القضاء على الهيمنة الغربية.. البريكس في مواجهة دول السبع
البريكس
أيمن عبدالمنعم
ظلت القوى الغربية هي المهيمن الأول على الاقتصاد العالمي لعقود من الزمان، فأصبحت وحدها تتربع على عرش الاقتصاد العالمي، هيمنة الغرب التي كانت إحدى نتائج الفترة التي تبعت انقضاء الحرب العالمية الثانية، خاصًة مع ظهور أنظمة اقتصادية مشوشة تطمح لتحقيق المثالية الاقتصادية دون ملامسة حقيقية مع أرض الواقع.
ولعل أبرز تلك النتائج هو تكوين تكتل يحوي بداخله أكبرالقوى الاقتصادية الغربية، والتي ظلت بفضل ثورتها الصناعية الغاشمة، بجانب عوامل مساعدة أخرى جعلتها القبضة المهيمنة والمسيطرة على مسارات الاقتصاد للعديد من دول العالم.
البداية عند مجموعة السبع
في عام 1997 اجتمعت دول الغرب تحت مظلة مجموعة واحدة، وهي تكتل مجموعة الدول السبعة الصناعية الكبار «جي-7»، والتي ضمت كلًا من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات الأمريكية.
التجمع الذي أصبح حينها هو أكبر تجمع لاقتصاديات دول العالم، والتي ظهرت قوتها بالتحديد عقب الفترة التي لحقت الحرب العالمية الثانية، خاصًة بعد أن استطاعت غالبية تلك الدول أن تظهر مدى قوتها الاقتصادية بجانب وزنها السياسي الغير مسبوق، ذلك بالإضافة إلى القوة العسكرية الضخمة، جميع تلك العوامل جعلت من تلك الدول على رأس دول العالم اقتصاديًا.
حصلت روسيا على العضوية الرسمية بمجموعة السبع في الفترة ما بين 1997 وحتى عام 2014، أعقب تلك الفترة تعليق العضوية الخاصة بروسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم، لتستكمل روسيا بمعاونة خمس دول أخرى مسار حلم اكتمال تكوين مجموعة البريكس ومحاولة القضاء على القطبية الأحادية الغربية في العالم.
مجموعة البريكس...وحلم إنهاء الهيمنة الأحادية
مجموعة «البريكس»، هي امتداد لكلمة قيلت على لسان الاقتصادي العامل بمؤسسة جولدمان ساكس الأمريكية، والتي كانت أطلقت على الأسواق الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين.
وعقب سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية المختلفة بين تلك الدول، وبالتحديد في مايو 2009 وعقب الاجتماعات التي عُقدت في يكاترينبورج بروسيا، صدر الإعلان التأسيسي، والذي جاء في المقام الأول بهدف إنشاء نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطب.
ويهدف التجمع في المقام الأول إلى كسر هيمنة الدولار على السوق العالمية، خاصًة وأن دول المجموع تتشبع بصورة كبيرة بالعديد من الموارد الاستراتيجية الهامة من الحبوب والنفط والأسمدة وغيرها من الموارد الاقتصادية الهامة.
نظام عالمي ثنائي القطب
وشهدت الآونة الأخيرة ظهور قوى اقتصادية جديدة على الساحة، بجانب ازدهار العديد من الدول النامية اقتصاديًا، مثل ما حدث مع الصين والهند التي شهدت نموًا اقتصاديًا عاليًا، ذلك بجانب انشاء بنك جديد للتنمية والذي يهدف في المقام الأول إلى محاولة إيجاد قوى تمويلية جديدة بجانب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وعلى هذا الصعيد أكدت المجموعة أن ذلك البنك وُجد في الأساس من أجل تحقيق توازن اقتصادي في العالم، ومحاولة الخروج من الهيمنة الغربية التي سيطرت بشكل أو بأخر على كافة المناحي الاقتصادبة العالمية.
ويعد انضمام مصر لتلك المجموعة دليلًا على قوة مصر اقتصاديًا في الوقت الحالي، وأن الاقتصاد المصري مازال يسير في درب صحيح نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً