متحدث الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يتعامل معنا كجهة غير مشروعة، ونرى أشلاء كل يوم (خاص)
المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة
أيمن عبدالمنعم
-الاحتلال الإسرائيلي يتعامل معنا على أننا جهة غير مشروعة
-نعتمد على المؤسسات الإنسانية في الحصول على المعدات
-الاحتلال يمنع دخول المعدات الثقيلة أو سيارات الدفاع المدني
-نرى كل يوم أطفال ونساء تحولوا إلى أشلاء أو بترت أطرافهم
-حاولنا إنقاذ طفلة أسفل الأنقاض ولكن فشلنا بسبب قلة المعدات
-على الرغم من كوننا جهة خدمية إنسانية، الاحتلال يستهدف طواقمنا
مازال قطاع غزة يعاني ويلات الحرب، التي اندلعت منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، والتي طالت كل شيء في قطاع غزة، حتى أجهزة الإغاثة المدنية التي من المفترض أن تكون أيدي الحرب بعيدة عنها.
وخلال ما يزيد عن 300 يوم تقريبًا من الحرب على قطاع غزة، تعاني الأطقم الإنسانية من أسوأ وضع إنساني ومنافٍ للقانون الدولي يمكن أن تكون مرت به، والتي من بينها جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، وعلى إثره، أجرينا حوارًا مع المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، للوقوف على أوضاع طواقم الدفاع المدني داخل قطاع غزة.
ما هو جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، وكيف يتعامل الاحتلال معه؟
الدفاع المدني هو جهة خدماتية إنسانية تعمل في قطاع غزة، وطواقم الدفاع المدني حسب التشكيل والنظام الموجودة في فلسطين تنضم إلى قوائم وزارة الداخلية الفلسطينية.
والاحتلال الإسرائيلي يصنف جهاز الدفاع المدني على أنه مندرج تحت وزارة الداخلية الفلسطينية، ما يعني أنه بالنسبة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي جهة غير إنسانية وتعمل في نطاق غير مشروع.
كيف تحصل فرق الدفاع المدني الفلسطينية على المعدات والدعم اللازم؟
منذ أن تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الجهاز على أنه جهة غير مشروعة، ما يعني أن الدعم الذي يأتي إلى الدفاع المدني الفلسطيني ليس دعمًا رسميًا، ومنذ أن انقسم فلسطين إلى حكومتين واحدة في غزة وواحدة تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية، اختلف الوضع تمامًا فيما يخص الدعم والمساعدات، والآن بات الدفاع المدني بالنسبة للاحتلال جهاز غير مشروع.
ودفعت خطوات الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الذي تعرضت له فلسطين، الجهاز إلى الاعتماد في الحصول على الوقود والمعدات على الجمعيات، لكن في نفس الوقت لا تدخل كافة المعدات إلى القطاع وعليها فيتو من الاحتلال، مثل المعدات التخصصية التي تستخدم في عمليات الإنقاذ، وكذلك سيارات الدفاع المدني تمنع من الدخول وما تبقى هي سيارات متهالكة تحتاج إلى اخراج من الخدمة.
ومنذ بداية الحرب لم نحصل على لتر واحد من الوقود حتى اللحظة، ونعتمد أيضًا فيه على الجمعيات الإنسانية العاملة في القطاع.
ما هي كفاءة جهاز الدفاع المدني في القطاع منذ بدء العدوان؟
الكفاءة البشرية في جهاز الدفاع المدني عالية، لأن فرق الدفاع المدني تدربت على الأحداث المماثلة على أرض الميدان، مثل ما حدث في أحداث عام 2008 وأحداث 2012 التي شهدت تدميرًا كبيرًا في قطاع غزة، ولكن بعد 300 يومًا، للأسف لا توجد إمكانيات مادية كافية يمكن أن تساعد طواقمنا على أعمالهم الإغاثية، لكننا نعول على الكوادر البشرية بشكل كبير نتيجة النقص الواضح في المعدات.
كيف اختلفت المعدات التي يستخدمها الدفاع المدني عن بداية الحرب؟
في بداية الحرب، كانت هناك جرافات وحفارات والتي كانت تتبع لوزارة الاشغال والبلديات، ولكن بقرار من الاحتلال الإسرائيلي دمر قوات الاحتلال كافة الحفارات والجرافات، وخرجت جميعها تحت الأنقاض، ما جعل العديد من الشهداء يعلقون أسفل الأنقاض إذا كانت عملية إنقاذهم تتطلب معدات ثقيلة.
كيف تتعامل فرق الدفاع المدني مع أشلاء وجثث الأطفال والنساء في القطاع؟
هذا موضوع إنساني حساس وصعب، وله انعكاس نفسي بشكل كبير على طواقمنا، والتعامل مع فئة النساء والأطفال وانقاذهم ليس سهلًا، لكن يمكن القول إن فرق الدفاع المدني اعتادت على تلك المشاهد.
لكن هناك الكثير من الأحداث التي تخلق صفعة على وجوه طواقمنا أثناء العمل، خاصة عندما نرى أطفالًا تحولوا إلى أشلاء، ونساء بترت أطرافهم بسبب قصف أو غارة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتبقى مثل تلك الأشياء في ذاكرتنا ولا ننساها، ولا يمكن في الوقت نفسه أن نستسلم أمام تلك الأحداث، لأن الاستسلام يعني ببساطة أنك تنهي الخدمة، ما يجعلنا مجبرين على كتم الأحزان بداخلنا حتى نتمكن من إكمال مهامنا الإنسانية والإغاثية وتقديمها للمواطنين.
هل تتذكر حالة إنسانية معينة ظلت عالقة في ذاكرتك أو ذاكرة الطواقم خلال عملهم؟
ويمر علينا كل يوم العديد من الحالات الإنسانية تفطر القلب، ولكن أذكر من بين تلك الأحداث تدعى منة الله تلباني، استهدف الاحتلال منزلها في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وعلى الرغم من قصف الاحتلال لمنزلها هي وعائلتها، ظلت الطفلة باقية على قيد الحياة تحت أنقاض المنزل، وحاولت الطواقم الإغاثية من الـ 12 منتصف الليل وحتى الـ 5 فجرًا إنقاذها، وظلت تصرخ، لكن في لحظة من اللحظات اختفى الصوت واكتشفنا بعد الوصول إليها أنها ارتقت شهيدة.
وشابة فلسطينية أخرى تدعى ياسمين، استشهدت عائلاتها كلها وبقيت على قيد الحياة، واجتهدت الطواقم بشكل كبير جدًا لمدة بلغت سبع ساعات تقريبًا من العمل المستمر مع تلك الشابة، إلى أن أخرجناها أسفل الأنقاض وكانت الوحيدة هي الناجية، ولكن بعد يومين فارقت الحياة بسبب إصابتها بالنزيف الداخلي لتلحق بعائلاتها.
وهناك حالتان من حي الزيتون هو طفل وجدته، انتشلتهما الطواقم الإغاثية أسفل الأنقاض في حي الزيتون، ولكن شاء القدر أن يبقيا على قيد الحياة بعد وجودهما أسفل الأنقاض نحو 9 أيام، حيث وجدنا 32 من أفراد العائلة ارتقوا شهداء إلا الطفل وجدته.
هل يستهدف الاحتلال الإسرائيلي طواقمكم بصورة متعمدة؟
بكل تأكيد نتعرض كل يوم لـ «استهدافات» سواء مباشرة وغير مباشرة، فمثلًا فقدنا خلال الأيام الماضية 79 شهيدًا من طواقمنا، فمثلًا في منطقة الصنافور في تاريخ 3 ديسمبر من العام الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي 3 من طواقمنا استهدافًا مباشرًا، وقبل شهر من الآن استهدف الاحتلال 3 آخرين باستهداف مباشر، وأيضًا خلال حادثة مواصي خان يونس الأخيرة استهدف الاحتلال 3 من الطواقم هلال تلك المجزرة.
ونحن كدفاع مدني لدينا زي وسيارات خاصة، وترميز من قبل الصليب الأحمر الدولي أننا جهة معروفة ونعمل في كافة الأحداث الإنسانية والعسكرية، ولدينا الحصانة والحماية بموجب المواثيق والأعراف، لكن على الرغم من ذلك يستهدفنا الاحتلال الإسرائيلي سواءً بغارة مباشرة، أو باستهداف غير مباشر مثل قصف مناطق العمل التي يعمل فيها طواقم الدفاع المدني ما يتسبب في استشهاد الفريق الموجود، لكن يظل أمرًا غير مقبول خاصًة، وأننا من المفترض حاصلين على الحصانة الدولية.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
نتيجة الثانوية العامة 2024 في موقع الجمهور، يقدم موقعنا الإخباري خدمة لكل أولياء الأمور وطلاب شهادة الصف الثالث الثانوي العام، حصريا الرابط الرسمي للحصول علي النتيجة ودرجاتك بكل سهولة من خلال خانة الاسم ورقم الجلوس ونرصد لكم تنسيق الكليات والجامعات والمعاهد لعام 2024، بالإضافة لاختبارات القدرات وكيفية التقديم عقب الإعلان عن النتائج.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً