الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:16 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

خبير آثار لـ«الجمهور»: عروسة وحصان المولد النبوي تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس

مولد النبوي الشريف ـ أرشيفية

مولد النبوي الشريف ـ أرشيفية

أسماء أبو شادي

A A

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن الاحتفالات الدينية بمصر على مر التاريخ، كانت احتفالات قومية يحتفل بها كل شعب مصر بنسيجه الوطني مسلمين ومسيحيين.

وأضاف ريحان، أن الحملة الفرنسية رصدت احتفالًا بالمولد النبوي الشريف في الساحة الرحبة ببركة الأزبكية؛ حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين الهاتفين طوال الليل وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين.

وتعجّب الباحث الفرنسي «إدوارد ليم لين» من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر، وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولي العهد في سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع، وذلك طبقًا لما جاء في الدراسة الأثرية عن «احتفالات المولد النبوي في التراث الإسلامي لعالم الآثار الإسلامية» التي أعدها الدكتور علي الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

أصل الاحتفال بمولد النبوي الشريف

وأوضح ريحان خلال تصريحات لـ«الجمهور»: «أن مظاهر الاحتفال فى ليلة المولد تبدأ بإقامة السلطان خيمة بالحوش السلطاني فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى “خيمة المولد” ويذكر ابن إياس أنها عدت من عجائب الدنيا وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكي الجركسي قايتباي، وقيل في وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة اواوين، وفي وسطها قبة مقامة على أربعة أعمدة وبلغت تكلفتها حوالي ثلاثين ألف دينار».


وينصب هذه الخيمة ثلاثمائة رجل، وكان يُوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة، وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثماني.

ونوه  عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إلى أنه في الليلة الختامية للاحتفال يظهر المقرئون براعتهم في التلاوة بآيات الذكر الحكيم فيتعاقب واحد بعد الآخر وبعد صلاة المغرب تمد الحلوى السكرية المختلفة الألوان وفي صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.

وذكر المؤرخ «عبد الرحمن الجبرتي»، الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية على مصر، في كتاباته أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة 1213 هـ ـ  1798م من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري، نقيب الأشراف فى مصر، في حي الأزبكية، وكانت ترسل الطبول الضخمة والقناديل، وفي الليل تقام الألعاب النارية احتفالًا بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية وقادتها.


 

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في العصر الفاطمي

وأشار ريحان، إلى مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في العصر الفاطمي طبقًا للدراسة سابقة الذكر؛ حيث كان يخرج الخليفة الفاطمي راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر في هودجها في موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضي الله عنه، ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد؛ حيث صنع المصريون من السكر أشكالًا للحصان والعروسة ما زالت موجودة إلى أيامنا، ويحرص أغلب المصريون على شرائها وقد اتخذ اليوم طابعًا جميلا كالأعياد، ويشتهر بالحلوى التي تعرف بحلاوة المولد.

أصل عروسة المولد وحصان المولد 

وأضاف خبير الآثار، أن هناك آراء عن تأصيل عروسة المولد وحصان المولد بأنه تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس في شكل حصان المولد المستوحى من تمثال “حورس” راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر “ست” الذي صور على هيئة تمساح وفي شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح “إيزيس” الملون.


وفى الفترة المسيحية بعد ذلك، صنع مسيحيو مصر العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط بالإسكندرية، وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية وهى اللعبة المفضلة للبنات وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته وهى الصورة التي استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر.


وأردف، بأن المسيحيون كانوا متقدمين فى صناعة السكر منذ إنشاء أول مصنع عام 1811، وقامت عائلات مسيحية شهيرة بزراعته، وأنشئت مصانع للسكر فى أبو قرقاص وملوى بمحافظة المنيا وشهد العصر الفاطمي عملا دؤوبًا من المسلمين لإحياء مصانع الحلوى بمدينة أبو مينا التي أغلقت أبوابها وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوي الشريف، وبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم وصنعوا العروسة والفارس الممتطى الحصان كي يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون بعيدًا عن أي مدلولات دينية ثم صنعت العروسة والحصان من الحلوى وخامات مختلفة فى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

تابع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلة.
 

search