الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:45 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«30 ‎يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (12) تفاصيل خطاب للسيسي لم يذاع.. وسر آخر بيان بالزي العسكري

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

أحمد عجاج

A A

بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».

وتعد هذه السلسة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.

قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.

صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا، ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.

بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.

«30 يونيو.. أصل الحكاية»

«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة.

وتعد هذه السلسلة من الحلقات، مرجعية للأجيال المقبلة لتتعرف على فترة مهمة من تاريخ مصر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى أن تنضم إلى قائمة البلدان التي سقطت في دوامة اللا دولة.
 

خيار الشعب

قال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إنه‎ ‎فى الحادي والثلاثين من أكتوبر‎ 2013 ‎أقامت جامعة مصر للعلوم ‏والتكنولوجيا احتفالًا فنيًا بنادي الجلاء فى الذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر 1973، وفى الصالون الخاص تمت ‏دعوتي مع د. محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، ود. أحمد زكى بدر الوزير الأسبق، إلى جلسة سبقت ‏الاحتفال بحضور القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والفريق صدقي صبحى، وقادة الأفرع الرئيسية ‏للقوات المسلحة‎.‎
 

تفاصيل رؤية السيسي للبلاد عقب الثورة‎ ‎

يومها سألت السيسي عن رؤيته لما هو مقبل، كنت أريد أن أفتح مجالَا للحوار معه، وأسمع رؤيته ومدى ‏استجابته لمطلب الشعب المصري بدعوته للترشح لانتخابات الرئاسة‎.‎

قال السيسي: أنت تعرف حجم المشاكل التي تعانى منها البلاد، الشعب المصري حرم كثيرًا وتعرض للظلم ‏كثيرًا، إن جملة ما يتم صرفه فى مجال الموازنة العامة هو بالضبط لا يساوى أكثر من 10%‏ من حاجة ‏المصريين، البلد تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، والوضع الاقتصادي لا يساعد، كما أن الانفلات الحادث فى البلاد ‏يزيد الأوضاع الاقتصادية والأمنية سوءًا‎.‎

قلت له يومها، لكن مصر قادرة على الخروج من كبوتها‎!‎

قال: أنا معك ولكن مفاصل الدولة «فكت»، وهذا هو الخطر!! راح السيسي يتحدث فى هذا الوقت برؤية ثاقبة، ‏وفهم عميق لمشاكل الواقع المصري كأنه كان يقول، «كان الله فى عون كل من يتحمل المسئولية»، لذلك ‏عندما دخل إلى قاعة الاحتفال وصفق الحاضرون بشدة، كان سعيدًا للغاية، وقال: «أنا محتاج منكم شوية ‏معنويات».

 

مطالبات الشعب للسيسي بالترشح لانتخابات الرئاسة

فى هذا الوقت، وقف بعض الحاضرين ليطالبوه بحسم موقفه وإعلان موافقته على مطلب الشعب بترشيحه ‏لانتخابات الرئاسة، فقال: «ليس‎ ‎المهم الشخص الذى سيحكم ويجرى انتخابه، لكن الأهم هو كيف نحل معّا ‏المشاكل التي تواجهها مصر في الوقت الراهن»، كان المشير يعرف تمامًا أن القضية ليست فقط كرسي ‏الرئاسة، ولكن الأهم والأخطر هو كيف يحقق النجاح ويضع حدًا للأزمات المتفاقمة حال وصوله لمقعد ‏الرئاسة‎!‎
 

تفاصيل خطاب السيسي الذي لم يذاع

وفى هذا اللقاء، ألقى السيسي خطابًا لم تتم إذاعته، وتحدث فيه عن ثلاث نقاط مهمة تحدد أبعاد المؤامرة ‏وتبعث الأمل فى النفوس‎.‎

النقطة الأولى

متعلقة بالمخطط الذى كان يستهدف تفكيك الجيش، وهو مخطط سبق حتى حكم جماعة ‏الإخوان، نظر إلى الضباط والجنود الذين كانوا يشاركون فى الحفل وأشار إليهم بيده وقال: «أنتم المقصودون ‏يا أولادي، جيشكم الوطني الشريف هو المقصود»، ومع ذلك أنا أقول بكل الثقة، «لقد فشل المخطط، وسيبقى ‏جيشنا قويًا وموحدًا ومتماسكًا ليحمى مصر وليحمى شعبها‎».

 

النقطة الثانية

فقد تحدث فيها المشير عن الأمل رغم الأزمات والمشاكل، عن قدرة هذا الشعب على قهر ‏المستحيل رغم المؤامرات التي تحيط بنا من كل اتجاه، قال: «عندما أقول إن مصر أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا ‏فهذا ليس معناه أننى أبالغ أو أقول كلامًا بعيدًا عن الواقع، لا.. هذا ليس صحيحًا، وإلا ما كانت مصر قد نجحت ‏فى الخروج من هزيمة ‏67 إلى نصر أكتوبر 73،‏‎ ‎قال السيسي: «عندما أطلق عبدالناصر شعار إن ما أخذ بالقوة ‏لا يُسترد بغير القوة، لم يكن يظن أن النصر سيتحقق بين يوم وليلة، ولكنه اجتهد، واجتهد معه الجيش ‏والشعب حتى تحقق النصر بعد وفاته،‎ ‎ولذلك فإن شعار «مصر حتبقى أد الدنيا» إن لم يتحقق فى حياتنا فحتمًا ‏سيتحقق فى جيل آخر، المهم أن نعمل من أجل هذا اليوم‎».

صفق الحاضرون بكل حماسة، انطلقت الأصوات من القاعة وكأنها تشد على يديه، هتف الحاضرون للشعب ‏وللجيش وللشرطة‎.‎

النقطة الثالثة

وتحدث «السيسي» فى هذا اللقاء عن النقطة الثالثة المتعلقة بـ«الخيانة والخونة»، وقال: «أنا ‏لم أشهد كذبًا وتجنيًا فى حياتي كما شهدت خلال الشهور الأربعة الماضية»، كان السيسي يقصد جماعة ‏الإخوان وممارساتها وجرائمها الإرهابية والادعاء بالباطل والأكاذيب، وسرد معلومات غير صحيحة فى ‏تناولهم للأحداث التي شهد بها الجميع. كانت أحداث جامعة الأزهر تتصاعد فى هذا الوقت، وكان السيسي ‏يعرف أن المخطط سيمتد إلى بقية الجامعات بعد فشل الإخوان فى الحشد الجماهيري، ولذلك أوصى بالحوار ‏مع الطلاب، وقال: «هؤلاء أبناؤنا ولا بد أن يعرفوا حقائق الواقع بكل صراحة ووضوح‎».

وكان السيسي يدرك التفاصيل ويعرف الحقائق، لذلك ظل مترددًا طيلة هذا الوقت، كان يعيش لحظة صراع ‏حاسمة بين مسئولية «خطرة»، وتحديات تواجه الوطن وتلزمه بالاستجابة لإرادة الشعب‎!!‎
 

اعلان الترشح لانتخابات الرئاسة

وأمام تداعى الأحداث، وتصاعد المؤامرات، كان طبيعيًا أن يتخذ المشير قراره ويحسم أمره، خصوصًا بعد ‏نتيجة الاستفتاء التي وصلت إلى 98,1 قالوا «نعم»، وكذلك الحال فى المظاهرات العارمة التي خرجت فى ‏أعقاب الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير والتي كلفت المشير بالترشح للانتخابات الرئاسية‎.‎

ظل الشعب ينتظر إعلان القرار حتى جاء بيان المجلس الأعلى‎  ‎للقوات المسلحة الصادر فى 27 يناير 2013 ‏والذى كان بداية أول إعلان جاد من المشير بموافقته على الترشح والاستجابة لمطلب الشعب المصري‎.‎

لقد عُقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا اليوم وظل مستمرًا لأكثر من ثلاث ساعات تحدث فى بدايتها ‏‏«السيسي» عن الموقف العام فى البلاد والتحديات التي تواجه مصر، أخطرهم بأنه قرر الاستجابة لمطلب ‏الشعب، تحدث أعضاء المجلس جميعًا فأكدوا أنهم لا يستطيعون أن يردوا للشعب طلبًا، وقال له الفريق صدقي ‏صبحى رئيس الأركان «رغم تمسكنا بك فى القوات المسلحة، فإننا لا تستطيع أن نقف أمام المطلب الشعبي، ‏ندرك عظم المسئولية وخطورتها، ونعرف أنك ستواجه تحديات كبيرة، ولذلك نحن نوافق على قرارك، ونلقى ‏بك فى خضم الأزمة والنار من أجل مصر‎».

صدر بيان المجلس الأعلى، الذى قال كلامًا محددا، وأعطى للقائد العام الحق فى اتخاذ القرار، لكن البعض ‏سعى إلى تحوير الكلمات، واتهام المجلس الأعلى وكأنه يدعم مرشحًا رئاسيًا معينًا على حساب الآخرين‎.‎
انتظر المصريون حسم القرار، أو صدور إعلان من «السيسي» لكنه لم يفعلها، أصدر الرئيس عدلي منصور ‏قرارًا بترقيته إلى رتبة المشير، فاعتبر ذلك تمهيدًا لإنهاء الخدمة وإعلان السيسي عن الترشح، لكنه لم ‏يفعلها‎.‎

وفى يوم الأربعاء الخامس من فبراير نشر أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية ‏تصريحات للمشير أكد فيها «أن السيسي أبلغه بأنه اتخذ قراره النهائي بالترشح لانتخابات الرئاسة»، لكن ‏المشير التزم الصمت‎.‎
كانت أمريكا قد بدأت فى شن الحرب، حاولت إثناء «السيسي» عن الترشح، الحرب الإعلامية لا تتوقف لكن ‏الرجل يراقب الموقف عن كثب، ولا يريد أن يتفوه بكلمة واحدة‎.

وفى التاسع من فبراير أعلن حمدين صباحى عن اتخاذه قرارًا بالترشح للانتخابات الرئاسية، وفى ذات اليوم ‏حضر المشير الحفل السنوي لتكريم أسر الشهداء وهتف الحاضرون مطالبين المشير بالترشح،، إلا أنه رد ‏علىهم «بأن الشعب حر فى اختياره».
 

حملة ضغوط دولية لمنع السيسي من الترشح للانتخابات‎

اشتعلت حملة الضغوط من كل اتجاه، نشرت صحيفة «الوطن» معلومات على جانب كبير من الخطورة، أكدت ‏فيها أن ممثلين عن أجهزة استخبارات سبع دول اجتمعوا فى أحد فنادق إسطنبول بهدف منع «السيسي» من ‏الترشح للرئاسة ووضعوا خطة هدفها إغراق مصر فى فوضى مستمرة وخلق اضطرابات تستهدف الإطاحة به ‏فى أقرب فرصة، ثم اعتماد خطة تهدف إلى اغتياله‎.‎

فى هذا الوقت تعاقد التنظيم الدولي للإخوان مع شركة علاقات عامة، تستهدف شن حملات إعلامية موسّعة ‏فى صحافة وإعلام الغرب تحديدًا هدفها مواجهة ما سمته «بعسكرة مصر» ومنع وصول «السيسي» إلى ‏الحكم فى البلاد‎.‎

سرت شائعات فى هذا الوقت بأن «السيسي» ربما يعلن عن قرار ترشحه فى الذكرى الثالثة لرحيل «مبارك» ‏من الحكم فى الحادي عشر من فبراير ،2014 إلا أن ما تردد من معلومات لم تثبت صحته، وبدا أن المشير ‏لن يتخذ قراره سريعًا، التقى بعمرو موسى فى لقاء معلن وأكد له وفق ما أعلنه «موسى» أن قراره بالترشح ‏ربما يكون فى الأول من مارس 2013.

فى هذا الوقت بدأت المظاهرات الفئوية تنطلق باعتصام عمال‎ ‎المحلة، ثم سرعان ما انتشرت الاعتصامات ‏والإضرابات فى عدد كبير من الشركات والمرافق، وراح البعض يتساءل عن معنى التوقيت وعن حجم هذه ‏الإضرابات التي انطلقت فى وقت واحد رغم القرار بشرعية المطالب المطروحة‎.‎

وفى هذا الوقت، التقى المشير «السيسي» بعدد من الرموز المجتمعية، تحاور معهم، استمع إليهم أكثر مما ‏تحدث، تحدثوا معه عن المشكلات والتحديات وسألوه، متى يعلن قراره بالترشح، لكنه لم يعطهم إجابة ‏واضحة‎.‎
 

زيارة المشير السيسي إلي موسكو

جاءت زيارة المشير إلى موسكو مفاجئة للجميع فى يوم الأربعاء الثاني عشر من فبراير، لقد اصطحب معه ‏وزير الخارجية نبيل فهمى فى هذا الوقت، وكان للزيارة مردود إيجابي كبير على معنويات المصريين‎.‎

لقد لقى المشير تكريمًا كبيرًا من الرئيس الروسي «بوتين» وعندما نسب إلى «بوتين» أنه قال للمشير، «إن ‏قرار ترشحه للرئاسة هو قرار مسئول» خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «مارى هارف» لتدلى ‏بتصريح يعكس قلق واشنطن حيث قالت، «بالتأكيد نحن لا ندعم مرشحا، ولا أعتقد بكل صراحة أنه من حق ‏الولايات المتحدة أو بوتين أن يقررا شأن من سيحكم مصر.. القرار يعود إلى الشعب المصري‎».

كان موقف واشنطن مستفزًا إلى أقصى الحدود، فأمريكا هي التي لا تكف عن التدخل فى الشأن المصري ‏ومطالبة السيسي، بعدم الترشح وممارسة الضغوط والتحريض ضده فى كل مكان‎.
 

قانون الانتخابات الرئاسية

فى هذا الوقت، ثار جدل كبير حول قانون الانتخابات الرئاسية، لقد أحيل مشروع القانون إلى المحكمة الإدارية ‏العليا، انتهت منه السبت 1‏‎ ‎مارس ثم أصدره رئيس الجمهورية بعد ذلك‎.‎

كان السيسي قد أكد لكل من حوله أنه لا يستطيع إعلان الترشح للرئاسة قبل صدور قانون الانتخابات ‏الرئاسية، وقبل فتح باب الترشح للانتخابات حتى يتمكن من قيد اسمه فى الجداول الانتخابية، وهو أمر ‏دفع عمرو موسى إلى الإعلان عن أن المشير يحتمل أن يرشح نفسه بعد عشرة أيام أي ربما يوم العاشر من ‏مارس‎.‎

لقد انتظر المصريون تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، وتساءل الكثيرون، لماذا ‏يتولى المشير السيسي منصب وزير الدفاع فى الحكومة مرة أخرى، ليستمر أيامًا أخرى محدودة فيها، أمَا ‏كان من الأجدى ألا يعود إلى الحكومة مرة أخرى، أو ألم يكن من الأحرى أن تبقى حكومة «الببلاوي» حتى ‏العاشر من مارس، ثم يجرى تغييرها ولا يعود إليها المشير مرة أخرى؟‎!‎

كان الاعتقاد السائد لدى البعض أن هناك حالة ارتباك شديدة، وأن مثل هذا الموقف ينعكس بالسلب على ‏المشهد السياسي، وهو أمر عزز من الشائعات التي تتردد بأن المشير قد لا يرشح نفسه للرئاسة، وأن ‏ضغوطًا كبيرة تمارس ضده للبقاء فى منصب وزيرًا للدفاع فى هذا الوقت‎.‎
 

خطاب المشير السيسي في الكلية الحربية

فى يوم الثلاثاء 4 مارس 2014، ‏ألقى المشير عبد الفتاح السيسي خطابًا مهما فى الكلية الحربية بمناسبة انتهاء ‏فترة الإعداد العسكري والتدريب لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، تحدث فيه للمرة الأولى بشكل واضح عن ‏موقفه من الانتخابات الرئاسية‎، لقد حدد المشير فى هذا الخطاب ثلاثة محاور مهمة وأساسية هي‎:
 

المحور الأول

تناول فيه انتخابات الرئاسة، وفى هذا أعطى المشير‎ ‎السيسي إشارة واضحة ومحددة، ربما لم ‏يُجب خلالها عن كل التساؤلات، إلا أنه قال حرفيًا، كان البعض يتساءل «ولماذا لا يوجد حسم للأمر» وهنا ‏راح يجيب عن السؤال بالقول، «إن أي إنسان لا يشغل منصبًا عامًا يبقى حرا فى تصرفه كما يريد، ويستطيع ‏أن يعلن قراره براحته، ولكن عندما تكون هناك مسئوليات، فلا بد من الحفاظ عليها، وقال، هناك ترتيبات ‏كثيرة، نحن نعمل فى ظروف صعبة، ومع ذلك أقول، لا يستطيع أحد أن يعطى ظهره للمصريين»، وقال بلغة ‏حاسمة، «أرجو أن تكون الرسالة وصلتكم‎».

لقد تكررت هذه الإشارة، ولكن بشكل أكثر وضوحًا بعد انتهاء الخطاب، عندما سألت سيدة المشير عن الجدل ‏الدائر حول ترشحه للرئاسة من عدمه فى الشارع المصري، فقال بوضوح، «أقدار الأوطان ليست هينة، ولو ‏كنت مش ناوى أستجيب لإرادة الشعب لأعلنت ذلك منذ ثلاثة شهور، هذا‎ ‎الأمر حسم وانتهى‎».

المحور الثاني

المحور الثاني فى حديث المشير يدور حول المخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي المصري، عندما ‏قال: «لقد قلت إن الأمن القومي المصري مُعرّض للخطر، وإن هناك تهديدات تواجه مصر فى الوقت الراهن، ‏وإنه يجب الحرص حتى لا يتعرض أمن البلاد للخطر، فتدخل إلى نفق مظلم، لا نعرف كيف نخرج منه‎».

قال المشير: لقد كنت أدرك المخاطر المستقبلية، كنت أقرأها، وأنا على يقين من خطورتها على الأمن القومي ‏للبلاد، ثم قال أنتم تعايشون الأحداث، هناك أشياء معلنة، وهناك أشياء تحاك من خلف ستار‎.

لقد ذكر المشير الحاضرين بتداعيات الأزمة مع رئيس النظام السابق‎ ‎عندما قال، لقد أعطيت مهلة سبعة أيام ‏فى 23 يونيو 2013 كي يتفاهم مع القوى السياسية، لكنه أبى ورفض، فكررت وأعطيت مهلة 48 ساعة لإنقاذ ‏البلاد، لكنه ظل على موقفه‎.‎

قال، «لقد قلنا له إن هناك خطرًا قادمًا، وإن الخلاف السياسي يحاول البعض تحويله إلى خلاف ديني، وهذا ‏خطر على البلاد وأمنها، وقلت له إن ذلك خطر على أمن البلاد، لكنه ظل على موقفه، ولم يكن أمامنا من ‏خيار‎».
 

تحذيرات المشير السيسي من المؤامرات التي تحاك ضد مصر

كان المشير يحذِّر عبر كلماته، سواء تلك التي ألقاها فى الخطاب العلني، أو تلك التي أدلى بها إلى عدد من ‏رؤساء تحرير الصحف والقنوات الفضائية من المشاركين فى جلسة خاصة، من خطورة وحجم المخاطر التي ‏تحيط بمصر والمنطقة على السواء، لقد قالها بشكل واضح، انظروا‏ إلى ما يجرى حولكم الآن، هل هذا هو ‏الإسلام؟ هل هذا يُرضى ربنا، وراح يعيد الجملة ثلاث مرات‎.‎

لقد ناشد المصريين، محذرًا بالقول، عليكم أيها المصريون أن تتوحدوا وأن تحموا وطنكم. هناك تحديات صعبة ‏تواجهنا، هناك أوضاع وظروف اقتصادية غاية فى الخطورة‎.‎

لقد عاد المشير السيسي، إلى ذاكرة التاريخ ليدلل على أن هناك من كان يريد دفع البلاد إلى خطر الفوضى، ‏وقال: «لقد طلبت من الرئيس السابق عدة مرات أن يستمع إلى صوت الشعب، طرحنا عليه الاستفتاء على ‏الانتخابات الرئاسية المبكرة، وقلنا له إذا ما حصلتم على الأغلبية،‎ ‎فسينتهى كل شيء، إلا أنه رفض ذلك ‏بمنطق، يا نحكمكم يا نقتلكم‎».

المحور الثالث

تعلق بالتحديات التي تواجه مصر فى الوقت الراهن،‎ ‎وفي المقدمة منها التحديات الاقتصادية، ‏وقال: «إن أمامنا مشكلات متفاقمة من ثلاثين عاماً ويجب أن نتصدى لها بكل حسم وقوة‎».

وكان المشير محددا عندما قال، لا تظنوا أن النجاح فى تحقيق الهدف مرتبط فقط بالشخصية التي سيتم ‏اختيارها فى منصب الرئيس.. القضية أكبر من ذلك ولا بد من المشاركة الجماعية لجميع أبناء الشعب‎».

كان المشير السيسي يؤكد أيضًا فى اللقاء الإعلامي، أن من يختزل الأزمة الاقتصادية فى عجز الموازنة أو ‏حجمها أو الدعم الموجه إلى الطاقة، حساباته غير صحيحة، لأن حاجة المصريين أكبر بكثير من هذه الأمور، ‏لقد تحدث بإسهاب عن الموازنة العامة للدولة، وقال إن أقصى ما يتبقى لنا من هذه الموازنة بعد الأجور ‏والدعم وغيرها من الأمور هو فقط حوالى 160 مليار جنيه، مطلوب منها مدارس ومستشفيات وخدمات ‏وغيرها، وحذر المشير السيسي بكلمات من القلب من خطر السعي إلى هدم الدولة، أو تزييف الحقائق، ‏وطالب بضرورة عقد مؤتمر للإعلاميين للاتفاق على الخطاب الإعلامي الذى من شأنه أن يحمى الحرية ‏وثوابت الأمة‎.‎

وتحدث عن الفقراء بلغة عميقة وعن العشوائيات، وعن البطالة والفقر، تحدث عن سنوات التجريف التي ‏مضت، والتي جعلت الأمور تصل إلى هذا الحد، لكنه كان يزرع الأمل بكلماته‎.‎

تحدث المشير السيسي وغاص فى ذاكرة التاريخ الحديث، وتحديدًا بعد ثورة يناير، قال: «كنا نسمع صوت ‏الشعب، وكنا حريصين عليه، ولم نكن مستعدين أبدًا للتفريط فى حريته وحقه فى التقدم‎».

وهكذا استمر اللقاء مع المشير السيسي بحضور الفريق صدقي صبحى رئيس الأركان، فى هذا الوقت، وقادة ‏الأفرع الرئيسية لأكثر من حوالى ساعة ونصف الساعة، تحدث فيها من القلب بلا تزويق للكلمات أو سعى ‏لطرح مقولات فى غير موضعها‎.‎
 

اعلان المشير السيسي ترشحه للرئاسة

مضت الأيام ثقيلة، ظل الناس ينتظرون الإعلان النهائي وراح البعض يشكك فى الأمر حتى اللحظة الأخيرة، ‏وفى السادس والعشرين من مارس 2014‏ وبعد اجتماع مطول للمجلس العسكري بحضور الرئيس عدلي ‏منصور قرر المشير السيسي إصدار إعلان يتضمن قراره بالترشح ورؤيته لقضايا الحاضر والمستقبل، فى ‏حوالى التاسعة والنصف من المساء ذاته أطل المشير من شاشة التليفزيون المصري ليعلن عن قرار ترشحه ‏لانتخابات الرئاسة‎.‎


خطاب السيسي لإعلان ترشحه بالزي العسكري.

لقد أصر على أن يبعث برسالته مرتديًا الزى العسكري، وكأنه أراد أن يؤكد المعنى والدلالة، قال، «يا شعب ‏مصر العظيم، أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي، كقائد عام للقوات ‏المسلحة ووزير للدفاع، ارتديت الزى العسكري فى عام 1970 وكنت طالبًا فى الثانوية الجوية، وأترك الزى ‏من أجل الدفاع عن الوطن‎».

كانت الكلمات مؤلمة، وكان القرار صعبًا، كادت الدموع تنهمر من عينيه، وهو يردد الكلمات ذاتها خلال ‏اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس، إنها اللحظة الفارقة بين مرحلة وأخرى!! بدا ‏بسيطا وهو يقول، «بكل تواضع أعلن اعتزامي الترشح لرئاسة الجمهورية، وتأييدكم سيمنحني هذا الشرف ‏العظيم، وأنا أمتثل لجماهير الشعب المصري والترشح شرف لي طالبني به الشعب‎».

لقد أعلن فى مقدمة خطابه أنه قرر الاستجابة لإرادة الشعب، لكنه كان يدرك أن هذا الشعب العظيم الذى ‏طالبه بالقرار، ينتظر منه الكثير، الصراحة والوضوح، والوعى بحقائق المشاكل والتحديات‎.‎

لم يكن المشير «السيسي» أبدًا بعيدًا عن هذه الحقائق، كان يعرفها جيدًا، فالعسكرية المصرية لا تعنى فقط، ‏اقتصار المهمة فى الإعداد والقتال، بل تدفع دومًا بكوادرها إلى العلم والمعرفة والقدرة على إدارة الأزمات‎.‎
وعندما قال «السيسي»، «نحن المصريين لدينا مهمة شديدة الصعوبة والتكاليف» كان يتحدث بمنطق ‏المشاركة وليس بمنطق العصا السحرية التي يمتلكها فرد قادم إليهم من المؤسسة العسكرية الوطنية ليصدر ‏التعليمات والأوامر‎.‎

كان يريد أن يؤكد لهم أن الحسم ضروري لوضع حد للانهيار والحفاظ على مؤسسات الدولة التي تتعرض ‏للتأمر، لذلك قال بلغة واضحة: «إن الحقائق السياسية والعلمية والمجتمعية وصلت إلى حد يجب أن تكون فيه ‏المواجهة أمينة لهذه التحديات، التي عدّدها تحديدًا بالفقر وتراجع الأداء الاقتصادي والبطالة والمرض، ‏ناهيك عن المشكلات الأخرى التي يعرفها القاصي والداني‎».

يعرف «السيسي» أن المخزون الحضاري والموروث الثقافي لدى المصريين يضع قضية «الكرامة الشخصية ‏والوطنية، عنوانًا مهمًا فى دفاتره، لذلك استنهض بكلماته جموع المصريين عندما قال لهم، «إننا لا يجب أن ‏نعتمد على المعونات والمساعدات، إن مصر غنية بالموارد والشعب، وان المصريين يستحقون حياة أفضل ‏ويجب أن يعيشوا بأمن وحرية وكرامة، ويحق لهم الحصول على العيش والعمل والمسكن‎».

ثلاثة عناوين مهمة، تطرق إليها المشير فى كلمته التي بثها ‏‎ ‎للمصريين هي‎:‎

  • ‎إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى الترهل‎.‎
  • ‎عودة عجلة الإنتاج فى كل قطاعات الدولة بصورة قوية
  • ‎رد الاعتبار إلى الدولة، وإعادة ملامحها وهيبتها‎.‎

وعندما قال المشير، «مهمتنا استعادة مصر» شعر المصريون بحجم الأزمة والألم، ذلك أن مصر اختطفت ‏بعيدًا عنهم طيلة السنوات الثلاث الماضية تحديدًا‎.‎

لم يترك المشير الناس فى حيرة من أمرهم، لم يؤجل الكلمات إلى نهاية الخطاب، قال على الفور، وكأنه يريد ‏أن يبعث بالطمأنينة إلينا، «يجب أن يعلم الجميع أن مصر لها مكانتها والاستهتار بالبلد لا يمكن أن يمر» ولن ‏نسمح لأحد بالتدخل فى شئوننا، ونحن نسير وفق خارطة الطريق، نجحنا فى وضع الدستور، وسننجح فى ‏إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مصر ليست ملعبًا لطرف داخلي أو إقليمي أو دولي، نحن لا نتدخل فى ‏شئون الآخرين، ومن ثم فلن نسمح للآخرين بالتدخل‎.‎

كانت رسالة مهمة إلى المتآمرين على الوطن كانت تعنى أن الأيادي التي ستمتد حتمًا ستقطع، مهما كان ‏الثمن فى المقابل‎!!‎

لكل ذلك كان «السيسي» محددًا فى مواقفه، يعطى إشارات مهمة، يعرف أنها ضرورية وأنها عناوين ‏لبرنامجه الوطني‎.‎
 

رؤية السيسي ومبدأ المنافسة

وعندما قال إن اعتزامي للترشح، لا يصح أن يحجب حق الغير، كانت تلك رسالة بأنني أضع نفسى مع ‏المتنافسين أمام الشعب ليقرر الاختيار وعندما قال، «أدعو شركاء الوطن دون إقصاء أو تفرقة، نمد أيدينا ‏للجميع معلنين، أن أي مصري أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل فى المستقبل بلا حدود وبلا ‏قيود»؟ فهذا يعنى فى تقديري أن المشير حدد الرؤية على الوجه التالي‎:‎

أولّا: لا تصالح مع الإرهاب والإرهابيين الذين تمت إدانتهم وتم حظرهم، هؤلاء ليسوا شركاء الوطن، هؤلاء ‏أعداؤه الذين شاركوا فى استباحته وتهديد أمنه واستقراره‎.‎

ثانياً: إن كل من لم يدن بالقانون، آيًا كان توجهه السياسي أو الخلاف معه، فهو شريك فاعل فى بناء المستقبل، ‏وهنا يستعيد «المشير تجربة «نيلسون مانديلا» فى جنوب أفريقيا الذى دعا الجميع إلى نسيان الماضي ‏والتوجه نحو المستقبل‎».

ومن ثم فإن نسيان الماضي والتطلع إلى المستقبل لا يعنى بالقطع أن للخونة مكانًا وأن الإرهابيين شركاء، ‏وأن «الجماعة، التي باعت نفسها للشيطان ستعود مجددًا تحت أية صيغة لتكون رقمًا فى المعادلة ‏السياسية‎».

إن كل من برئت ساحته من الإرهاب، وكل من أعلن إدانته لنهج هذه الجماعة وتآمرها هو بالقطع شريك إذا ‏ما صدقت النيات وتخلى عن هذا التنظيم الإرهابي، أما هؤلاء الذين يدعون إلى المصالحة، وأياديهم ملوثة ‏بالدماء أو يريدون تحقيق مكاسب بتنازلات وهمية، عفا عليها الزمن وسقطت بإرادة شعبية، فهؤلاء بالقطع ‏لن يكون لهم مكان، لأن الكل يدرك أنها خطوة «تكتيكية» تستهدف إعادتهم إلى المشهد مجدداً حتى يتمكنوا ‏فى وقت لاحق من القفز إلى السلطة ليختطفوا مصر من جديد‎.‎

رسائل السيسي للشعب بضرورة التكاتف

أما حديثه عن المشاركة والمسئولية، فقد كان محددًا بكلمات وعبارات انتقاها جيدًا «صناعة المستقبل عمل ‏مشترك، عقد اجتماعي بين الحاكم والشعب، الحاكم مسئول عن دوره أمام الشعب، ولكن الشعب عليه أيضًا ‏الالتزام بالعمل والجهد والصبر، الحاكم سينجح بالشعب والعمل المشترك‎».

كانت الرسالة واضحة عبر عنها بكلمات منتقاة، وضع الكل أمام مسئوليته، قال إنه سيعقد اتفاقًا مع الشعب ‏يحدد فيه التزاماته ويكون عرضة للمحاسبة عليها، لكن الشعب أيضًا يجب أن يساعده بالعمل، والجهد، ‏والصبر‎!!‎

لقد حدد مسئولية الشعب المصري على الوجه التالي، العودة قورًا إلى العمل والإنتاج، تحمل المسئولية فى ‏النهوض، وبذل أقصى الجهود، وأيضًا الصبر على المطالب الفئوية، فالدولة لا تمتلك من الإمكانات ما يجعلها ‏وفية فى الالتزام بمطالب الفئات الشعبية المختلفة‎.‎

لقد سبق للمشير فى أكثر من لقاء أن تحدث عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع الأداء ومعدلات النمو، ‏كان يقول إن المصريين ظلموا كثيرًا، ولكن الدولة «كالمريض» الذى يحتاج فترة نقاهة لاستكمال العلاج، ‏يجب الصبر عليها، حتى يتم الإنقاذ، وغير ذلك سيكون الأمر صعبًا ومعقدًا وسيدفع الجميع الثمن بلا جدال‎.‎

إنها الكلمات نفسها التي سبق للمشير أن رددها فى وقت سابق، عندما طالبه البعض بالترشح للرئاسة، فقال ‏لهم، «أنا أصحو فى الخامسة صباحا لأمارس عملي، فهل أنتم مستعدون،» يومها قال كل من حضر هذا اللقاء ‏فى نادى الجلاء، «كلنا مستعدون كان طبيعيًا، والحال كذلك أن يؤكد المشير السيسي وضوحه وصدقه مع ‏نفسه ومع الشعب، فقال، «أنا لا أقدم المعجزات، بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود، ‏واعلموا إذا ما أتيح لي شرف القيادة، فإنني أعدكم بأننا نستطيع معًا شعبًا وقيادة أن نحقق الاستقرار ‏والأمان‎».

كانت الكلمات باعثة على الأمل، خصوصًا بعد أن جاءت فى أعقاب حديث عن تهديدات الإرهابيين الذين ‏يمارسون القتل والإرهاب، وهو أمر يستوجب العمل من أجل مصر خالية من الخوف والهلع والإرهاب، وقال، ‏‏«نموت أحسن ولا يُروع المصريون‎».

ومع حسمه للموقف من الإرهاب، كان المشير يتحدث عن الأمل عندما قال، «اسمحوا لي بأن أتكلم معكم عن ‏الأمل والحلم، ونحن نقود مصر لتصبح فى مصاف الدول المتقدمة وتَعلّم العالم كما علمته من قبل، وعندما ‏تحدث المشير عن حملته الانتخابية قال بشكل واضح، «لن تكون لديّ حملة انتخابية بالصورة التقليدية، وإن ‏شكل المستقبل سيكون من خلال برنامج، ورؤية له، بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات له بالترشح، وقال، ‏‏«طبعا البرنامج يجب أن يكون دون إسراف فى الإنفاق»، هكذا حسم المشير الأمر، لا أريد دعاية، ولا ‏مؤتمرات تقليدية، بل سأعرض برنامجي على الشعب وله وحده الخيار النهائي‎.‎

منذ هذا الوقت بداً المشير يعد العدة، اجتمع بالعديد من المتخصصين ناقش معهم الرؤى المطروحة، والخطط ‏التي أعدها بمشاركة العديد من الخبراء لوضع الحلول الناجحة للعديد من المشاكل المزمنة‎.‎

وفي يوم الثلاثاء 15 من أبريل تقدم مستشاره القانوني د. محمد أبو شقة بأكثر من مائتي ألف توكيل إلي اللجنة ‏العليا للانتخابات الرئاسية، رغم أنه حصل علي أكثر من نصف مليون توكيل، بينما تقدم المرشح الأخر حمدين ‏صباحي بنحو 31 ألف توكيل، وقبلها كان المشير السيسي قد رشح الفريق صدقي صبحي وزيرًا للدفاع بعد أن ‏ترك منصبه ووافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع علي هذا الترشح‎.‎

  • وفى الحلقة المقبلة انتظروا أسرارًا تنشر لأول مرة.

اقرأ أيضا:

30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة

30 يونيو.. أصل الحكاية، أسرار تنشر لأول مرة (1) المواجهة مع مرسي واستقواء الجماعة بالخارج وخيرت الشاطر الحاكم بأمره

«30 يونيو.. أصل الحكاية» أسرار تنشر لأول مرة (2) عن اقتحام السجون وتفاصيل لقاء الشاطر وتهديده للسيسي بتدخل أمريكا

«30 يونيو.. أصل الحكاية» خطاب النهاية (3) مرسي يهاجم معارضيه من مدينة نصر.. والجيش يحبط مخطط الإخوان لاعتقال رموز مصر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظات الحسم (4) كارت أحمر في الميادين ضد مرسي، وخطة «النفس الأخير» الأمريكية لإنقاذ الجماعة

«30 يونيو.. أصل الحكاية»، حان وقت الرحيل (5) سر مكالمة جون كيرى الأخيرة لـ «عمرو موسى» وفشل مخطط جماعة الإخوان لاقتحام مبنى المخابرات وترسانة أسلحة فى مكتب الإرشاد

«30 يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (6) أخطر 48 ساعة فى تاريخ مصر..تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى والاستقالات تضرب حكومة «قنديل» وواشنطن تتواصل مع خيرت الشاطر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» طريق الخلاص (7) بيان 3 يوليو الحاسم ومحاولات إقناع مرسي بالموافقة على حل وسط لإنقاذ البلاد من الدخول فى صراعات

«30 يونيو.. أصل الحكاية» ما بعد 3 يوليو (8) الإخوان يحاولون نشر الفوضى.. والمصريون يجبرون الإدارة الأمريكية على تغيير موقفها

«30 يونيو.. أصل الحكاية» التفويض الشعبي (9) كواليس وأسرار فض الاعتصامات المسلحة.. جماعة الإخوان ترفض كل المبادرات.. وتضرب برسالة «سليم العوا» عرض الحائط

«30 يونيو.. أصل الحكاية» اعتصام رابعة المسلح (10) مناورات محمد البرادعي لمنح الإخوان مزيدًا من الوقت وسر الحديث المشبوه مع واشنطن بوست

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظة الحقيقة (11) دعم الدول العربية لمصر بعد ثورة 30 يونيو ضد إرهاب جماعة الإخوان.. السعودية تتحدى أمريكا «لن نسمح بالعبث بأمن مصر»

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search