من هوة الإفلاس إلى أكبر اقتصادات العالم.. كيف حققت البرازيل المعجزة؟
البرازيل
شيماء حمدالله
تجربة نجاح لأكبر اقتصادات العالم والتي ما كان لها أن تحدث إذ لم تتوفر إرادة شعبية ووعى جماهيري لأهمية النهوض.
الشعب البرازيلي بطبقاته الفقيرة هو من تحمل أعباء سياسات التقشف حتى تعافى اقتصاد بلاده، الذي استطاع تقديم عروض ناجحة وقوية.
وأصبحت البرازيل أحد أكبر الاقتصادات سريعة النمو في العالم بمتوسط معدل نمو سنوي أكثر من 5%، كما أنها أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وثاني اقتصاد في نصف الكرة الأرضية الغربي.
من هوة الإفلاس إلى قمة التقدم الاقتصادي
واجهت البلاد مثل دول أخرى في العالم، أزمة الديون خاصة بعد السياسات الاقتراضية المتهورة، كما شهدت تراجعا في معدلات النمو.
ثم انتهجت الحكومات خلال التسعينيات سياسات اقتصادية رأسمالية، حيث تبنت سياسات الانفتاح الاقتصادي وسياسات السوق وعمت البرازيل الخصخصة والتحرير الاقتصادي
ودخلت البرازيل مفاوضات مع صندوق النقد الدولي سعياً للحصول على قرض 15.5 مليار دولار، بينما رد الصندوق أنه لن يدفع حتى يطمئن إلى أن الرئيس التالي سيلتزم بسياسات كاردوزو للتقشف والخصخصة والتي تركت أثراً سيئا على الفقراء
كيف حققت البرازيل المعجزة الاقتصادية؟
نفذت البرازيل برنامجًا للتقشف وفقا لخطة صندوق النقد الدولي بهدف سد عجز الموازنة والقضاء على أزمة الثقة، لحل مشاكل الاقتصاد
وأدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد ومن ثم ساهم ذلك بقوة في القضاء على انعدام الثقة في الاقتصاد البرازيلي، وتلقت البرازيل 200 مليار دولار استثمارات مباشرة من 2004 وحتى 2011.
تسببت هذه الاستثمارات إلى رفع الطاقة الإنتاجية للدولة وهو ما يعنى توفير فرص عمل جديدة ومن ثم المساهمة في حل مشكلة الفقر.
وبعد ما كان صندوق النقد الدولي يرفض إقراض البرازيل في عام 2002 أصبح الآن مدين للبرازيل ب 14 مليار دولار.
وعملت البرازيل على التوسع في الزراعة واستخراج النفط والمعادن والصناعة حيث خطت البلاد خطوات واسعة في صناعات السيارات والطائرات، ومن أهم الأمثال شركة (امبراير Embraer)، والتي تعتبر ثالث أكبر شركة تصنيع طائرات تجارية بعد إيرباص وبوينج وأكبر شركة مصدرة ، وتمثل طائرات شركة «إمبراير» 37% من أسطول شركات الطيران الإقليمية في أمريكا.
أكبر اقتصادات العالم
كان الشركاء التجاريين الرئيسيين للبرازيل في عام 2008 مركوسول وأمريكا اللاتينية (25.9% من التجارة)، الاتحاد الأوروپي (23.4 %)، آسيا (18.9%)، الولايات المتحدة (14.0%)
ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، البرازيل على قمة البلاد من حيث التطور التصاعدي للقدرة التنافسية في 2009، وبحسب الاحصائيات الحكومية، هي أول بلد رأسمالي يضم أكبر عشر شركات للسيارات داخل أراضيها
وبحسب فوربس 2011، أصبح الاقتصاد البرازيلي سادس أكبر اقتصاد في العالم.
وفقا لتصريحات وزير المالية البرازيلي فإن بلاده حققت نموا بنسبة 2.7% في الوقت الذي حقق الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة 0.8%
ولتنمية الصادرات اتجهت البرازيل لتوطيد التعاون من خلال إنشاء تجمعات مركوسور (لأمريكا الجنوبية)، وتجمع البريكس (خمس دول يتراوح الناتج الإجمالي لكل منها بين 400 مليار إلى 8.2 تريليون دولار)، وساعدت تلك الجهود في مضاعفة صادرات البرازيل من 105 إلى 199 مليار دولار.
مجموعة البريكس
شكّلت البرازيل مع روسيا والصين والهند مجموعة بريكس BRICS) في 2009 ثم انضمت إليهم جنوب أفريقيا في 2010، وتنامي الكيان الاقتصادي الجنوبي في الوقت الذي يتدهور فيه الاتحاد الأوروبي
وقامت هذه المجموعة على أساس أنه بحلول 2050 ستنافس اقتصاديات تلك الدول اقتصاد أغنى دول العالم.
وتقوم البرازيل من خلال (بريكس) بمحاولة تقديم نفسها باعتبارها دولة صاعدة تسعى إلى وضع دولي أفضل، يتمثل في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً