خبير أثري: المصريون القدماء أول من واجه الأوبئة عن طريق الماء والملح
المصريين القدماء ـ أرشيفية
أسماء أبو شادي
في الآونة الأخيرة، رفعت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر وحالة الطوارئ، بسبب تفشي وباء جدري القرود، جاء ذلك بعد انتهاء العالم من أزمة كورونا، ومنذ القدم وانتشار الوباء يلاحق الإنسان.
مع انتشار الأوبئة في عصر الفراعنة، اتجه يمارسه المصري القديم على استخدام المياه في التطهير من الأمراض، وأصبح غسل الأيدي والملابس والمأكولات درعا، أولى للحماية من الأوبئة؛ لذا قدس نهر النيل وأطلق عليه اسم (حعبي).
قال الدكتور مجدي شاكر، خبير الآثار بوزارة السياحة والآثار، عرف القدماء المصريين طرقا حديثة لمواجهة الأمراض المعدية والأوبئة التي أصابت بعض المدن على مدار التاريخ المصري القديم.
ومن الأمراض المعدية التي عرفها المصري القديم في علم الطب مكّنهم من تحقيق انتصارات ضد الأوبئة على مدار سبعة آلاف عام.
وأضاف خبير الآثار بوزارة السياحة والآثار خلال تصريحات لـ «لجمهور»، أنه منذ عهد الدولة القديمة حتى العصور المتأخرة، كانت الرعاية الصحية بندا مهما في مسؤوليات الملوك والملكات، وحظي الأطباء وقتها بمكانة كبرى لدورهم في إعداد وصفات علاجية لأمراض القلب والجهاز الهضمي وتسوس الأسنان والأوبئة، إضافة لإجراء العمليات الجراحية.
كيف تعامل المصري القديم مع الأوبئة؟
وتابع «شاكر»: انتشرت الأوبئة مثل الملاريا في مصر القديمة عبر الغزوات العسكرية، حيث يرجح إصابة الملك توت عنخ آمون بهذا المرض، وهو من ملوك الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، كما ماتت إحدى زوجات الملك رمسيس الثاني أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة الدولة الحديثة لإصابتها بوباء الملاريا.
بدأوا ممارسة ما يسمى بـ"الطب الوقائي" للحماية من الأمراض المعدية، خاصة بعد إصابة ووفاة عدد كبير من سكان مدينة تل العمارنة بالمنيا صعيد مصر وقتها بمرض الملاريا.
ونجح الطبيب الكاهن سخمت في وضع علاج لأمراض الملاريا والجدري كما تشير بردية( إيبرس) الطبية التي تعد أقدم وثيقة علاجية في التاريخ يعود عمرها لأكثر من 3500 عام
ولجأ المصري القديم إلى المياه كوسيلة تحميه من الإصابة بالأمراض، ما جعل نهر النيل شيئا مقدسا والحفاظ عليه جزءا من العقيدة الفرعونية.
واستخدام المصري القديم للمياه لتعقيم المعبودات والملوك ونثرها أمام المنازل والبيوت، كرمز للحياة بصحة جيدة دون أمراض معدية.
وتدريجيا أصبح السلام برفع اليد لأعلى فقط دون تلامس، التحية السائدة للمعبودات والملوك، بعد إدراك المصريين أن السلام بالأيدي وسيلة لنقل الأمراض.
كما برع في تصميم منازل للطبقة العامة بحمامات مخصصة للاغتسال وأخرى لقضاء الحاجة، وحرص على تشييدها في نهاية ممر بالمنزل، بينما في منازل وقصور طبقة الأغنياء شيد بركة المياه.
واستكمل شاكر: عندما عرف المصري القديم بأن الحشرات الضارة وروث الحيوانات مصدر لنقل البكتيريا والفيروسات؛ لذا اهتموا بتعقيم منزلهم بالأعشاب والبخور، إضافة لتعقيم الصناديق الحافظة لأحشاء المتوفى بعد تحنيطه.
اتبع المصري القديم كل طرق الوقاية من الفيروسات والبكتيريا، بتخصيص ثلاث مرات للنظافة والاستحمام للطبقة العامة، وخمس مرات للكهنة باستخدام ملح النطرون والزيوت المستخرجة من النباتات، إضافة لعادة حلق شعر الرأس والجسم للعامة مرة واحدة في الأسبوع وكل يومين للكهنة؛ ما يفسر وجود البحيرات بالمعابد".
ومن النباتات والأعشاب استخرجت مواد التعقيم مثل نترات البوتاسيوم وملح النطرون، التي استعانت به المرأة المصرية لتطهير الملابس والقصور الملكية، كما استخرج اللافندر من أوراق الأشجار لتنظيف الأسنان وعلاجها.
و نصيحة غسل الأيدي بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام نصيحة فرعونية قديمة، واعتاد المصري القديم على عدم إلقاء نفايات منزله، بل كان يمنح بقايا الطعام للحيوانات والطيور التي يعتني بها، واستخدم بعضها في إشعال أفران طهو الطعام، ودفن غير الصالحة للاستخدام في الرمال.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً