صناع الصلب لـ"الجمهور":شركة الحديد الروسية "محتكر"متوقع للسوق المحلية

طالب عددًا صناع حديد التسليح وزارة التجارة والصناعة والأجهزة التابعة لها بالعمل على جذب الاستثمارات الصناعية للمواد الخام وليس للمنتج النهائي، مؤكدين أن تواجد المزيد من الشركات المتخصصة في صناعة حديد الصلب كمنتج نهائي، يمثل ضغطًا على ما يتوافر في السوق المحلية من مواد الخام، وخاصة خام البليت، الأمر الذي يدفع العديد من المصانع المحلية للحصول عليها من الخارج.

وبالتالي في حال وجود المزيد من الاستثمارات الأجنبية المتخصصة في انتاج الحديد وليس المواد الخام في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة جراء محدودية القدرة للحصول على تمويل لاستيراد المواد الخام، سيؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة للمنشآت الصناعية المحلية، نظرًا لامتلاكه المستثمر الأجنبي القدرة على استيراد ما يكفيه من مواد خام ومن ثم سيساهم الامر في ظهور محتكرين للسوق يتسببوا في توقف بعض المنشآت الصناعية عن الإنتاج نهائيًا.

ورغم "منطقية" ما طرحه صناع حديد التسليح؛ فقد بلغت الطاقة الإنتاجية المتاحة من حديد التسليح في مصر العام 2022 حوالي 7.5 مليون طن، ورغم ان هذا الكم من الإنتاج يكفي الاستهلاك المحلي المقدر بـ 7 مليون و344 ألف طن إلا أن هناك العديد من شركات التجارة المحلية تقوم باستيراد قرابة نصف مليون طن من الحديد التركي ليتم طرحه في السوق المحلية.

ولعل هذا الأمر هو الذي دفع عددًا من الشركات المحلية لتصدير منتجاتها للخارج مثل شركة حديد المصريين وحديد عز، بما يجعلها قادرة على تدبير احتياجاتها من المواد الخام، وتسويق ما لديها من منتجات في الأساس.

الشركة الروسية

أكد محمد حنفي مدير غرفة المعادن باتحاد الصناعات المصرية في تصريحات خاصة ل"الجمهور" أن قيام شركة نوفيستال إم الروسية مصنع حديد تسليح في مصر لتوريد المعادن للمشروعات المصرية؛ والمساهمة بمنتجاتها في البنية التحتية سيؤثر بالسلب على الصناعة المحلية لوجود مشاكل كثيرة في صناعة حديد التسليح في مصر، منوهًا بأن كميات المواد الخام المتوافرة للصناعة تتراوح ما بين 3 إلى 4.5 مليون طن والتي يتم صهرها وإعادة انتاجها مرة أخرى، ونظرًا لمحدودية المواد الخام تقوم العديد من المصانع باستيراد خام البليت من الخارج، وهو أمر مكلف للغاية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

واوضح حنفي أن حجم انتاج مصر من خام البليت يصل إل 4.5 مليون طن، وتستورد 3.5 مليون طن بليت، بحسب بيانات غرفة الصناعات المعدنية التابعة لاتحاد الصناعات المصرية، ووفقا لهذه الإحصائية كان من المفضل أن تقوم الشركة الروسية بالعمل على انتاج الخامات الصناعية وليس منافسة الشركات القائمة في السوق والتي لديها طاقات إنتاجية متميزة وترغب فقط في المزيد من مواد الخام.

اهلا بالمنافسة

بينما يري سامي بشاي مدير مبيعات مصنع بشاي للحديد والصلب ان استثمار روسيا في الحديد والصلب في مصر يمثل ميزة تنافسية بين ال28 مصنع للحديد التسليح في مصر، مشيرًا إلى أهمية تحسين وتشجيع الاستثمارات الاجنبية المباشرة خاصة في مجال الحديد والصلب مما يخلق بيئة مناسبة لتنمية الاستثمارات الاجنبية المباشرة وغير المباشرة في مصر وسد حاجات السوق المحلية من الحديد بكافة انواعه وأشكاله المتنوعة والمختلفة.

ثلاثة أعوام

وكانت الهيئة العامة للتنمية الصناعية، قد أعلنت منذ ثلاثة أعوام طرح 6 رخص إنتاج منتجات الحديد والصلب المختلفة، مقسمة بين 3 رخص لإنتاج البليت موزعة بين رخصتين بطاقة إنتاجية 1.1 مليون طن سنويًا لكل منهما، ورخصة بطاقة إنتاجية 200 ألف طن سنويًا، ورخصة لإنتاج الحديد الاسفنجي بطاقة إنتاجية 2.5 مليون طن سنويًا، مع رخصتين لإنتاج مكورات الحديد بطاقة إنتاجية 8 مليون طن سنويًا لكل منهما.، إلا أن هذا الأمر رغم مرور هذه الأعوام لم يشهد أي جديد..!!