بنما تُقيّد الملاحة لمدة عام.. والبديل «قناة السويس»

قررت هيئة قناة بنما – أكبر منافس لقناة السويس- تقييد حركة الملاحة لمدة عام كامل جراء تراجع منسوب المياه اللازم لنقل السفن عبر سلسلة من البوابات الضخمة، وهو الأمر الذي يعني تحول 6% من التجارة العالمية إلى قناة السويس خلال العام المعلن عنه.

بدأت إجراءات هيئة قناة بنما بخفض عدد السفن التي يسمح لها بالعبور يوميًا من 40 إلى 32 سفينة، إلا أن الجفاف الراهن وفقا لظاهرة "إل نينيو" المناخية، تسبب في تراجع عمق المياه بشكل ساحق بحيث لا يسمح إلا بعبور سفن لا يتجاوز عمق هيكلها تحت سطح المياه 13 مترًا فقط.

قناة السويس البديل الأفضل

وأكد مركز دراسات المستقبل في دراسة للباحث محمد جاب الله، أن التغييرات المناخية هي التحدي التي يواجه التجارة العالمية في الوقت الراهن، مع اشتداد موجات الجفاف والأعاصير والعواصف وارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح والأمواج، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعطيل عمليات الشحن، وتباطؤ حركة مرور السفن، ويهدد القنوات البحرية والطرق الملاحية التي تنقل نحو 80% من التجارة العالمية.

خاصة الممرات التي تعاني في الأساس من محدودية مصادرها من المياه ومنها قناة بنما التي تتأثر بمواسم الجفاف والتغيرات المناخية وذلك حتى قبل توسيعها في عام 2016. وعلى الرغم من اتخاذها عدة تدابير للحفاظ على كمية المياه، فإن سقوط الأمطار على القناة في تراجع مستمر، مما تسبب لها في الجفاف الراهن.

ومن المرجح أن يؤدي استمرار التغيرات المناخية في قناة بنما نتيجة تراجع معدل سقوط الأمطار في السنوات المقبلة، إلى فرض مزيد من القيود على حركة ملاحة السفن العابرة للقناة، الأمر الذي سيقلل من تنافسية طريق قناة بنما أمام الطرق البديلة والمنافسة، ولاسيما طريق قناة السويس، خاصة بعد مشروعات التطوير وازدواج الممر الملاحي إضافة إلى عدم تأثرها بالتغييرات المناخية وسقوط الأمطار خاصة وأنها تستمد منسوب المياه من البحار التي تربط بينها.