تجمع بريكس في مرحلة اختبار القدرة على كسر هيمنة الدولار
معدلات التجارة الخارجية لتجمع بريكس
علاء شديد
في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة التي يمر بها الاقتصاد الصيني والحرب الراهنة بين روسيا وأوكراني، والعقبات التي تواجه سلاسل الامداد الدولية والإجراءات التي يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي، لوقف الارتفاعات المستمرة لمعدلات التضخم داخل الأسواق الأمريكية، هناك سؤال يتردد حول امتلاك تجمع "بريكس القدرة سريعًا على كسر هيمنة الدولار، خاصة مع الوضع في الاعتبار امتلاك التجمع لـ50% من أسواق العالم، إضافة إلى التحكم في 30% من الاقتصاد العالمي.
مبادرة روسية
أكد الخبير الاقتصادي أحمد السمري: تقود كل من روسيا والصين مبادرة وقف التعامل بالدولار داخل دول "بريكس"، وأيدت الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تلك المبادرة، وظهر ذلك بوضوح بإعلان الرئيس الروسي ضرورة وقف التعامل بالدولار، واعتماد نظام مالي جديد يشمل دول التجمع، في الوقت الذي سبقه اتجاه كل من الصين والهند إلى تنشيط حركة التجارة الدولية مع روسيا باستخدام العملات المحلية الثلاث، ومن ثم سيعتمد نجاح هذا التحول المالي على مدى قدرته في تقليل الاعتماد على الدولار ، على الأقل فيما بين أعضائه، خاصةً أن دول التجمع، ما عدا روسيا، لا تزال تتمتع بعلاقات اقتصادية - رغم موقفها السلبي بشأن الحرب في أوكرانيا- بالدول الغربية، ومن ثم سيصعب عليها فكرة التخلي الكامل عن استخدام الدولار والاعتماد على سلة عملات "بريكس" فقط. وما سيعقد الأمور أكثر هو احتمالات انضمام دول أخرى إلى المنظمة، ومدى قدرتها على التخلي عن الدولار واستبداله بعملات أخرى.
عملة جديدة
وأضاف السمري أنه خلال قمة بريكس التي انتهت منذ ساعات تم التوافق على وضع إطار لإطلاق عملة جديدة، إلا أنه لم تسفر الاجتماعات عن اطلاق العملة المنتظرة، وقد يكون السبب التوقعات التي تشير إلى أن الأعوام القادمة سوف تشهد انهيارًا للدولار، بفعل الضعف والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي، إلا أن الواقع يشير إلى صعوبة التحويل من عملة إلى أخرى أو سلة من العملات بين ليلة وضحاها، وبالتالي من المحتمل أن الأمر عدة أعوام حتى يحدث استقرارًا للهيكل المالي البديل للدولار، إضافة إلى أن احتياطات دول بريكس نفسها بالدولار، واستبداله بعملة أجنبية أخرى سيعرضهم لخسارة شديدة خاصة أنه من المعروف أن 80% من التجارة الخارجية تتم عبر الدولار.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً