
وداد العربي
تشهد فرنسا حالة من الانقسام السياسي العميق بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أفرزت مشهداً سياسياً متشابكاً مع تقسيم الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل رئيسية: اليسار، الوسط، واليمين المتطرف.
يعكس هذا الانقسام تراجع الأحزاب التقليدية ويضع تحديات كبيرة أمام النظام السياسي الفرنسي، حيث لا تمتلك أي كتلة الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة مستقرة.
محاولات ماكرون لكسر الجمود السياسي
بذل الرئيس إيمانويل ماكرون جهوداً مكثفة لإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة من خلال مشاورات مع قادة الأحزاب والبرلمانيين.
ورغم هذه الجهود التي استمرت يومين، إلا أنها لم تسفر عن اتفاق على تعيين رئيس وزراء يحظى بتأييد جميع الأطراف، مما دفع ماكرون إلى رفض مرشح التحالف اليساري لمنصب رئيس الوزراء.
تبريرات ماكرون لرفض مرشح التحالف اليساري
برر ماكرون قراره بعدم تعيين رئيس وزراء من التحالف اليساري بأن مثل هذه الحكومة ستكون عرضة للتصويت بحجب الثقة فور تشكيلها، حيث ستواجه معارضة من أكثر من 350 نائباً، ما يجعلها عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات فعّالة.
وأكد ماكرون أن الحفاظ على الاستقرار المؤسسي للبلاد يتطلب عدم اتباع هذا الخيار.
غضب واسع في صفوف المعارضة اليسارية
أثار قرار ماكرون غضباً شديداً في صفوف المعارضة اليسارية، حيث اتهم زعيم حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلينشون، الرئيس بخلق «وضع خطير للغاية»، ودعا إلى تنظيم مظاهرات واسعة.
الأهم من ذلك، أعلن ميلينشون عن نية حزبه تقديم مذكرة لعزل ماكرون، ما يزيد من حدة الأزمة السياسية في البلاد.
تفاصيل حول المرشحة المرفوضة لرئاسة الوزراء
رشح التحالف اليساري لوسي كاستيتس، اقتصادية شابة تبلغ من العمر 37 عاماً وتشغل منصب مديرة الشؤون المالية في بلدية باريس، لمنصب رئيسة الوزراء.
وهذا الترشيح يعكس رغبة التحالف في تقديم وجه جديد للسياسة الفرنسية إلا أن رفض ماكرون لهذا الترشيح زاد من حدة التوتر بين الأطراف السياسية.
تهديدات بعزل ماكرون وحجب الثقة
تصاعدت لهجة التحالف اليساري بعد رفض ماكرون، حيث أعلن التحالف أنه لن يشارك في أي محادثات مستقبلية إلا لمناقشة تشكيله للحكومة.
وهدد بتقديم مذكرة لعزل الرئيس ماكرون، مؤكدًا أن أي اقتراح لرئيس وزراء من خارج التحالف سيواجه باقتراح لحجب الثقة، ما يعقد المشهد السياسي في فرنسا بشكل غير مسبوق.
ردود فعل متباينة من الأحزاب الأخرى
بينما أدانت أحزاب اليسار قرار ماكرون، واصفة إياه بأنه «عار» و«لا مسؤولية ديمقراطية»، التزمت الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة بموقف أقل حدة، مما يشير إلى احتمالية استعدادها للتفاوض مع ماكرون.
محاولات جديدة لاحتواء الأزمة
في محاولة لتهدئة الأوضاع، أعلن ماكرون عن جولة جديدة من المشاورات مع قادة الأحزاب اليوم الثلاثاء، داعياً جميع الأطراف إلى «الارتقاء إلى مستوى الحدث» وإظهار روح المسؤولية.
وأكد ماكرون أن مسؤولية عدم تعطيل البلاد أو إضعافها تقع على عاتق الجميع، مشيرا إلى أن هذه الأزمة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الخامسة.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع إنهاء الحرب على غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً