العلاقات المصرية السودانية تاريخ من الترابط والأخوة.. «تقرير»
العلاقات المصرية السودانية
أيمن عبدالمنعم
بدأت العلاقات المصرية السودانية في مسارها من التعاون السياسي والدبلوماسي منذ اللحظة التي انفصلت فيها السودان عن مصر، منذ تلك اللحظة وأخذت العلاقات المصرية السودانية في أخذ مسار جديد من التطور، دون الإخلال بالتاريخ الطويل الذي جمع الشعبين تحت راية واحدة.
وتميزت العلاقات المصرية السودانية منذ 1956، بالتحديد عقب جلاء قوات الاحتلال الإنجليزي عن السودان في ذلك الوقت، بعمق تاريخي كبير وترابط أصيل بين الشعبين الشقيقين.
العلاقات في ظل ثورة يوليو 1952
بدأت العلاقات المصرية السودانية باحترام بين البلدين، فعقب أحداث ثورة يوليو 1952، وحازت مصر على تقدير كبير من قبل المصريين، خاصًة بعد أن أولى مجلس قيادة الثورة واللواء محمد نجيب على وجه التحديد اهتمامًا بالغًا بقضية الاحتلال الإنجليزي على السودان حينها، حين قام مجلس قيادة الثورة بتحديد عددٍ من المبادئ التي تضمن أن يحصل الشعب السوداني على حريته كاملة غير منقوصة، وتمثلت تلك المبادئ في الاعتراف بحق السودان في تقرير مصيره، بجانب زاول الحكم الإنجليزي بكافة صوره المدنية والعسكرية على السودان، تلك المبادئ التي أظهرت حسن نوايا مصر تجاه السودان، وأنها لا تفصل بين حقوق الشعب المصري وحقوق الشعب السوداني، ما يعكس مدى اهتمام مصر منذ قيام الثورة بحقوق الشعب السوداني.
الدعم السوداني عقب أحداث نكسة 1967
وإيمانًا من الشعب السوداني بأخويته الشديدة التي تربطه مع الشعب المصري، لم يتوانى للحظة في تقديم كافة صور الدعم للجيش والشعب المصري بعد هزيمة 1967، أعلن حينها رئيس الوزراء السوداني محمد محجوب وقوف بلاده بجانب مصر وتلبية احتياجاتها الحربية، بجانب قيام السودان بقطع علاقتها مع إسرائيل على كافة الأصعدة والمستويات، بجانب نقل طلاب الكلية الحربية حينها من القاهرة إلى الخرطوم، بجانب استضافة السودان القمة العربية في الخرطوم التي اشتهرت بلاءاتها الثلاث «لاسلام، لا اعتراف، لا مفاوضات».
30 يونيو عهد جديد من العلاقات بين البلدين
شهدت العلاقات في الفترة التي أعقبت ثورة الـ 25 من يناير، وحتى تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام حكم البلاد تراجعًا في مستوى العلاقات بين البلدين.
إلا أنه مع تولي الرئيس السيسي الحكم سعى إلى إعادة العلاقات بين البلدين خاصة مع علمه أن تلك العلاقات ستسهم في زيادة القوة السياسية المصرية على المستوى الإقليمي.
فحرص الرئيس السيسي على تبادل الزيارات مع السودان، ما يعكس مدى عمق العلاقات المصرية السودانية على مدار التاريخ، بجانب عقد القمم واللقاءات والمؤتمرات التي توضح مدى اهتمام مصر بمصالح الشعب السوداني، ولعل ختام تلك القمم هي مؤتمر قمة دول جوار السودان الذي عُقد في يوليو الماضي بمدينة القاهرة لبحث سُبل حل الأزمة السودانية بما يتماشى ويتوافق مع مصالح الشعب السوداني في المقام الأول، إلى جانب محاولة مصر ودول الجوار إلى إيجاد حلول للوقف الفوري لإطلاق النار داخل السودان.
وتعد زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، هي الزيارة الأولى له عقب الأحداث التي اندلعت في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع في أبريل الماضي، ومن المقرر أن تناقش تلك الزيارة آخر مستجدات الساحة السودانية، بجانب بحث سبل تعميق التعاون والعلاقات بين البلدين، خاصًة في ظل سعي الجانبين للحفاظ على التاريخ الطويل من العلاقات الأخوية التي جمعت الشعبين.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً