الأحد، 07 يوليو 2024

04:49 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظة الحقيقة (11) دعم الدول العربية لمصر بعد ثورة 30 يونيو ضد إرهاب جماعة الإخوان.. السعودية تتحدى أمريكا «لن نسمح بالعبث بأمن مصر»

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

أحمد عجاج

بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».

وتعد هذه السلسة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.

قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.

صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا، ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.

بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.

«30 يونيو.. أصل الحكاية»

«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة.

وتعد هذه السلسلة من الحلقات، مرجعية للأجيال المقبلة لتتعرف على فترة مهمة من تاريخ مصر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى أن تنضم إلى قائمة البلدان التي سقطت في دوامة اللا دولة.

لحظة الحقيقة

قال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إنه فى يوم الجمعة 11‏ أغسطس 2013، بعد يومين بالضبط من فض اعتصام رابعة والنهضة، وفى غمرة الحرب من الداخل والخارج ضد مصر، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمة الله عليه - بيانا بالغ الأهمية، عكس فى مضمونه معانى ودلالات محددة أكدت على:

‎1-‏ دعم مصر وثورتها ومسيرتها الظافرة لتحقيق الأمن والاستقرار، ورفض المخططات التى تهدف إلى نشر الفوضى والإرهاب وتقويض أركان الدولة، وهو ما عبر عنه خادم الحرمين بقوله «إن ما يجرى فى وطننا الثانى مصر من أحداث تسر كل عدو كاره لاستقرار وأمن مصر وشعبهاء، وتؤلم فى الوقت ذاته كل محب حريص على ثبات ووحدة الصف المصري».

2- التأكيد على أن هذه المحاولات التى تتعرض لها مصر من كيد الحاقدين، محاولات فاشلة، لأنها تقف ضد حقائق الأشياء والتاريخ وتستهدف ضرب وحدتها واستقرارها من قبل كل جاهل أو متعمد أوغافل عما يحيكه الأعداء.

3- مطالبة جميع شرفاء الوطن والأمة بالالتفاف حول مصر فى هذا الظرف التاريخى الصعبن وهو هنا وبعد أن تحدث عن الحاقدين والجهلاء والمتآمرين راح يستنهض القوى الحية فى المجتمع من أبناء مصر والأمتين العربية والإسلامية من العلماء وأهل الفكر والوعى والعقل والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد وعلى قلب واحد، فى وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها فى تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة، وآلا يقفوا صامتين غير آبهين لما يحداث، «فالساكت عن الحق كل شيطان أخرس».

4- أن موقف المملكة الداعم لمصر شعبًا وحكومة إنما هو موقف مبدئى بالأساس ضد الإرهاب والضلال والفتنة تجاه كل من يحاول المساس بشئون مصر الداخلية فى عزمها وقوتها وحقها الشرعى فى ردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا فى مصر.

‎- أطلق خادم الحرمين تحذيرًا واضحًا فى مواجهة كل من يتعمدون التدخل فى الشئون الداخلية المصرية بالقول، «ليعلم كل من تدخل فى شئون مصر الداخلية إنما هم بذلك يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الإرهاب الذى يدعون محاربته، آملا منهم فى أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، ذلك أن مصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك؛ وأنها قادرة بعون الله وقوته على العبور إلى الأمان، ويومها سيدرك هؤلاء أنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم».

كانت تلك هى الكلمات التى حواها البيان الموجز الذى صدر عن خادم الحرمين الشريفين، فى وقت تتكالب فيه قوى الخارج وإرهابيو الداخل على إحداث انهيار فى بنيان وكيان الدولة المصرية وفتح الطريق أمام حرب أهلية لاتبقى ولا تذر.

رد فعل الشارع المصري على بيان خادم الحرمين الشريفين

كان للبيان رد فعل جماهيرى واسع النطاق، أدرك المصريون فى هذه اللحظة التاريخية المهمة أن موقف المملكة؛ هو موقف مبدئي؛ لا تردد ولا تراجع فيه.

كان الموقف السعودى يعنى إشهارًا لتحدى السياسة الأمريكية والغربية الهادفة إلى محاصرة مصر، كان ذلك يعنى أن المملكة تقول لأمريكا «لن تسمح بالعبث بأمن مصر، وستفضح المخطط وسنتصدى لكل الأدوات التى تريد نشر القلاقل والإرهاب».

لم يكن الموقف سهلًا، فالمملكة تدرك أن لهذا الموقف ثمئًا كبيرًا، لكنها قررت فى هذه اللحظة التاريخية أن تطيح بكل التحذيرات والتهديدات وأن تعلن وقوفها إلى جانب مصر مهما كلفها ذلك من تضحيات.

لقد كانت السعودية ومنذ نجاح ثورة ‎30‏ يونيو واضحة فى موقفها جنبًا إلى جنب مع موقف دولة الإمارات العربية الشقيقة ورئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والكويت والأردن وفلسطين وغيرها، وأكدت المملكة منذ البداية على وقوفها إلى جانب مصر وثورتها، وقالت: «نشد على أيدى رجال القوات المسلحة جميعًا، ممثلة فى شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر فى هذه المرحلة من نفق مظلم، يعلم الله أبعاده وتداعياته».

لقد لقى هذا البيان ترحيبًا شعبيًا مصريًا واسعًا عبر عنه البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، الذى أكد فيه الرئيس عدلى منصور بالقول، «إن الشعب المصرى استمع إلى بيان خادم الحرمين الشريفين الواضح والجازم لدعم مصر حكومة وشعبًا، فى مواجهة الإرهاب الذى أطل بوجهه البغيض على أرض الكنانة»، وقال: «إن الأوقات العصيبة التى تشهدها الشعوب والأمم هى التى تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب، ومن ثم فإن بيان خادم الحرمين جاء ليؤكد من جديد على أصالة موقفه، وأن العالمين العربى والإسلامى فى أشد الحاجة إلى الإنصات للدعوة التى أطلقها خادم الحرمين لمواجهة الإرهاب الذى لا يراعى ديئًا ولا ذمة.

موقف الإمارات الثابت من رفض حكم الإخوان

أما دولة الإمارات فعادت لتكرر موقفها الثابت والمبدئى الرافض لحكم الإخوان والإرهاب، والمساند لمصر شعبًا وقيادة؛ حيث أكد البيان عن تثمين دولة الإمارات لبيان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معتبرة أن هذا التصريح ينم عن اهتمام خادم الحرمين بأمن مصر واستقرارها وشعبها، كما يأتى فى لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة شعب مصر الشقيقة واستقرارها فأنه أيضًا ينبع من حرص خادم الحرمين على المنطقة ويعبر عن نظرة واعية تدرك ما يحاك ضدها.

وأكد البيان الإماراتى إن الإمارات تغتنم هذه الفرصة لتؤكد وقوفها مع المملكة فى دعم مصر الشقيقة وسيادة الدولة المصرية، وتؤكد أنها تدعم دعوة خادم الحرمين لعدم التدخل فى شئون مصر الداخلية، وكذلك موقفه الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها انتصارًا لمصر الإسلام والعروبة، وقال: إن هذا ما عهدناه من خادم الحرمين من صلابة فى الموقف وجرأة فى قول الحق وطرح عقلانى هدفه مصلحة المنطقة واستقرارها وخير شعوبها.

موقف واشنطن من البيان السعودي

وفى واشنطن أثار البيان السعودى قلقًا كبيرًا لدى الدوائر الحكومية والاستخباراتية، حيث اعتبرت هذه الدوائر البيان بمثابة نقطة تحول فى مسار العلاقة الأمريكية - السعودية.

لقد سعت الرياض أكثر من مرة إلى الطلب من الولايات المتحدة مراجعة موقفها من الأحداث الجارية فى مصر، مؤكدة أن مصر هى حجر الزاوية فى المنطقة، وأن الرهان على تفتيتها وتقسيمها هو رهان خاطئ يعكس عدم وعى بحقائق الأمور على الساحة المصرية.

ولم يكن هذا الموقف جديدًا على المملكة، بل إن وصول جماعة الإخوان إلى الحكم وممارساتهم الإقصائية وإساءتهم للإسلام ومصلحة الوطن والأمة، قد أثارت انزعاجًا شديدًا لدى المملكة، إلا أنها فضلت عدم التدخل فى هذا الوقت وراحت تعارض فى صمت، متمنية لمصر التخلص من أزماتها.

ومع استمرار الإخوان فى نهجهم، كانت السعودية تبدى تخوفها على استقرار البلاد ووحدتها، خصوصًا عندما ثار الشعب المصرى على حكم الفاشية الدينية وأسقط نظام الإخوان.

القبض على المرشد العام للإخوان المسلمين

بعد نحو ستة أيام من فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، تمكنت أجهزة الأمن من القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان د. محمد بديع، مسددة بذلك ضربة فاعلة ومؤثرة للتنظيم الذى أعلن المواجهة مع الحكومة والشعب، واحتكم إلى السلاح والإرهاب بديلًا عن الانصياع لإرادة الشعب المصري.

ففى فجر الثلاثاء 20‏ أغسطس 2013، تحركت قوة من العمليات الخاصة والأمن المركزي، مع ضباط المباحث والأمن الوطني، وقامت بحصار أحد العقارات الخاصة بشارع الطيران على بعد أمتار قليلة من مكان الاعتصام المسلح الذى استمر فى ميدان رابعة العدوية لأكثر من 47 يومًا.

كانت التعلىمات الصادرة من وزير الداخلية «يجب معاملة مرشد الجماعة(الإرهابية) معاملة كريمة»، وبالفعل عندما ذهبت القوات بقيادة اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة، وإلى جواره فريق المباحث بقيادة اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فى هذا الوقت، تم إيقاظ د . بديع الذى كان غارقًا فى نومه، وتم إبلاغه بقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره على ذمة العديد من القضايا، أبرزها اتهامه بالتحريض على قتل عدد من المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد فى شهر يونيو 2013.

‏استسلم المرشد لقرار النيابة دون مقاومة، وتم اصطحابه إلى سجن العقرب حيث جرى معه تحقيق فى القضايا المتهم فيها، كما جرى إخضاع عنصرين من الجماعة كانا يرافقانه للتحقيق بتهمة التستر عليه.

كان قرار القبض على المرشد ضربة أمنية موجعة للجماعة، خصوصًا أن د. بديع كان يتولى خلال الفترة الماضية إصدار التعليمات لأعمال العنف والاعتداء على المنشآت وقتل الآمنين والأبرياء.

العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة

كانت الأجواء فى مصر مفعمة بالحزن، بعد قيام جماعات إرهابية بمشاركة وتعليمات صادرة من قيادة الإخوان بشن حرب لا هوادة فيها ضد قوات الأمن والجيش والمنشآت الحيوية فى سيناء، حيث سقط المئات من الضباط والجنود شهداء وجرحى منذ الثالث من يوليو 2013.

كانت العملية الإرهابية الجديدة التى ارتكبت مدوية لقد أدت إلى استشهاد 25 جنديًا من جنود الشرطة المصرية وجرح اثنين آخرين، وهو أمر أصاب الرأى العام بالصدمة والحزن الشديد ودفع الجماهير إلى مواجهة الإخوان وحرق مقراتهم وممتلكاتهم فى بعض المناطق.

اعتداء التنظيمات الإرهابية على الجنود

لقد اعترض عدد من المسلحين المنتمين للتنظيمات الإرهابية فى وقت مبكر من صباح الاثنين 19 أغسطس حافلتى ميكروباص تقلان ‎27‏ ‏مجندًا كانوا متوجهين للحصول على شهادات إنهاء خدمتهم العسكرية، وبالقرب من منطقة «سادوت» الواقعة بالقرب من منطقة الشيخ زويد فى سيناء، تم إنزال الجنود عنوة، ثم طلبوا من السائقين الانصراف.

كان الاتجاه هو اختطاف الجنود والمقايضة عليهم بالإفراج عن محمد الظواهري، الذى تم القبض على يوم الأحد 18‏ أغسطس 2013، وكذلك الإفراج عن آخرين، إلا أن الإرهابيين راجعوا أنفسهم وقرروا إعدام الجنود على الفور، باعتبار أن تلك هى أقوى رسالة يمكن أن توجه إلى النظام.

وبسرعة البرق تم إطلاق الرصاص عليهم مما أدى إلى استشهاد خمسة وعشرين منهم، بينما بقى اثنان فى حالة خطيرة.

هلّلت الجماعة وأنصارها للجريمة البشعة، بعضهم راح يردد أن إعدام الجنود جاء ثأرًا لواقعة سقوط 36 إخوانيًا من المقبوض عليهم بالاختناق، نتيجة إلقاء قنبلة غاز مسيل للدموع داخل إحدى السيارات لتحرير ضابط شرطة اختطفه عدد من المقبوض عليهم من جماعة الإخوان، وعندما حاول الأمن تحريره حدثت الواقعة.

لم تستغرق عملية قتل الجنود فى سيناء أكثر من خمس دقائق نفذ فيها الإرهابيون حكم الإعدام الجماعى دون أى تردد أو وخزة من ضمير، لم تكن عملية سيناء الإجرامية هى الحدث الوحيد على الساحة، كانت المؤامرة مكتملة الأركان، أعمال عنف فى القاهرة والعديد من المحافظات، وضغوط دولية تمارس وسط ضجيج من التهديدات التى تنطلق من واشنطن إلى دولة «الأكوادون! فى هذا اليوم تحديدًا «الاثنين» كان مندوبو دول الاتحاد الأوروبى يجتمعون فى بروكسل، لبحث اتخاذ الإجراءات العقابية ضد مصر، التى كان يمكن أن تصل إلى حد منع تصدير الأسلحة وقطع المعونات كبداية لمسلسل من العقويات لا أحد يعرف مداه.

اجتماع مندوبو الاتحاد الأوروبي

وقبيل أن يعقد مندوبو الاتحاد الأوروبى اجتماعهم وسط أنباء عن وصول البرادعى سرًا إلى بروكسل ولقاء بعض ممثلى هذه البلدان لتحريضهم ضد مصر، كان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل قد أنهى زيارته إلى باريس، التى التقى خلالها الرئيس الفرنسى وطلب منه التوقف عن التصعيد ضد مصر استنادًا إلى معلومات وتقارير خاطئة.

كانت الزيارة مهمة للغاية، من قبل فعلها أيضًا وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد، وكان الهدف هو تخفيف الضغط الأوروبى والأمريكى على مصر والتحذير من خطورة دعم هذه البلدان لجماعة الإخوان ومخططاتها التى تستهدف كيان الدولة المصرية.

لقد توقف المراقبون أمام البيان التاريخى المهم الذى أصدره وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل فى هذا اليوم بعد انتهاء زيارته لفرنسا التى اصطحبه فيها سفير المملكة فى مصر أحمد القطان.

بيان الخارجية السعودية للقوي المعادية لمصر

لقد تضمن البيان السعودى أقوى رسالة تحذير إلى القوى المعادية لمصر والحاضنة للإرهاب، وهو بيان جاء انطلاقًا وترجمة للبيان الذى أصدره خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة ‎16‏ أغسطس 2013، ‎بعد يومين من فض اعتصام رابعة.

وأبرز النقاط التى تضمنها بيان الخارجية السعودية هي:

- إن ما تشهده مصر حاليًا يعبر عن إرادة أكثر من ‎30‏ مليون مصرى خرجوا فى الثلاثين من يونيو معبرين عن رغبتهم فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ورفض القيادة السابقة لإعلان خارطة جديدة تقود إلى بر الأمان.

إن ما حدث فى ‎30‏ يونيو لا يمكن أن يوصف بالانقلاب العسكري، إذ أن الانقلابات العسكرية تجرى تحت جنح الظلام، كما أن من تولى الحكم فى مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري.

- إن السعودية تتظر بأسف شديد إلى ما تشهده مصر من أحداث وتطورات بلغت ما نراه من حرب فى الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، وترويع المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها من قبل تيار يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية.

- إن الحكومة حاولت فض الاعتصامات بشتى الطرق السلمية فى رابعة والنهضة، إلا أنه وللأسف قوبلت هذه الجهود بالتعنت والرفض بل ومواجهتها بالعنف عبر استخدام السلاح وقنابل المولوتوف ضد رجال الشرطة والمواطنين على السواء، وأنه لابد من الإشادة بما قامت به الحكومة المصرية وقدرتها على فض الاعتصامات فى فترة زمنية قصيرة وبأقل عدد من الأضرار.

- إن ما تشهده مصر من محاولات حرق المساجد والكنائس والمنشآت العسكرية وأقسام الشرطة، وترويع الآمنين ومحاولة تحويل الأزمة إلى حرب شوارع وتزامن هذا النشاط الغوغائى مع العمل الإرهابى فى سيناء، يؤكد أن المتبع واحد، وهو أمر يتنافى مع سلمية الاحتجاجات، مع الأخذ فى الاعتبار أن جميع قوانين دول العالم تمنع وبشكل قاطع أى تظاهرات مسلحة أو تهديد للمواطنين أو المساس بالممتلكات العامة أو تعطيل الحياة ومصالح المواطنين.

- إنه وإذا كانت المملكة ترى للأسف الشديد أن بعض المواقف الدولية أخذت مسارًا غريبًا فى تجاهل هذه الحقائق الدامغة، وكأنها تريد التغطية على جرائم حرق مصر وقتل شعبها الآمن، وتشجيع هذه الأطراف فى التمادى فى هذه الممارسات فإنها تلتزم الصمت على الجرائم التى تمارس فى سوريا، وأن السعودية والعالم العربى والإنسانى لن ينسى هذه المواقف، وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذى انتهكت فيه الحقوق بتبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إليها ضمير، بما يعكس كونها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية واستقرارها فمصر لا يمكن أن ينالها سوء.

- إن المملكة تؤكد أن كل الدول التى تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر عليها أن تعلم أن التدمير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها، بل سينعكس على كل من أسهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجرى على أرضها اليوم.

- إنه فى ضوء ذلك وإزاء المواقف الدولية السلبية تجاه مصر، كان لابد للمملكة أن تقف وقفة عز وحق معهاء؛ فمصر تعتبر اهم وأكبردولة عربية؛ ولا يمكن أن تقبل المملكة أن يرتهن مصيرها بناء على تقديرات خاطئة؛ ولذلك كانت رسائة خادم الحرمين الشريفين رسالة واضحة وقوية وتنبع

من خلقه الإسلامى الذى يجعله يقف دائَمًا مع الحق دون أن يأبه بمصالح أو تحقيق مكاسب زائلة.

- إن ما يحدث فى مصر ليس إلا إرهابًاء لا يراد به خير لمصر ولابد من مواجهته والتصدى له بكل قوة وحزم؛ وإلا فإن الإرهاب سيحقق ما يخطط ضد مصر واستقرارها؛ كما أن خادمالحرمين الشريفين طالب بعدم التدخل فى الشئون الداخلية فى مصر؛ وأن يترك هذا الأمر لشعبها وقيادتها فهم أدرى بشئون بلادهم. 

على جرائم حرق مصر وقتل شعبها الآمن؛ وتشجيع هذه الأطراف فى التمادى فى هذه الممارسات فإنها تلتزم الصمت على الجرائم التى تمارس فى سوريا؛ وأن السعودية والعالم العربى والإنسانى لن ينسى هذه المواقف؛ وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذى انتهكت فيه الحقوق بتبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إلىوها ضمير؛ بما يعكس كونها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية واستقرارهاء فمصر لا يمكن أن ينالها سوء.

- إن المملكة تؤكد أن كل الدول التى تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر علىوها أن تعلم أن التدمير والخراب لن يقتصر على مصر وحدهاء؛ بل سينعكس على كل من أسهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجرى على أرضها اليوم.

- إنه فى ضوء ذلك وإزاء المواقف الدولية السلبية تجاه مصر: كان لابد للمملكة أن تقف وقفة عز وحق معهاء؛ فمصر تعتبر اهم وأكبردولة عربية؛ ولا يمكن أن تقبل المملكة أن يرتهن مصيرها بناء على تقديرات خاطتة؛ ولذلك كانت رسائة خادم الحرمين الشريفين رسالة واضحة وقوية وتنبع من خلقه الإسلامى الذى يجعله يقف دائَمًا مع الحق دون أن يأبه بمصالح أو تحقيق مكاسب زائلة.

- إن ما يحدث فى مصر ليس إلا إرهابًاء لا يراد به خير لمصر ولابد

من مواجهته والتصدى له بكل قوة وحزم؛ وإلا فإن الإرهاب سيحقق ما يخطط ضد مصر واستقرارها؛ كما أن خادمالحرمين الشريفين طالب بعدم التدخل فى الشئون الداخلية فى مصر؛ وأن يترك هذا الأمر لشعبها وقيادتها فهم أدرى بشئون بلادهم.

- إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا وقفت وستقف دائما مع مصر:؛ وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولى بمصيرهاء؛ وأن يعبث بأمنها واستقرارهاء وأن المملكة جادة ولن تتهاون فى مسائندة الشعب المصرى لتحقيق أمنه واستقراره؛ وأن من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها مردود علىه بأن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكانياتها ولن تتأخر عن تقديم يعد العون لمصر؛ لأن مصيرنا واحد؛ وكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك.

كانت تلك هى أهم النقاط التى تضمتها البيان المهم والخطيرالصادر عن وزير الخارجية السعودى الذى ترجم مضمون الأهداف العامة التى أعلنها خادم الحرمين الشريفين فى بيانه القوى الصادر يوم الجمعة 16 ‏أغسطس 2013 ‏وقد أثار بيان الخارجية؛ كما أثار بيان خادم الحرمين الشريفين ردود أفعال عديدة لدى الدوائر الأمريكية والغربية والقطرية والتركية.

تقاصيل الموقف على أرض الواقع

كانت تفاصيل الموقف على الأرض حتى هذا الوقت تؤكد على عدد من

الحقائق أهمها:

- أن الدولة المصرية لا تزال تمتلك هى وحدها المبادرة؛ وقد خرجت

من حال رد الفعل إلى الفعل بما يعيد للدولة هيبتها ويجعل القانون فى المواجهة أداتهاء وأنه فى الوقت الذى تخوض فيه الدولة حربا ضد الإرهاب وتراجع الأداء الاقتصادي، فإنها نجحت حتى الآن فى حماية البلاد من الوقوع فى خضم الأزمات الحياتية الاقتصادية.

- أن الدولة استطاعت خلال فترة وجيزة تجفيف العديد من المنابع التنظيمية والمالية، حيث جرى تنفيذ قرارات النيابة بالقبض على قادة الجماعة وكوادرها من المحرضين ودعاة العنف والإرهاب؛ كما جرى تفكيك العديد من الشبكات التى كانت تتولى إدارة عمليات العنذف والتسليح والحشد.

- أن صمود الدولة وتمسكها بمواقفها المبدئثية ورفض الضغوط الإقليمية والدولية؛ التى أرادت القفز على حقائق الواقع الجديد ورفض العودة إلى مرحلة ما قبل ثورة ‎30 ‏ يونيو، أربيك حسابات جماعة الإخوان وفضح أكاذيبهم فى مواجهة القوى الحليفة لهم؛ مما أثر بالسلب على مواقف العديد من هذه القوى التى راحت تدعو إلى حل سلمى بعيدًا عن العنف والإرهاب.

- أن نجاح قوات الأمن المصرية فى فض اعتصامى رابعة والنهضة

بطريقة شفافة وحرفية عزز من ثقة الجماهير فى أداء المؤسسة الأمنية وكشف هشاشة المواقف الأخرى وفضح أكاذيبهم.

- سقوط رهانات الجماعة فى إشعال فتنة طائفية فى البلاد بسبب صمود الأقباط ورفض الانجرار للمخطط، والاستقواء بالأجانب مما كان له أثر كبير فى انهيار مخطط الجماعة لإشعال الفتنة التى قدر لها أن تبدا فى الصعيد بهدف فصله عن جسد الوطن والسيطرة علىه؛ ولذلك تم تكثيف العمليات الإرهابية فى الفيوم وبنى سويف والمتيا تحديدًا كبداية لتنفيذ المخطط إلا أن الفشل كان من نصيبهم.

- تراجع حدة الموقف الدولى تجاه مصرء؛ بسبب الدورالذى لعبته إلى جاتب مصر العديد من البلدان العربية وتحديدًا السعودية والإمارات؛ ومن خلال الاتصالات والزيارات التى قام بها المسئولون فى هذه البلدان إلى دول الخارج؛ بهدف شرح الحقائق والوقائع الصحيحة والتحذير من خطورة المساس بوحدة مصر ودعم الإرهاب.

موقف الإمارت ودعم مصر

فى هذا الإطار لا يمكن تجاهل موقف دولة الإمارات المبدئى منذ البداية؛ وقد كان الشيخ محمد بن زايد يتصدر المشهد بالإنابة عن الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات (رحمة الله عليه) وبقية أركان الحكم والجماهير.. لقد عبر الفريق صدقى صبحى عن ذلك عندما قال: «إن موقف

الإمارات ودعمها لجميع مطالب الشعب المصرى التى خرج من أجلها فى ثورة ‎3‏ يونيو؛ سيذكره التاريخ؛ وإنه كان من أهم المواقف فعالية فى نجاح الثورة وتثبيت أركانها وقدرتها على حرب الإرهاب الذى تقوده جماعة الإخوان ضد الشعب منن إعلان خارطة الطريق فى3 يوليو وحتى الآن».

زيارة رئيس الأركان للإمارات

كان رئيس الأركان فى هذا الوقت يقر واقعًا معروحًا للجميع؛ لكنه تعمّد أن يؤكده مجددًا خلال زيارته إلى دولة الإمارات التى قام بها خلال النصف الأول من شهر فبراير 2014 ولقائه بعدد من كبار المسئولين فى الدولة.

لم يكن موقف الإمارات مقصورًا على الدعم الاقتصادى ومواصلة الطريق الذى بدأه حكيم العرب رحمة الله علىه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ ولكنه وكما قال الفريق صدقى صبحى شمل الدعم السياسى أيضًا؛ حيث وظفت الدبلوماسية الإماراتية كل رصيدها السياسى القوى على الصعيدين الإقليمى والدولى فى الاعتراف بثورة الشعب؛ وأن انحياز الجيش المصرى العظيم لهذه الإرادة هو عمل تتجلى فيه أسمى وأنبل المعانى الوطنية. 

وخلال الزيارة التى تعد الثانية لرئيس الأركان المصرى منن توليه منصبه؛ سمع الفريق صدقى صبحى كلامًا من كبار المسثولين بدولة الإمارات؛ وفى مقدمتهم الشيخ الفريق محمد بن زايد نائب القائد العام للقوات المسلحة وولى عهد أبوظبي؛ مما يؤكد هذه المعانى مجدداء والاستمرار فى دعم مصر وثورتها العظيمة التى أسقطت حكم الإرهاب والتآمر والخيانة.

لم يكن الموقف غريبًا؛ بل كان تأكيدًا لمواقف سابقة تجلت على يد الشيخ زايد بن سلطان منذ حرب أكتوبر 1973عندما تحرك بدافع من المسئولية القومية ليلعب الدور الأساسى جنباً إلى جنب مع الراحل العظيم الملك فيصل بن عبدالعزيز فى مساندة مصر وسوريا فى تحقيق هذا الانتصار العظيم؛ كانت مواقفه وكلماته واضحة ومحددة ستبقى خالدة فى الذاكرة العربية وفى ذاكرة المصريين على وجه الخصوص.

كانت الإمارات واضحة منن البداية فى موقفها من جماعة الإخوان؛ لقد عرفقوا هذه الجماعة.؛ ودرسوا مواقفهاء؛ وأدركوا غدرهاء وانقلابها وتآمرها على دولتهم شعبًا وحكومة؛ قدموا لهم كل شيء؛ فتحوا لهم الأبواب؛ لكن الآخرين كان هدفهم إسقاط الدولة والاستيلاء علىها وتوظيف ثرواتها لخدمة مخططاتهم الإرهابية فى شتى أنحاء العالم. كان الموقف الإماراتى منذ البداية لا تعاون مع حكم الإخوان فى مصر؛ ولا إساءة إلى المصريين العاملين فى دولة الإمارات؛ كان القلق يساورهم على مصر والمنطقة؛ كانوا يعرفون ويدركون حجم المخاطر التى تهدد المنطقة بعد وصول هذه الجماعة الإرهابية إلى قمة الحكم فى أكبر دولة عربية.

مساعي الإمارات لدعم مصر

كانت مهمتهم الأولى وتحديدًا الشيخ محمد بن زايد وشقيقه الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية؛ كيف يمكن إقناع الغرب بحقائق ما جرى فى مصر؛ وبالدور الخطير الذى تلعبه جماعة الإخوان فى تهديد أمن المنطقة والعالم؛ لم يكن المجتمع الغربى مستعدًا لتغيير مواقفه فى هذا الوقت؛ كانوا يسدون آذانهم ويتعاملون مع الجماعة الإرهابية ومندوبها فى القصر الرئاسى على أنهم جاءوا إلى الحكم؛ عبر الصندوق وتعبيرًا عن إرادة الشعب المصري، ولذلك لا خيار إلا بالتعامل معهم.

كان الشيخ محمد بن زايد يدرك فى هذا الوقت أن المخطط أكبر من هذه الادعاءات؛ وأن هناك أجندة تم الاتفاق علىها مع الجماعة؛ ولذلك تجد الدعم والمساندة؛ خصوصًا من أمريكا والغرب وبعض الدول الإقليمية.

كانت الإمارات تراهن على عنصر الزمن؛ وتدرك أن الإخوان لن ينجحوا فى الحكم؛ ولن يحققوا الأهداف والشعارات التى رفعوها فى فترة الانتخابات؛ لكنهم كانوا على ثقة ويقين من أن السقوط قادم لا محالة.

وقى لقاء جرى مع الشيخ محمد بن زايد ووقد مصرى برئاسة المستشار أحمد الزند فى ديسمبر 2013 ‏ تحدث ولى عهد أبوظبى عن هذه الفترة وقال: «بعد أحداث الربيع العربى رفعنا مستوى الخطر الأول (الإخوان) ومن يتبعهم؛ أدركنا دورهم التآمرى فى توظيف غضب الجماهير لإحداث الانهيار والفوضى لصائح جماعتهم».

قال: «كان الهدف الرئيسى لنا فى هذا الوقت هو كيف تقنع حلفاءنا فى الغرب؛ بذلنا جهوذًا كثيرة ولم ننجح فى البداية؛ ولكن فى اللحظة التى سقط فيها نظام حكم الجماعة فى مصر وسقطت معها الأقنعة المزيفة عرف العالم أن الوضع يحتاج إلى وقت؛ بدأوا يراقبون الأوضاع؛ ولكن عندما أدركوا أن مصر ثابتة وتتقدم بخطوات واثقة بدأوا يعودون ليدقوا الأبواب من جديد».

تحدث محمد بن زايد مطولًا عن تجربة الدولة مع فلول الإخوان فى الإمارات؛ تحدث عن محاولتهم تغييب عقول الشباب؛ ودفعهم إلى الموت بعيدًا عن الأوطان؛ ولحسابات هذه الجماعة؛ قال:«خسرنا 130 من شباب الإمارات قتلوا فى حروب اليمن وأفغانستان وسوريا»؛ لكن أخطر ما قاله الشيخ محمد بن زايد فى هذا الأمر أن نحو 34 ممن ذهبوا للجهاد فى سوريا وغيرهم كانوا ينتمون تنظيميًا إلى جماعة الإخوان بالأساس؛ لقد قال: إن هناك من كانوا يخطفون أولادنا باسم الدفاع عن الدين؛ فيقتلون دون قضية؛ ويزهقون أرواحهم بأيديهم دون هدف؛ ولذلك كان يقول إن أصعب لحظة كانت تواجه الإنسان عندما يذهب للعزاء فى أحدهم أن يقول «أحسن الله عزاءك»؛ وكان السؤال: على إيه؛ هذا الشاب لم يشرف وطنه وخرج يقاتل دون إذن ودون قضية؛ ولذلك علىنا أن نبحث الأسباب.. لقد تولى الشيخ محمد بن زايد هذا الملف بنفسه شخصيًا أدرك أن الأزمة فى المناهج التعليمية والمدرسين المنتمين إلى هذه الجماعة وأئمة المساجد والمدارس الصيفية التى يسخرها الإخوان لبث الأفكار المتطرفة فى عقول الشباب والبعيدة عن صحيح الدين.

قال الشيخ محمد بن زايد لقد اصطدمنا بالإخوان؛ وكان ذلك طبيعيًا ومتوقعًا لأنهم أرادوا جر البلاد إلى الفوضى، كانوا يتحدثون عن الديمقراطية وهم أعداؤهاء؛ وكنا نقول: «إننا لن نقبل من أحد أن يفرض علىنا ديمقراطية بعينها؛ لا تناسب مجتمعاتنا العربية»؟ نريد من البرلمان الإماراتى أن يقاتل لمصلحة البلد وليس لحساب آخرين. لا تريد للإنسان الوطنى أن يكون ولاؤه «لقم» أو «مزارا لشريف» أو ولاء لمكتب الإرشاد؛ نحن شعب ووطن وأرض؛ هناك دولة اسمها الإمارات الولاء لها

وحدها وليس لأحد آخر؛ رفضنا أن يكون الإنسان الإماراتى مجرد جواز سفر للتنقل والولاءات المتعددة؛ فشعب الإمارات منتم إلى بلده وترابه؛ ولذلك راهنا على الشعبء وكان الرهان صحيحًا.

كان محمد بن زايد يتحدث عن التجربة فى الإمارات ثم يعود ليعرج عليها فى مصر؛ كان الموقف مع مصر ليس مبنيًا فقط على أسس عاطفية أو انتماء قومى مشترك؛ بل كان مبنيًا على رؤية منهجية واضحة تحدد مكمن الخطر وتتعامل معه؛ تعرف أن انهيار مصر وسقوطها فى قبضة

هذه الجماعة الإرهابية إنما يعنى أن مصير الأمة كلها فى مهب الريح. وقال: «نحن مع مصر إلى آخر الطريق؛ ليس عندنا بديل؛ وهذا ليس كرهًا فى الإخوان؛ مصر أقدر على مواجهتهم والانتصار علىهم؛ لكن مصر ثقل وتاريخ؛ نقطة اتزان؛ إنها أكبر دولة فى المنطقة؛ يجب أن تكون قوية».

قال: إن «من يرغب فى أن يرى مصر ضعيفة وجيشها ضعيفا؛ فهو إما مجنون وإما خائن؛ لذلك نحن على يقين بأن مصر ستخرج من كبوتها سريعًا بفضل الرجال المخلصين على أرضها».

وقال: لو سقطت أى دولة لا قدر الله؛ فالعالم العريبى سيظل بخير، ولكن إذا سقطت مصر سقطت الأمة بأسرها.

وتحدث «بن زايد» عن عوامل القوة الكامنة على الأرض المصرية وقال: إن «خوفى الأكبر كان على مؤسسة (الأزهر) لأن الإخوان لو كانوا قد تمكنوا من الأزهر فى فترة حكمهم هنا سيحققون الهدف؛ ويد خلون كل بيت لنشر أفكارهم المتطرفة والبعيدة عن الدين ولكن باسم الأزهر.

تحدث الشيخ محمد بن زايد عن الموقف السعودى الداعم لمصر وأشاد بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقال:«لقد كان مهمومًا .. البداية بالأوضاع فى مصر؛ وقال إن الموقف السعودى كان حاسهًا وواضحًا فى رفض الإرهاب وحكم الجماعة».

كان حديث الشيخ محمد بن زايد فى هذا الوقت يدعو إلى التفاؤل؛ قال: المهم أن تحافظوا على وحدتكم وأن تسعوا إلى تنفيذ خارطة الطريق سريعًا؛ الإمارات لن تترك مصر أبدًا؛ نحن معكم حتى نهاية الطريق.

لقد تعرّضت الإمارات فى أوقات سابقة لتطاولات من الإخوان وعناصرهم؛ إلا أن ذلك لم يؤثر فى موقف الشعب والقيادة الإماراتية من المصريين العاملين لديهم؛ كانت لديهم ثقة كبيرة فى أن الإخوان فصيل ليس وطنياً وأن تطاولهم على شعب الإمارات لن يزيد الإمارات إلا صلابة وقناعة بمواقفها.

لقد وجد الفريق صدقى صبحى فى هذه الزيارة؛ كل الترحاب، أدرك أن للصدق رجالًا؛ وأن هؤلاء الرجال يقرأون الواقع جِيِّدًا؛ ويتحركون بدافع من الضمير الوطنى والمصلحة القومية؛ ليست لديهم أهداف سياسية أو مصالح بعينها؛ مصلحتهم فى بقاء مصر قوية؛ شامخة؛ مرفوعة الرأس.

  • وفى الحلقة المقبلة انتظروا أسرارًا تنشر لأول مرة.

اقرأ أيضا:

30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة

30 يونيو.. أصل الحكاية، أسرار تنشر لأول مرة (1) المواجهة مع مرسي واستقواء الجماعة بالخارج وخيرت الشاطر الحاكم بأمره

«30 يونيو.. أصل الحكاية» أسرار تنشر لأول مرة (2) عن اقتحام السجون وتفاصيل لقاء الشاطر وتهديده للسيسي بتدخل أمريكا

«30 يونيو.. أصل الحكاية» خطاب النهاية (3) مرسي يهاجم معارضيه من مدينة نصر.. والجيش يحبط مخطط الإخوان لاعتقال رموز مصر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظات الحسم (4) كارت أحمر في الميادين ضد مرسي، وخطة «النفس الأخير» الأمريكية لإنقاذ الجماعة

«30 يونيو.. أصل الحكاية»، حان وقت الرحيل (5) سر مكالمة جون كيرى الأخيرة لـ «عمرو موسى» وفشل مخطط جماعة الإخوان لاقتحام مبنى المخابرات وترسانة أسلحة فى مكتب الإرشاد

«30 يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (6) أخطر 48 ساعة فى تاريخ مصر..تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى والاستقالات تضرب حكومة «قنديل» وواشنطن تتواصل مع خيرت الشاطر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» طريق الخلاص (7) بيان 3 يوليو الحاسم ومحاولات إقناع مرسي بالموافقة على حل وسط لإنقاذ البلاد من الدخول فى صراعات

«30 يونيو.. أصل الحكاية» ما بعد 3 يوليو (8) الإخوان يحاولون نشر الفوضى.. والمصريون يجبرون الإدارة الأمريكية على تغيير موقفها

«30 يونيو.. أصل الحكاية» التفويض الشعبي (9) كواليس وأسرار فض الاعتصامات المسلحة.. جماعة الإخوان ترفض كل المبادرات.. وتضرب برسالة «سليم العوا» عرض الحائط

«30 يونيو.. أصل الحكاية» اعتصام رابعة المسلح (10) مناورات محمد البرادعي لمنح الإخوان مزيدًا من الوقت وسر الحديث المشبوه مع واشنطن بوست

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.