قصة 6 أشخاص أطلق عليهم العرب اسم محمد قبل ظهور الإسلام

اسم محمد

أحمد عجاج

A A

اسم محمد هو من أحب الأسماء إلى قلوب المسلمين فى العالم كله وعلى مر العصور، تيمنًا باسم خاتم المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن قد يخطر ببال البعض سؤالا، هل كان العرب يسمون محمد قبل الإسلام؟ وخلال التقرير التالي يتناول «الجمهور» الرد على التساؤل من مختلف الاتجاهات.

اختلاف العلماء في تعداد من تسمى من أبناء الجاهلية بمحمد

واختلف العلماء في تعداد من تسمى من أبناء الجاهلية بهذا الاسم، فذهب الإمام السهيلي صاحب كتاب “الروض الأنف” إلى أنهم ثلاثة، فقال في «2/ 96،ط دار إحياء التراث العربي- بيروت»

لا يعرف من العرب من تسمي بهذا الاسم قبله - صلي الله عليه وسلم - إلا ثلاثة طمع أباؤهم حين سمعوا بذكر محمد - صلي الله عليه وسلم - وبقرب زمانه وأنه يبعث فى الحجاز أن يكون ولدا لهم، ذكرهم ابن فورك فى كتاب الفصول، وهم «مُحَمّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، جَدّ جَدّ الْفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ، وَالْآخَرُ: مُحَمّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جُمَحِىّ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَالْآخَرُ: مُحَمّدُ بْنُ حُمْرَانَ بْنِ رَبِيعَةَ»،

وكان آباء هؤلاء الثلاثة قد وفدوا على بعض الملوك: وكان عنده علم من الكتاب الأول، فأخبرهم بمبعث النبي - صلي الله عليه ويسلم - وباسمه، وكان كل واحد منهم قد خلف امرأته حاملًا، فنذر كل منهم إن ولد له ذكر أن يسميه محمدًا، ففعلوا ذلك.

وهذا ما أكده الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»، (6/ 556 ط/ دار المعرفة- بيروت)، فقال: «وسبق السهيلي إلى هذا القول أبو عبدالله بن خالويه فى كتاب “ليس في كلام العرب” وهو حصر مردود»

لم يظهر اسم محمد حتى وقت قريب من بعثة النبي محمد، فقد ذكر القاضي عياض أنّه لم يُرَ اسم محمد في العرب إلا في وقت قريب من بعثة النبي محمد، حيث حينها قد شاع في العرب أن نبيًا سيخرج من بينهم سيكون اسمه محمد فتسمت بعض العرب باسمه تيمنًا ورجاء أن يكون هو النبي الموعود.

وقال القاضي عياض في كتابه الشفاء: في هذين الاسمين (محمد وأحمد) من عجائب خصائصه وبدائع آياته هو أن الله جلَّ اسمه حمى أن يُسمى بهما أحد قبل زمانه، أما أحمد الذي أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك، وكذلك محمد «أيضا» لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم، إلى أن شاع قبيل وجوده وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وهؤلاء هم: «محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء البكري، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران الجعفي، ومحمد بن خزاعي السلمي» لا سابع لهم.

ويقال إن أول من سمى محمدا محمد بن سفيان (بن مجاشع) واليمن تقول: بل محمد بن اليحمد من الأزد، ثم إن الله حمى كل من تسمى به أن يدعي النبوة أو يدعيها له أحد، أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا في أمره، حتى تحققت الشيمتان له صلى الله عليه وسلم لم ينازع فيهما.

كذلك يستحب عند المسلمين تسمية مواليدهم باسم محمد، ويجمع رجال الدين على جواز تسمية اسم محمد، يستند هذا الحكم إلى الحديث «سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي». وعلى هذا الأساس شاع اسم محمد في العالم الإسلامي ولكن كنية محمد «أبا القاسم» لا تستخدم ككنية.

رد علماء الأزهر على سؤال هل كان العرب يسمون محمد قبل الإسلام؟

من جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الاسم الشريف لسيدنا محمد كان معروف لأهل الكتاب، كان هناك إرهاصات من الكهان وعلماء أهل الكتاب، إن هناك نبي سيظهر وهو كثير الحمد من مدلولات الاسم، وهذا ما حدث، وعندما نقرأ القرآن نجد أن سيدنا المسيح عليه السلام قال «مبشرًا برسول يأتي بعدي اسمه أحمد».

وأوضح أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فى تصريحات لـ«الجمهور»، أنه من مدلولات الاسم أن سيدنا عبد المطلب عليه السلام، ألهم بذلك الاسم وقال «سميته محمدًا ليكون محمودًا في السماء والأرض، كذلك السيدة آمنة عليها السلام، قال لها الملك «إذا وضعتيه اسميه محمد» ، مؤكدًا أن من سمي بـ محمد قبل ظهور الإسلام هما 6 أشخاص فقط.

وتابع: “اسم محمد ملازم الحمد، وأحمد أفعل تفضيل، وهناك ارتباط بين اسم جد النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث إن الاسم الحقيقي لجده شيبة الحمد، وعبد المطلب هو اخو جد النبي وأتي به من يثرب وأطلق عليه الناس فى مكة عبد المطلب نظرًا لتقربه الشديد من أخوه”.

نسبة تسمية محمد فى الدول

بريطانيا:

ازداد استخدام اسم محمد بنسبة 83% بين المواليد الجدد خلال الفترة من عام 2000 إلى 2011، متصدرًا بذلك المركز الثالث بحسب مكتب الإحصاء الوطني البريطاني.

فرنسا:

قد سجلت التسمية بمحمد تصاعدًا ملحوظًا خلال النصف الأخير من القرن العشرين، في حين لم تُسجل في دفاتر الولادات الفرنسية قبل سنة 1925 أي تسمية باسم محمد، إلا أن عام 1926 الذي شهد تشييد أول مسجد في باريس وهو مسجد باريس الكبير، عرف تسجيل أول مواليد باسم محمد في الدفاتر الفرنسية الرسمية، ويبلغ عدد الفرنسيين الذين تسموا باسم محمد منذ عام 1940 إلى 2005 من دون احتساب الأسماء المركبة مثل «محمد علي» أو «محمد أمين» أو «سيدي محمد» إلى 53 ألفًا و377 شخصًا.

الشيشان:

في عام 2009 دعت السلطات آباء المواليد الجدد من الذكور لأجل تسميتهم على اسم النبي محمد في يوم الاثنين وهو يوم مولده، وأعلن رمضان قادروف أن كل مولود ذكر يولد في 8 أو 9 مارس من عام 2009 سيحصل على 50 الف روبية، (وهو التاريخ الموافق لـ يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1430 هـ).