في ذكرى وفاة سيد الواقعية التفصيلية.. الأديب نجيب محفوظ

كل يوم يمر على مصر هو تاريخ لا يمكن طمسه أو تجاهله، فلا يمكن لأحد أن ينكر يومًا، أن مصر أنجبت ومازالت تنجب كل يوم عظماء، ذو بصمات لا يمكن نكرانها، وعلى صعيد ما ذكرنا، فيتزامن اليوم مع ذكرى رحيل أهم الأدباء في تاريخ مصر والوطن العربي، إن لم يكن أفضلهم بالفعل، أديب نقش اسمه بأحرف من نور في صفحات التاريخ، فهي ذكرى رحيل الأديب العالمي وكتب عن الحارة المصرية/ نجيب محفوظ.

نشأته وحياته

ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية في ديسمبر 1911 ، كان والده « عبد العزيز إبراهيم » و والدته « فاطمة مصطفي قشيشة» ابنه الشيخ « مصطفي قشيشة » وهو من علماء الازهر ، وكان نجيب محفوظ أصغر اخواته ، ولان الفرق بينه وبين أقرب إخواته عشر سنوات ، فقد تعاملوا معه كأنه طفل وحيد ، والتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة ، وبدأ بعدها اعداد رسالة الماجيسيتر عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ، ثم غير رأيه وقرر بعدها التركيز على الأدب، وتزوج نجيب محفوظ في فترة حينها كان متوقف عن الكتابة 1952 وكان معلل بعدم زواجه أنه مشغول برعاية أسرته من أمه واخته واطفالها ، وبدا في هذه الفترة في ازدياد دخله بسبب عمله في كتابه السيناريوهات الخاصة بالأفلام ، ومن ثم بعدها أصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة ، ولم يعرف عن خبر زواجه الا بعد عشر سنوات .

«حياتة المهنية والمناصب التي تقلدها»

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في الثلاثينات، ونشر روايته الاولي «عبث الاقدار» التي كان مفهومها عن الواقعية التاريخية، ثم كفاح طيبة ثم رادوبيس، وبدأ سنه 1945 نجيب محفوظ روايته الواقعية الذي حافظ عليها طوال مسيرة حياته وهي رواية «القاهرة الجديدة، خان الخليلي ، زقاق المدق » ثم عاد الى الواقعية الاجتماعية مع رواية « بداية ونهاية » ثم بعد اتجاه الى الرمزية في رواياته « الشحاذ ، واولاد حارتنا » والتي تسببت في ردود فعل كبيرة ، وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله ، واتجاه الي الكتابة على حدود «الفنتازيا» كما في " الحرافيش ، ليالي ألف ليلة .. وتعتبر مؤلفات محفوظ تمثل مراَه للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر..

بعد توقف محفوظ عن الكتابة لفترة بعد رواية الثلاثية انتقل من الواقعية الاجتماعية الي الرمزية، ومن ثم بدأ نشر روايته الجديدة أولاد حارتنا في جريدة الاهرام في عام 1959 ومن هنا استسلم نجيب لكتابة الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية والاجتماعية في مصر ما بعد الثورة.. شغل نجيب محفوظ اعداد كبيرة من المناصب وهي.. منصب سكرتير برلماني في وزارة الأوقاف في 1938، ثم شغل منصب مدير مؤسسه القرض الحسن في وزارة الأوقاف 1954، وشغل منصب مكتب وزير الارشاد، ثم مدير المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، وعمل كمدير عام في مؤسسه وزارة السينما 1960، ثم رئيس مجلس الإدارة العامة والإذاعة والتلفزيون، واخر منصب حكومي تقدله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في 1966 لـ 1971، ثم تقاعد بعدها ليصبح أحد كتاب مؤسسه الأهرام.

«أولاد حارتنا»

رواية أولاد حارتنا واحدة من أربع روايات تسببت في فوز وحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للأدب، وكانت ايضًا سبب في محاوله اغتياله، وبعدها لم يتخل ابدًا عن الواقعية الرمزية، وبعدها نشر ملحمة الحرافيش في 1977 بعد عشر سنوات من نشر أولاد حارتنا .

«الجوائز»

جائزة قوت القلوب، جائزة وزارة المعارف، جائزة مجمع اللغة العربية، جائزة الدولة في الادب، وسام الاستحقاق من الطبقة الاولي، وسام الجمهورية من الطبقة الاولي، جائزة نوبل للأدب، قلادة النيل العظمى، الوسام الرئاسي وشهادة الدكتورة الفخرية من الجامعة الامريكية، جائزة مبارك في الادب، العضوية الفخرية للأكاديمية الامريكية للفنون والأدب، جائزة كفافيس وغيرها من الجوائز.

«وفاه نجيب محفوظ»

توفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 95 عامًا.