باحث في الشؤون الروسية يكشف لـ«الجمهور» موعد انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا (حوار)

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية، منعطف جديد بعد أن نجحت القوات الأوكرانية في قطع شوطاً كبيراً من التوغل في الأراضي الروسية، وهو ما اعتبرته قيادة الأخيرة بأن الهدف الذي تسعي إليه روسيا من وراء ذلك الهجوم هو تحسين موقفها في المفاوضات.

في هذا الإطار أجرينا حوار مع الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، ليطلعنا عن مجريات التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية، وتداعياته، وماذا بعد؟.

كيف تصف التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية؟

 يحمل في ثناياه الطابع السياسي أكثر من كونه عسكري، يعتمد على فكرة حرب العصابات، حيث اجمع الخبراء العسكريون الأوكران على أن هذا الهجوم نفذ عندما تكون الجيش الأوكراني من مجموعات صغيرة، تسللت عبر الحدود الروسية، ويجب أن ننسب نجاح هذا الهجوم وفقاً للمعطيات حتي الآن إلى فشل الاستخبارات العسكرية الروسية في التنبؤ بمثل هذا الهجوم، حيث لم تقم الدفاعات المحصنة على المناطق الحدودية على الرغم من خوضها الحرب منذ ما يزيد عن عامين ونصف.

الهدف الأساسي من استهداف كورسك الروسية من ناحية أوكرانيا؟

الهدف الأساسي من استهداف كورسك الروسية هو تقوية موقف أوكرانيا في التفاوض، حيث يمكن أن يستند المفاوض الأوكراني إلى أرضية صلبة، بعد أن تحولت قوات بلاده من موقف دفاعي إلي موقف هجومي، لتبرير طلب المساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية وأمام الكونجرس  فيما يتعلق بحزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، وظهر ذلك جليا من جي دي فانس الذي قال لماذا ندفع هذه الأموال لجيش خاسر.

وبالتالي يمكن القول إن ما تقوم به أوكرانيا يعتبر تقرير مقدم للولايات المتحدة بأنها ما زالت تحافظ على القوة الهجومية، إلا أنه لا يمكن تجاهل أن أحد أهداف هذا الهجوم، هو خلق حالة من الشو الإعلامي لزيلنسكي الرئيس الأوكراني، ورفع معنويات الجيش والشعب الاوكراني كانت منخفضة نتيجة للتقدم الجيش الروسي في أكثر من مكان.

ما أهمية المنطقة؟ وهل من الممكن أن تستغلها أوكرانيا كورقة تفاوضية رابحة؟

كورسك ليست جزء من المناطق العسكرية الفاعلة، تبتعد من 5 لـ 7 كيلو مترات عن الحدود الأوكرانية، ومن الصعب وصفه أنه توغل عسكري لكنه توغل أمني ضد روسيا.

بالمفهوم العسكري الاستراتيجي، تقدم القوات الأوكرانية من خلال اختراق المناطق التي لا يوجد بها عسكريين لا يصنف على أنه توغل عسكري، فهي لا تمتلك أهمية عسكرية استراتيجية، إلا أنها تقترب 150 كيلو متر من محطة  زاباروجيا النووية.

إذا استطاعت أوكرانيا السيطرة والتوغل أكثر وأكثر في كورسك، فمن المحتمل أن تستغل المنطقة كورقة تفاوضية ناجحة، وعلى العكس إذا نجحت روسيا في طرد الأوكرانيين من كورسك خلال الفترة القادمة فسوف تكون نقمة وحلت فوق رأس أوكرانيا.

معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية، قال إذا استطاعت أوكرانيا البقاء في كورسك لحين نهاية شهر 9، فسوف يتم تحويل الوضع من نصر على الورق إلى نصر حقيقي على أرض الواقع، وإذا فشلت فيجب عليها أن تتحمل ما سيفعله بوتين بها.

أما التقييمات الأمريكية تشير إلى أن وجود القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية يغير المعادلة التفاوضية، وإذا نجحت أوكرانيا في السيطرة على المحطة النووية في كورسك، فإنها بذلك سوف تصبح ورقة المساومة أفضل لدي الاوكرانيين.

ما أبرز السيناريوهات المتوقعة تجاه التوغل الأوكراني للأراضي الروسية؟

أبرز السيناريوهات تتمثل في طرد القوات الأوكرانية عاجلاً أو آجلا من الأراضي الروسية، حيث يمكن لروسيا أن تطوق المجموعات التي دخلت، حيث تسمح للقوات الأوكرانية بالدخول إلى هناك ثم تقوم بمحاصرتهم على غرار ما جري ف الحروب النابليونية، ولكن الحالة الوحيدة التي تسطيع فيها روسيا تطويق القوات الأوكرانية منع خطوات الأمداد.

السيناريو الثاني، يشبه ما حدث في سبتمبر 2022، حيث استطاعت القوات الأوكرانية استعادة كل مقاطعة خاركيف بالكامل ولم يستطيع الجيش الروسي استعادتها حتي هذه اللحظة، والقائد الذي استطاع فعل ذلك، هو صاحب خطة التوغل على كورسك، حسبما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية.

هل تستطيع روسيا استعادة كورسك مرة أخري؟

أري أن هذا صعب، فالأقمار الصناعية تشير إلى أن هذا صعب لأسباب تتمثل في الحرب الإلكترونية، حيث من المرجح أن يكون حلف الناتو نجح في مساعدة القوات الأوكرانية في هجومها على كورسك من خلال قطع كل الاتصالات الروسية الموجودة في هذه المنطقة، وهو ما أسفر عن فشل المسيرات الروسية في استهداف تلك القوات في اليوم الأول والثاني والثالث من بدء الهجوم.

وهناك أكثر من 20 قمر صناعي في الحدود الشرقية والجنوبية لأوكرانيا وروسيا يغذي الجيش الاوكراني بصور حية وميدانية، وذلك من خلال الدعم المقدم من دول في حلف الناتو، فضلا عن أن استمرار وجود القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية يشكل ضغطا على المفاوض الروسي.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.