كواليس الانقسام الإيراني بشأن الرد على إسرائيل، «الضربة قد تكون الليلة»
إسماعيل هنية
أحمد محمود
منذ اغتيال الاحتلال لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في فجر يوم الأربعاء 31 يوليو، ويقف العالم على قدم وساق في انتظار الرد الإيراني على الكيان الإسرائيلي، توقع خبراء أن يكون خلال أيام أو أسبوع على أقصى تقدير؛ ولكن مر ما يقرب من أسبوعين ولم ترد إيران أو أذرعها في المنطقة على إسرائيل، واكتفت بتصريحات تحمل وعيد لإسرائيل بأن الرد سيكون قاسي وسط تهديدات أمريكية برد قوي على طهران حال أقدمت على استهداف إسرائيل.
خلال الأسبوع الماضي بدأت وسائل إعلام أمريكية تتوقع أن يكون الرد خلال ساعات، ولكن ظلت إيران دون رد، بينما حركت واشنطن حاملات الطائرات، وقواتها استعدادا لأي رد إيراني مرتقب، في ظل محاولات من جانب قوى دولية للضغط على إيران لمنع أي رد قد يؤدى لاشتعال حرب إقليمية واسعة في المنطقة أو على أقصى تقدير يكون رد يحفظ ماء الوجه ولا يوجع إسرائيل.
انقسامات داخل إيران بشأن الرد على إسرائيل
متغير جديد شهدته الساحة العربية مساء الخميس الماضي، من خلال البيان الثلاثي الصادر من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية بالدعوة إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين تبدأ يوم الخميس 15 أغسطس، مع إعلان إسرائيل إرسال وفد مفاوضات لها في تلك المفاوضات، لتعلن حركة حماس خلال الساعات الماضية مشاركته في تلك المفاوضات، وهو ما يعقد الأمور على إيران وأذرعها بشأن اختيار توقيت الضربة، حيث إنه حال حدوث الضربة خلال بدء المفاوضات أو بعدها ستتهم طهران مباشرة بإفشال المفاوضات.
مراقبون في الشأن العربي والإيراني، كشفوا أن الضربة الإيرانية في الأغلب قد تكون الليلة أو ليلة الخميس قبل المفاوضات بساعات قليلة، وحال عدم الرد الإيراني، فإنه سيتم تأجيلها حال فشل المفاوضات من أجل توجيه الرد الذي توعدت به إيران الاحتلال خلال الأيام الماضية، خاصة أن الرد الإيراني يوافق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة المادة 51 من الميثاق، والتي تؤكد أن الدولة التي تعرضت لأي اعتداء داخلها يمس سيادتها فإن لها حق الرد، وهو ما يجعل لإيران حق الرد، لأن هذا يمثل انتهاك للسيادة، وعدوان على الأراضي الإيرانية.
انقساما حادا داخل الإدارة الإيرانية
المراقبون كشفوا أيضا أن الأيام الماضية شهدت انقساما حادا داخل الإدارة الإيرانية، بين جناحين، الأول يرى ضرورة الرد بشكل يكون أقوى من الرد السابق لإيران عندما أطلقت مجموعة مسيرات على الأراضي الإسرائيلية وتم إيقاع عدد كبير من المسيرات والصواريخ قبل وصولها للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان مبررهم في ذلك أنه حال عدم وجود رد قوى فإن قواعد اللعبة تكون قد أصبحت في يد إسرائيل وحدها وتهتز صورة إيران أمام أذرعها في المنطقة.
الجناح الداعي لرد قوى على إسرائيل يرى أيضا أن الرد يجب أن يكون بالتنسيق بين إيران وبعض أذرعها في المنطقة خاصة حزب الله الذي تعرض لاغتيال أحد أبرز قياداته والرجل الثاني بعد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وهو فؤاد شكر الله، الذي اغتالته إسرائيل يوم الثلاثاء 30 يوليو في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، وكذلك إدخال الحوثيين طرفا في الرد، لتكون ضربة ثلاثية، ليكون الرد مؤثرا على الاحتلال ويمنع أي استفزاز إسرائيلي مقبل ضد إيران.
توقعات لرد إيراني على إسرائيل
بينما الجناح الآخر يرى كسب أكثر عدد من النقاط قبل أي رد إيراني على إسرائيل، خاصة مع الوعود الأمريكية لإيران بالتراجع عن بعض العقوبات التي تم فرضها خلال الفترة الماضية، بجانب السماح لإيران باستكمال مشروعها النووي، حيث يرى هذا الجناح أن أي رد قوى من قبل إيران وأذرعها على إسرائيل سيقابله أيضا رد قوى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي حركت ترسانتها العسكرية نحو منطقة الشرق الأوسط، وأن واشنطن قد تستهدف مواقع خاصة ببرنامج الملف النووي الإيراني.
هذا الجناح يرى أن مشروع النووي الإيراني سيكون في مهب الريح حال أقدمت إيران على رد قوى على إسرائيل قد يؤدي إلى فشل المشروع الذي ظلت عليه إيران لسنوات عديدة، وعاد لها الأمل بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن البرنامج النووي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ولكن تعرقل مرة أخرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما جعل هذا الجناح يضغط من أجل الاكتفاء برد متفق عليه مع قوى دولية يحفظ ماء الوجه الإيراني ولا يضمن أي تصعيد في المنطقة تكون إيران خسارة بشكل قوى فيه.
الجناح المؤيد لضربة إيرانية قوية
على الجانب الآخر، يرى الجناح المؤيد لضربة إيرانية قوية، بأن الملف النووي الإيراني سيشهد تعقيدا كبيرا حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو الذي يرفض استكمال إيران لمشروعها النووي وسياساته المتشددة بشكل قوى ضد طهران على عكس كامالا هاريس التي يتشابه برنامجها بشكل كبير مع برنامج أوباما المنفتح مع إيران، لذلك يرى هذا الجناح أن كل الوعود الأمريكية قد تذهب سدى حال فوز ترامب وبالتالي تكون إيران قد فقدت هيبتها بعدم رد قوى على الاحتلال يوازى العملية التي نفذتها إسرائيل باغتيال الرجل الأول لحركة حماس داخل طهران.
وفي هذا السياق يؤكد جهاد أبو لحية، أستاذ النظم السياسية والقانون الفلسطيني، أن ما قامت به اسرائيل يعد انتهاك لسيادة إيران وعدم احترام القانون الدولي الذي يحظر اختراق سيادة الدول على أراضيها، حيث قتلت ضيف كان في حدث دبلوماسي ملبياً دعوة وجهت إليه لحضور تنصيب رئيس ايران جديد ، وبالتالي فإن إيران لديها الحق الكامل في الرد على هذه الجريمة التي تمت .
الرد الإيراني لن قبل بدء المفاوضات
ويضيف "أبو لحية"، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور" :"أتمنى أن لا يكون الرد الإيراني قبل بدء المفاوضات التي سوف تنطلق يوم الخميس والتي يبني عليها كثيرون آمالهم في أن تحقق نتائج ايجابية تنتهي بالوصول إلى وقف إطلاق النار، لأن أي رد ايراني قبل بدء المفاوضات يعني باختصار عدم انعقاد هذه الجلسات التفاوضية وسوف يكون ذريعة جديدة لنتنياهو ليتهرب من جديد من جلسات التفاوض .
وبشأن المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، يؤكد أليف صباغ، المحلل السياسي الفلسطيني، أن المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ الخميس، لا تعد مفاوضات اذا لم يشارك لها الطرف الفلسطيني، خاصة أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بعث برسالة واضحة، لن يشارك إلا إذا اوقف إسرائيل عدوانها، ولن يشارك تحت النار.
إجبار حماس على التوقيع على شروط الاستسلام
ويضيف أليف صباغ، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور"، أنه في الأصل هذه ليست مفاوضات إنما نقل رسائل وتهديدات لإجبار حماس على التوقيع على شروط الاستسلام التي يريدها نتنياهو، موضحا أنه وفقا للإعلام الإسرائيلي يحيى السنوار بعث برسالة إلى الوسطاء حدد فيها أهم شروط موافقته للعودة إلى المفاوضات، وقال فيه: "إذا كانت إسرائيل جدية عليها وقف العدوان قبل العودة للتفاوض".
وتابع: "في تقديري أن هذا الشرط ضروري وحيوي ويتوجب على الجميع أن يؤيد هذا الشرط، لأن الممارسة أثبتت أن ما يجري تحت النار ليس مفاوضات إنما محاولات لفرض شروط استسلام على المقاومة، ولأجل تحقيق ذلك، قبل كل جولة "مفاوضات"، وبعدها تقوم قوات الاحتلال بقتل أكبر عدد من المدنيين في مجازر مروعة.
وأشار إلى أن على الدول العربية أن توقف كل تفاوض فاشل ودموي من هذا النوع، حتى لا تتحول إلى وكيل لنقل رسائل التهديد إلى المقاومة وتبرير مجازره بحق المدنيين.
موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً