كسوة الكعبة المشرفة، رحلة الخيوط الذهبية من مصر لمكة على مدار 7 قرون
من مصر، البداية التاريخية لكسوة الكعبة
الزهراء علام
تعتبر كسوة الكعبة المشرفة من أهم المراسم الإسلامية التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، تمتاز هذه الكسوة بقدسيتها وجمالها الفائق، وقد لعبت مصر دورًا رئيسيًا في تجهيزها وإرسالها إلى البيت الحرام على مدى سبعة قرون.
من مصر، البداية التاريخية لكسوة الكعبة
بدأت رحلة كسوة الكعبة من مصر في عهد الخليفة العباسي المأمون في القرن التاسع الميلادي، منذ ذلك الحين، أصبحت مصر المحطة الرئيسية لتجهيز الكسوة، حيث كانت ترسل إلى مكة المكرمة بشكل سنوي، واستمرت هذه العادة خلال مختلف العصور الإسلامية، بما فيها الفاطمية والمملوكية والعثمانية.
المكانة الروحانية لكسوة الكعبة
حظيت كسوة الكعبة بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث تعبر عن الحب والاحترام للكعبة المشرفة، وكانت الكسوة تصنع من أفخر أنواع الأقمشة، وتزين بأجمل النقوش الذهبية والفضية، والتي تحمل آيات قرآنية وتسابيح دينية.
مراحل تجهيز الكسوة
تزن الكسوة 1350 كيلو جرام وارتفاعها 14 مترا، تستهلك كسوة الكعبة 1000 كيلو جرام من الحرير الخام و120 كيلو جرام من أسلاك الذهب و100 كيلو جرام من أسلاك الفضة، يقوم بتنفيذ عملية تغيير كسوة الكعبة نحو 159 عاملا.
أجزاء كسوة الكعبة
كانت تتضمن مراحل تحضير الكسوة اختيار الأقمشة الفاخرة، ونسجها وتطريزها بالخيوط الذهبية والفضية، وكانت الكسوة عبارة عن أربعة أجزاء رئيسية: الستار الخارجي، والإزار، والرداء، وحزام الكعبة.
رحلة كسوة الكعبة إلى مكة
بعد الانتهاء من تجهيز الكسوة، كانت تُحمل في موكب رسمي يُعرف بـ"المحمل المصري"، كان المحمل يخرج من القاهرة في احتفال كبير يشارك فيه الآلاف من المصريين، وفقا للمصادر التاريخية تعتبر شجرة الدر هي أول من احتفل بخروج سترة الكعبة للأراضي المقدسة في موكب عرف بمحمل السترة المشرفة.
يتوجه محمل سترة الكعبة إلى ميناء السويس، حيث يُحمل على سفينة خاصة تتجه إلى جدة، ومنها تُنقل الكسوة إلى مكة المكرمة لتُزين الكعبة المشرفة في احتفال رسمي يُجرى كل عام.
كسوة الكعبة في العهد الحاضر
استمرت مصر في إرسال كسوة الكعبة حتى منتصف القرن العشرين، ثم توقفت لأسباب سياسية، لتتولى المملكة العربية السعودية مسؤولية تجهيز كسوة الكعبة بشكل كامل، وأقامت مصنعًا خاصًا في مكة المكرمة في حارة أجياد على مساحة 1500 متر مربع، وجلب الملك عبد العزيز آل سعود أمهر العمال لحياكة كسوة الكعبة.
تغيير كسوة الكعبة مع بداية كل عام هجري
وتشهد بداية العام الهجري الجديد، تغيير كسوة الكعبة المشرفة، مما يرمز إلى التجديد والصفاء الروحي، ويعزز هذا الحدث من روحانية المسلمين، حيث ينظرون إليه كفرصة للتأمل والتقرب إلى الله.
ويُعبر هذا الطقس الديني عن وحدة المسلمين وتلاحمهم في تكريم شعائر دينهم، مما يظهر التفاني والحرص على تقديم أفضل الخدمات لبيت الله الحرام.
وتُعتبر عملية تغيير كسوة الكعبة، مناسبة دينية هامة تجمع المسلمين من مختلف أنحاء العالم في التأمل والتسامح والتعبد، حيث ترمز إلى الاهتمام بالمكان المقدس والحفاظ على كرامته.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً