بعد واقعة الغربية، زواج القاصرات ينهى براءة الأطفال باسم "الستر"

فرح وزغاريد، وفي النهاية عندما تنظر إلى العروس تجدها ما زالت طفلة تلهو وتلعب مع الأطفال، عمرها لم يبلغ سن الزواج القانوني الذي حددته الدولة.

حادث مأساوي، هز قلوب أهالي قرية كفر يعقوب، التابعة لمركز ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، بعد مقتل فتاة قاصر على يد زوجها، وذلك بسبب “علبة كشري”، تناولتها عندما شعرت بالجوع.

الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً، كانت ضحية الزواج المبكر، على الرغم من وضع قوانين تجرم زواج القاصرات، إلا أن الدولة ما زالت تواجه تحد كبير ومشكلة اجتماعية حادة.

علماء النفس: زواج القاصرات أساسه الخلل الثقافي في الأوساط المتدنية

ومن جانبها، علقت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمجلس القومي للبحوث الاجتماعية، على هذه الواقعة، وقالت إن مؤشر عمر الزوجة يدل على أنها طفلة تنقصها الخبرة في العلاقة الزوجية.

وأضافت سوسن فايد خلال تصريحات لـ“الجمهور”، أنه رغم تجريم زواج القاصرات، إلا أن هناك بعض الأسر ما زالت تزوج بناتها دون السن القانوني، معتبرة ذلك خللا ثقافيا، خاصة في الأرياف وبعض المناطق التي تعاني من الفقر، وبالتالي تضطر الأسر إلى تزويج أطفالها بسبب المشاكل الاقتصادية.

وأوضحت أن الثقافة خطوة مهمة لرفع معدلات التوعية لدي جميع الأسر، بالتأكيد تطبيق القانون مهم أيضاً، لكن لابد من أن تسبقه خطوات متعددة، أهمها حملات التوعية والتثقيف.

القوانين التي تجرم زواج القاصرات

وفي نفس السياق، تواصل “الجمهور” مع المحامي أيمن محفوظ، والذى تحدث عن القوانين التي تحدد سن الزواج وتجرم من زواج القاصرات.

وفق ما تنص عليه المادة 5 من قانون الأحوال المدنية رقم 143 لعام 1994 على أنه:” لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلادية”، ولكن وفي حال الزواج العرفي لا يوجد تجريم واضح وعقوبة قانونية واضحة.

وأضاف: "الزواج العرفي لا يوجد له نص قانوني واضح لتجريمه، عكس الزواج الرسمي، الذى يرتبط بجريمة تزوير في السن للزوجين أو أحدهما كما نصت  عليه المادة 227 من قانون العقوبات المصري، وهى تعاقب عن عدم إثبات بلوغ أحد الزوجين السن المحددة قانوناً فقط للوالدين والزوجين وكذلك المأذون الذي أعطي له القانون عقوبة مغلظة، تصل إلى الحبس 5 سنوات والعزل من الوظيفة.

من الجاني؟ زواج القاصرات بين التجريم والإباحة 

ومن ناحيته، قال الشيخ أحمد بشير، المأذون الشرعي في تصريح لـ “الجمهور”، بأن الجاني الوحيد الذي لابد أن يعاقبه القانون على زواج القاصرات، هو الأهل، لأنهم هم الذين وافقوا على زواج ابنتهم وهي صغيرة، أما المأذون فهو يوثق زواج شرعي توافرت فيه الشروط الدينية، وسن الزواج ليس شرط من شروط إتمام الزواج.

يونيسف: القارة الإفريقية المتصدرة في زواج الأطفال تحت سن 18 عاماً

وفقاً لما ذكرته منظمة يونيسف، زواج الأطفال، أي الزواج قبل سن 18 عاما، هو انتهاك لحقوق الإنسان.

 وعلى الرغم من القوانين المناهضة له، فلا تزال هذه الممارسة الضارة واسعة الانتشار.

قد يؤدي زواج الأطفال إلى المعاناة مدى الحياة، فالفتيات اللواتي يتزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة أقل احتمالاً للاستمرار في المدرسة، ويزيد احتمال تعرضهن للعنف المنزلي.

وزواج القاصرات أكثر احتمال للوفاة، وذلك بسبب مضاعفات الحمل والولادة أكبر عند المراهقات مقارنة بالنساء في العشرينات من العمر.

وبحسب تقرير منظمة يونيسف لكل طفل، فإن هناك 12 مليون فتاة دون سن 18 عاما، يتزوجن كل عام، وأن الدول الإفريقية هي المتصدرة في زواج القاصرات، حيث بلغ نسبة الفتيات اللاتي يتزوجن تحت سن 18 عاما 37 %.

زواج القاصرات بين الحلال والحرام؟ دار الإفتاء توضح 

سبق وُحرمت دار الإفتاء زواج القاصرات لأنه يؤدي إلى الكثير من المفاسد والأضرار في المجتمع.

وأوضحت دار الإفتاء، أسباب تحريم زواج القاصرات في فيديو أنتجته وحدة الرسوم المتحركة، موضحة أن الإسلام اعتنى بالأسرة أعظم عناية، واهتم بأسس تكوينها اهتمامًا عظيمًا، كما أكد الفيديو على تعميق أسس ترابطها، وما يؤدي إلى تماسكها واستمرارها.

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى مقاصد الشريعة الإسلامية والحكمة من الزواج، يتبين لنا أن ما يقدم عليه البعض من تزويج البنات القاصرات هو عمل منافٍ لهذه المقاصد وتلك الحكمة، ويمثل جريمة في حقهن؛ لعدم قدرة الفتاة القاصر على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية والقيام بالأعباء المادية والمعنوية اللازمة لاستمرارها، مما ينتج عنه الكثير من الأضرار والمفاسد التي تؤدي لفشل هذه الزيجات وانتشار حالات المبكر.

وأوضحت دار الإفتاء، أن الحكم الشرعي المناسب للواقع والحال والمتوافق مع الحكمة من الزواج هو حرمة زواج القاصرات، ووجوب الالتزام بالسِّنِّ القانونية لزواج الفتيات، والقاعدة الشرعية تقرر أن: «دَفع المفاسِد مُقدَّمٌ على جلبِ المصالِح».

أسباب زواج القاصرات، مركز المعلومات بمجلس الوزراء يوضح  

أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، خلال العام الماضي 2023 في بيان له أسباب زواج القاصرات، نذكر منها ما يلي:

 - فقر الأسر: حيث تنتشر حالات زواج الأطفال في الدول الفقيرة، نتيجة إحساس العائلات في تلك الدول بانعدام الأمن وعدم قدرتها على سد احتياجات أبنائها الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بما يدفعها لتزويج بناتها في سن مبكرة كضمانة اجتماعية لهن من مخاطر الفقر والعوز، ورغم وجود تلك الظاهرة لدى الأسر الغنية، فإن نسبة تجنُّب الفتيات الزواج المبكر من الأسر الغنية تبلغ نحو ثلاثة أضعاف الفتيات من الأسر الفقيرة.

- زيادة معدلات النمو السكاني: ففي ظل الارتباط بين الفقر والنمو السكاني، أصبح ارتفاع عدد أفراد الأسر دافعًا للآباء لتزويج فتياتهم في سن مبكرة، من أجل تخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم، وهو ما يجعلنا نربط بين ترجيح تقرير زواج الأطفال الصادر عن منظمة اليونيسف، وتزايد حالات زواج الفتيات في أفريقيا حتى 2030 -وذلك على عكس الاتجاه المتراجع في باقي المناطق حول العالم- وبين توقعاته بشأن حدوث نصف النمو السكاني العالمي حتى عام 2050 في القارة الأفريقية.

- النزاعات والصراعات والنزوح: حيث تلعب تلك الحالات ومعها انتشار الأوبئة، وتغير المناخ، دورًا في انتشار ظاهرة زواج الفتيات بين اللاجئين؛ حيث يجبر الفقر المدقع بين النازحين -الذين لا يحصلون على مساعدات إنسانية كافية- بعض الأهالي لأجل تزويج أطفالهم، وكذلك فإن فقدان أرباب الأسر والعائلات في ظل الصراعات والكوارث، يؤدي إلى ترك الفتيات وراءهم كأيتام، وهو ما يزيد من احتمالية زواجهن في سن مبكرة، وتُجدر الإشارة إلى التحذير الذي أطلقه أحد المسوح التي أجراها كلٌّ من صندوق الأمم المتحدة للسكان والجامعة الأمريكية في بيروت وجمعية سوا للتنمية والإغاثة، والتي أفادت بحدوث زيادة مقلقة في نسبة زواج الأطفال بين الفئات الأكثر استضعافًا من اللاجئين السوريين في لبنان .

- الثقافة المجتمعية والأعراف: حيث تنظر العديد من المناطق الجغرافية، وخاصة في المجتمعات الفقيرة والمتخلفة، إلى الفتيات نظرة دونية، باعتبارهن عبئًا يجب أن تسرع الأسرة بالتخلص من مسؤوليتهن وتزويجهن في سن مبكرة، وذلك باعتبار الزواج هو مصدر الحماية الاجتماعية لهن .

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.