الخميس، 04 يوليو 2024

07:31 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

«30 يونيو.. أصل الحكاية» الخيار الأخير (6) أخطر 48 ساعة فى تاريخ مصر..تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى والاستقالات تضرب حكومة «قنديل» وواشنطن تتواصل مع خيرت الشاطر

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

الكاتب الصحفي مصطفي بكري

أحمد عجاج

بمناسبة مرور 11 عامًا على الثورة الشعبية، التي اندلعت في 30 يونيو 2013، اختص الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري، موقع «الجمهور»، بأسرار وكواليس تنشر لأول مرة عن الثورة، تحت عنوان «30 يونيو.. أصل الحكاية».

وتعد هذه السلسلة وثيقة جديدة عن مرحلة مهمة في تاريخ مصر، إذ لم يكن ما جرى من أحداث مجرد ثورة لتغيير نظام حكم، وإنما كان بمثابة وقفة جادة لاسترداد مصر من جماعة الإخوان، التي حاولت محو الهوية الوطنية، وإلقاء البلاد في غياهب المجهول.

قبل وبعد 30 يونيو، لم تكن مصر تواجه جماعة مارقة، وإنما قوى إقليمية ودولية، حاولت بشتى الطرق دعم الإخوان، وكان في مقدمة ذلك الترويج لفكرة عزل الرئيس المدني، وهي كلمة حق يراد بها باطل، مدنية الحاكم وفقا للأدبيات السياسية، أن يكون الحاكم متجردا من أي أيديولوجيا ضيقة يضع نفسه في دائرتها ويحكم شعبه وفقا لمبادئها وشروطها.

صحيح جماعة الإخوان كانت تعيش في بلادنا؛ ولكن مصر لم تكن تمثل للجماعة أي شيء، إذ ذكر منظّر الجماعة الأول «سيد قطب» أن الوطن «حفنة تراب عفن» ليأتي بعدها بسنوات المرشد الأسبق للجماعة مهدي عاكف بمقولة «الإخوان فوق الجميع»، هذه الكلمات وغيرها من المواقف، ربما تفسر لماذا خرجت تلك الحشود الهائلة في ثورة 30 يونيو، لإسقاط حكم الجماعة التي فشلت في فهم طبيعة الشعب المصري، أكثر شعوب العالم تمسكا بأرضه، وكذلك من أكثر الشعوب رفضا للطائفية.. مصر كانت وستظل أكبر من أي فصيل.

بالطبع يحمل تاريخ الدولة المصرية، مثل العديد من الدول، كبوات وأزمات، ولكن الفارق بين أمة وأخرى، هي جينات الحضارة التي تمنح الأمة القدرة على البناء والقوة في مواجهة عوامل الهدم.

«30 يونيو.. أصل الحكاية»

«هذا كله وكثيرٌ غيره» على مدار سلسلة من الحلقات، يستعرض موقع «الجمهور» تفاصيل وكواليس وأسرار «30 يونيو.. أصل الحكاية»، في رحلة بحث وتقصٍ، استهلها الكاتب الكبير مصطفى بكري بالمواجهة مع مرسي، وقضية اقتحام السجون، خطاب النهاية، لحظات الحسم، حان وقت الرحيل، الخيار الأخير، ما بعد 30 يونيو، طريق الخلاص التفويض الشعبي، اعتصام رابعة المسلح، لحظة الحقيقة.

وتعد هذه السلسلة من الحلقات، التى يرويها الكاتب الكبير مصطفي بكري مرجعية للأجيال المقبلة لتتعرف على فترة مهمة من تاريخ مصر، التي كانت قاب قوسين أو أدنى أن تنضم إلى قائمة البلدان التي سقطت في دوامة اللادولة.

 

الخيار الأخير

قال الكاتب الكبير مصطفى بكرى، ظل المتظاهرون يرابطون في الشوارع بالملايين ورفضوا العودة إلى منازلهم، وفي هذا اليوم، ذهبت في وقت متأخر إلى ميدان جهينة في السادس من أكتوبر، حيث كانت الحشود عارمة، وكانت زوجتي وأولادي ضمن المتظاهرين في هذه المنطقة.

وهناك ألقيت خطابًا وسط المحتشدين، أكدت فيه أن خيار رحيل مرسى وعصابته هو الخيار الوحيد الذى لن يقبل الشعب المصري سواه، وأن اللحظة قد حانت لتحرير مصر من هيمنتهم وسيطرتهم عليها.

 

تحركات القوات المسلحة مع تزايد أعداد المتظاهرين

وفي اليوم التالي، الأول من يوليو، كان رجال القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، يعقدون اجتماعًا جديدًا لتدارس الموقف في ضوء أعداد المتظاهرين التي قُدّرت ‏بنحو مليون في الليلة السابقة.

كانت الشئون المعنوية للقوات المسلحة، أعدت طائرة للمخرج خالد يوسف لتصوير المظاهرات من الجو، حتى تكون وثيقة مهمة للتاريخ ترصد مجرى الأحداث في هذا اليوم.

 وكان قرار القيادة العامة للقوات المسلحة هو مواجهة أي محاولات لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وكانت رسالة الجيش في هذا اليوم، موجهة إلى جماعة الإخوان بأنه هو الذى سيتصدى لأى محاولة تستهدف المتظاهرين السلميين. 

لقد ظل اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة في حالة انعقاد مستمر هذا اليوم، لمناقشة كافة التطورات أولًَا بأول، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الأحداث المتوقعة وآليات التعامل معها.

وكان محمد مرسى قد استقبل عددًا من الوزراء وكبار المسئولين في هذا اليوم حتى يعطى رسالة للجميع بأنه لا يزال متماسكًا وقويًا.

وفي الرابعة من بعد عصر هذا اليوم - الأول يوليو 2013 - كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد قررت إعطاء محمد مرسى مهلة جديدة قوامها 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب المصري، عله بذلك يستجيب ويحمى البلاد من الخطر الذى يحدق بها.

 

بيان القوت المسلحة في الأول من يوليو

وكان البيان الذى قرأه العقيد ياسر وهبة قد تضمن:

*إن القوات المسلحة كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسئوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة الوطن، تؤكد الآتي:

  • إنها لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.
  • إن الأمن القومي للدولة تعرض لخطر شديد جراء التطورات التي تشهدها البلاد، وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.
  • إن القوات المسلحة استشعرت مبكرًا خطورة الظرف الراهن، وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعًا لجميع القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام، على كل من المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
  • إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذى حذرنا ومازلنا نحذر منه، خصوصًا أن هذا الشعب الكريم قد عانى، ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسى على القوات المسلحة التي تجد لزامًا أن يتوقف الجميع عن أي شيء، بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله.
  • إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة، كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذى يمر به الوطن، والذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصّر في تحمّل مسئوليتها.
  • تهيب القوات المسلحة بالجميع، أنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة، فسوف يكون لزامًا عليها استنادًا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية، واحترامًا لمطالب الشعب المصري العظيم، أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بمن فيهم الشباب الذى كان ولايزال مفْجَرًا لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.

 كان هذا هو نص البيان الذى أحدث صدمة لدى جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسى، لقد أربك البيان المشهد مجددًا، وراح قادة الإخوان يجتمعون لبحث الأمر.

كان من رأى خيرت الشاطر، ضرورة صدور قرار بعزل السيسي ووزير الداخلية فورًا، إلا أن البعض رأى أن هذه مغامرة، خاصة أن السيسي قد دفع بالقوات المسلحة إلى الشارع منذ فجر السادس والعشرين من يونيو، لتأخذ مواقعها استعدادًا لأى طارئّ، دون التشاور مع أحد، ولم يكن أمام مرسى والإخوان سوى الاستسلام، لذلك استقر الرأي في النهاية على الاستعداد للمواجهة، وتم تحديد يوم الخميس 4 يوليو كموعد نهائي للقبض على الجميع وإصدار القرارات المهمة.

 

اتصالات مكثفة لرئيس المخابرات المصرية مع نظائره لإطلاعهم على الموقف 

وفي هذا اليوم، بدأ رئيس المخابرات العامة اللواء رأفت شحاتة إجراء اتصالات بالعديد من رؤساء الأجهزة الاستخباراتية في العالم، لإطلاعهم على تطورات الأمور في البلاد.

وفي البداية، تلقى اللواء شحاتة اتصالًا من رئيس الاستخبارات الأمريكية، أبلغه فيه أن الرئيس أوباما يتابع المشهد في مصر بدقة شديدة، وأنه يرى المظاهرات سلمية حتى الآن، وإن كان يشعر بالقلق من احتمالية الانزلاق إلى العنف.

 وأبلغه أن الرئيس أوباما اتصل خلال جولته في إفريقيا بالرئيس مرسى، وحثه على تقديم تنازلات ترضى جموع المتظاهرين، إلا أن الرئيس مرسى لا يزال يرفض ذلك ويحمّل المعارضين مسئولية تردى الأوضاع في البلاد.

 وطلب رئيس الاستخبارات الأمريكية من نظيره المصري، إبلاغ قادة القوات المسلحة بعدم التدخل في المشهد السياسي، ذلك لأنه ليس من مصلحة مصر عودة الجيش إلى الحكم، لأن ذلك سيؤدى إلى ردود فعل عنيفة من قبّل أنصار الرئيس، وقال له: «أرجو منك أن تبلغ الفريق السيسي نقلا عن الرئيس أوباما أن أي عمل عسكري لإزاحة الرئيس مرسى، ستكون له نتائج سلبية».

وقد كان رد اللواء رأفت شحاتة، على رئيس الاستخبارات الأمريكية، حادًا عندما قال له: «إن أي إجراءات أو مبادرات سيقدمها الرئيس في هذا الوقت لن تقبل من الشعب، خصوصا أن المطلب الوحيد الآن للشعب المصري يقضى بضرورة رحيل الرئيس»، وقال: «وأؤكد أيضًا، أنه لن يكون هناك إجبار للرئيس على ترك منصبه، إذا استجاب في اللحظة الأخيرة لمطالب الشعب المصري وأنقذ البلاد من مخاطر فتنة كبرى قد تؤدى إلى إراقة دماء كثيرة في الشارع المصري».

 

قادة الجيش تتابع الحشود من الجانبين في الميادين

ويقول الكاتب الكبير مصطفى بكرى ، ظل قادة الجيش في يقظة كاملة، كانت القاهرة والمحافظات تموج بالمظاهرات وأعمال العنف، وتزايدت الحشود في الميادين العامة، والمدن والقرى والكفور والمناطق الشعبية ترفع شعارًا واحدًا فقط «ارحل».

وكان الإخوان وحلفاؤهم في المقابل يحتشدون في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وميدان النهضة بالجيزة، وكانت شعاراتهم وهتافاتهم وتطاولهم على الجيش تتواصل بلا توقف.

 كان صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام الإخواني قد بعث بسيارتين تابعتين للهندسة الإذاعية لنقل أحداث الاعتصام المسلح للإخوان وهجومهم في رابعة على الدولة المصرية، والمطالبة بالحشد الشعبي لدعم شرعية مرسى، وكانت قناة «الجزيرة» تقف جنبًا إلى جنب مع جماعة الإخوان في مؤامرتها ضد البلاد وضد الجيش.

 

طلب مرسي مقابلة الفريق السيسي

وفي هذا اليوم، طلب محمد مرسى،  مقابلة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وبحضور رئيس الوزراء هشام قنديل، وعندما شاهد الناس القائد العام جنبًا إلى جنب مع محمد مرسى، ثارت حالة شديدة من الإحباط وظن البعض أن تفاهمًا قد حدث بين قائد الجيش والرئيس مرسى وجماعته.

كان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، قد اجتمع بالقيادة العامة للقوات المسلحة ليأخذ رأيهم في هذا اللقاء، ولم يعترض أحد على ذهابه، إلا أن هناك مخاوف ثارت لديهم من حدوث أي شيء للقائد العام. 

كان محمد مرسى، يجلس في مكتبه الملحق بالفيلا الرئاسية وحوله عدد من أنصاره ومستشاريه، انصرفوا جميعًا ليبدأ لقاءه مع السيسي بحضور هشام قنديل رئيس الوزراء.

في بداية اللقاء سأل محمد مرسى الفريق أول عبدالفتاح السيسي عن الأوضاع في البلاد.

فرد السيسي، بأن الأوضاع تزداد سوءا وأن البيان قد جاء لتحذير الجميع وليبعث برسالة تقول إن الأوضاع باتت خطيرة للغاية.

وهنا رد عليه محمد مرسى بالقول: يبدو أنك تتجاهل الحقيقة يا سيادة الوزير، الأوضاع جيدة والناس متفهمة، ويكفي أن الشعب رفض الاستجابة لمطالب المخربين وقاطع المظاهرات.

أبدى السيسي دهشته، وشعر أن مرسى في عالم آخر، فقال له: كيف ذلك وهناك حشود ضخمة بالملايين تملأ الشوارع؟

 قاطعه مرسى على الفور، وقال: كل ده «فوتوشوب»، لقد جاءتني الصور والتقارير الحقيقية، هؤلاء جميعًا لا يزيد عددهم على ‎120‏ ألف شخص رد عليه القائد العام بالقول: للأسف معلوماتك مغلوطة ونحن لدينا الفيديوهات التي تؤكد أن من خرجوا بالأمس لا يقلون عن 30 مليون مواطن.

صمم مرسى، على كلامه بأن تقديرات القائد العام خاطئة وظل يشرح له كيف يمكن تكبير الصورة وزيادة الأعداد، وكان السيسي يبدو ممتعضا، وقد أدرك أن رئيس الدولة مغيب عن الواقع، أو جرى تغييبه عن عمد.

الحوار التالي بين السيسى ومرسي:

- تحدث مرسى بإسهاب، وقال للقائد العام: أنا أطلب منك الوقوف مع الشرعية ودعمها بكل ما تملك، ولا تنسى أنى القائد الأعلى للقوات المسلحة.

- رد عليه السيسي بالقول: أي شرعية تتحدث عنها ؟! الشرعية هي للشعب أولا ولابد من الاستجابة لمطالب الشعب حتى يعود الهدوء والاستقرار إلى البلاد.

- رد مرسي بالقول قلة حاقدة.

- قال السيسي: ولكن إذا أردت الخروج من المأزق فليس أمامك سوى الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة.

- رد مرسى بالقول: أنا أرفض الاستفتاء، أنا رئيس شرعي ومنتخب انتخابًا حرًا مباشرًا، وهؤلاء مدفوعون بأغراض خاصة، ونحن نعرفهم جيدًا.

- قال السيسي: الجيش ليس لديه أي مطامع خاصة، لكنه لن يقف صامتا وهو يرى البلاد تنهار أمام عينيه، والبلد يكاد يدخل في حرب أهلية، وأنت لا تريد أن تساعدنا، وأنا أطلب منك التراجع عن موقفك والاستجابة لمطالب الشعب المصري.

هنا هدد مرسى بتدخل شباب الإخوان والمتحالفين معها، لإنهاء الوضع وطرد المتظاهرين من الميادين.

رد السيسي بالقول: إن الجيش سيسحق أي محاولة من هذا القبيل، ولن يقبل أبدًا بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، وسنحاسب كل من يتورط في الاعتداء على المصريين مهما كان منصبه. أدرك مرسى أن السيسي جاد في تهديداته، بدأ يتراجع، وقال: «انت غضبان ليه، نحن نقدِّرك ونحترمك، وأنا على ثقة أنك لن تتجاوز الشرعية أبدا».

 

السيسي يتجه إلى مبنى القيادة العامة

خرج القائد العام من مبنى دار الحرس الجمهوري واتجه على الفور إلى مبنى القيادة العامة بوزارة الدفاع، كان أعضاء القيادة العامة يتابعون الموقف، وكان الفريق أول السيسي غاضبًا، لقد أدرك أن محمد مرسى وجماعته لن يستجيبوا لصوت العقل، لكنه لم يفقد الأمل.

كان من رأى العديد من القادة حسم الأمر سريعًا قبل أن تتدهور الأوضاع، إلا أنه رفض ذلك، وقال: فلنعط مزيدًا من الوقت.

كان القائد العام يحاول تفادى أي صدام يمكن أن يحدث، لقد راهن على اللحظة الأخيرة، وتمنى أن يعود محمد مرسى إلى رشده، وأن يتوقف عن عناده وأن يستجيب لمطالب الملايين المحتشدة في الشوارع، والتي عاهدت نفسها ألا تعود إلى بيوتها مرة أخرى إلا بعد رحيل محمد مرسي وجماعته عن الحكم.

لقد أثارت التصريحات التي أدلى بها المرشد السابق محمد مهدى عاكف، غضب الجميع عندما قال: «إن مهلة الجيش لمرسى كلام لا قيمة له، وإن الرئيس الشرعي سوف يستمر في منصبه».

وفي هذا اليوم، احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقال الذى نشرته صحيفة «الفاينانشيال تايمز البريطانية والذى أكد أن الجيش المصري هو المنقذ لمصر.

 

الإخوان مستمرون في عناد الشعب

غير أن الإخوان وحزيهم بدأوا يعلنون التحدي، وقد دعا حزب الحرية والعدالة أنصاره إلى التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش يمكن أن يشكل «انقلابًا» على حد تعبير المتحدث الرسمي باسم الحزب، مراد على، في تصريح أدلى به لوكالة «رويترز».

وقال على: «إن هذه لحظة حرجة للغاية في تاريخ مصر: وأننا نواجه لحظة مماثلة إلى حد بعيد لما حدث في عام 1952

وأضاف: «إن المصريين يدركون جيدًا، أن هناك من يحاولون إعادة البلاد إلى الوراء والديكتاتورية».

 

الإخوان متمسكون بالاستقواء بالغرب

وأجرى د .عصام الحداد، مساعد الرئيس للعلاقات الدولية العديد من الاتصالات بالمسئولين الأمريكيين والغربيين، حيث طلب منهم «ممارسة الضغط الشديد على الجيش لإبعاده عن المشهد السياسي وتحذيره من التدخل ضد الرئيس الشرعي».

مرسي يحاول الخروج من المأزق 

وفي هذا اليوم، وبعد أن شعر مرسى، أن الخناق يضيق من حوله، اتصل تليفونيًا باللواء رأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة وأبلغه بأنه توصل إلى مبادرة للحل، وطلب منه إجراء اتصالات بالقوى السياسية للحصول على موافقتها.

وقال مرسى، إن مبادرته تقوم على إجراء تعديل وزاري، وبعض الإصلاحات الأخرى.

وعندما سأله اللواء رأفت شحاتة: ولماذا لا تقول تغييرًا وزاريًا؟ رد عليه بالقول «خلينا نقول «تعديل» وفي التفاوض نخليها «تغيير!».

 - قال رئيس المخابرات العامة: الأزمة تتفاقم وليس لدينا وقت.

- رد الرئيس مرسى: سأطلب من مدير مكتبي أن يرسل المبادرة على الفاكس، وأنت عليك أن تبدأ اتصالاتك فورا.

- قال اللواء شحاتة: الوقت متأخر جدًا، وأنا أقترح أن تخرج غدًا على الناس بنفسك وتعلن المبادرة عبر التليفزيون.

- قال مرسى: هذا سوف يحدث.

 

استقالات الحكومة تضامنًا مع المتظاهرين

في مساء هذا اليوم، اتصل بي الفريق سامى عنان،  رئيس الأركان السابق والمستشار العسكري للرئيس مرسى، وقال لي: «إنه تقدم باستقالته من منصبه كمستشار عسكري للرئيس، وهو المنصب الذى ظل شكليًا وبلا فاعلية على مدى الفترة الماضية».

وفي هذا الوقت، استقال عدد من وزراء الحكومة تضامنا مع مطالب المتظاهرين وهم: خالد فهمى وزير البيئة، هشام زعزوع وزير السياحة، عاطف حلمي وزير الاتصالات، عبد القوى خليفة وزير المرافق، والمستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، ثم استقال أيضًا بعد ذلك وزير الخارجية محمد كامل عمرو، من منصبه تضامنًا مع المتظاهرين.

 

حزب النور يقف على استحياء مع المتظاهرين

ومع تزايد حدة الأزمة، أصدر حزب النور والدعوة السلفية بيانا طالبا فيه الرئيس محمد مرسى بالموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خشية عودة الجيش للحياة العامة، في حين أصدر ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، بيانًا أكد فيه الرفض النهائي والمطلق لمحاولات البعض دعوة الجيش للانقضاض والانقلاب على الشرعية والإرادة الشعبية.

 

تضامن وزارة الداخلية مع القوات المسلحة

كان التنسيق على أشده بين القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية لحماية البلاد من الانزلاق إلى الفوضى، وبعد صدور بيان الجيش الذى منح مرسى 48 ساعة، أصدرت وزارة الداخلية بدورها بيانا أعلنت فيه تضامنها مع القوات المسلحة، وأكدت أنها تقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية في البلاد.

 

اتصالات مكثفة من الإدارة الامريكية

وكانت الإدارة الأمريكية لا تتوقف عن إجراء اتصالاتها بالأطراف المعنية في مصر، فبعد اتصاله بمرسى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «إن الرئيس مرسى رئيس منتخب، لكن على حكومته الآن احترام المعارضة وجماعات الأقليات».

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عبر  صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)  أن مرسى، تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس أوباما، أكد فيها أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع القيادة المصرية المنتخبة من الشعب المصري وتدعم التحول الديمقراطي السلمى في مصر: وقال: «إن المكالمة تناولت تطور الأحداث الجارية والمساعي الحثيثة لاحتواء المطالب التي عبر عنها المصريون بكافة أطيافه في الميادين المختلفة».

في هذا اليوم صدر بيان البيت الأبيض الذى يتضمن اتصالات واستقبالات وتحركات الرئيس خاليًا من هذا الاتصال، وقد لاحظ الصحفيون ذلك من خلال البيان اليومي الذى وُزْعَ عليهم، إلا أنهم لم يجدوا إجابة شافية على سؤالهم: لماذا تم تجاهل الاتصال؟!

أما جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، فقد علق على التطورات خلال جولة له بالشرق الأوسط، بالقول: «نحن نحاول المساعدة مثلما تحاول دول أخرى إيجاد مكان للمعارضة السياسية لتنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية التي تسهم في جذب الأعمال ورأس المال وبدء تحريك الاقتصاد».

أجرى «تشاك هاجل» وزير الدفاع الأمريكي العديد من الاتصالات بالفريق أول عبدالفتاح السيسي، وحذِره من تداعيات عزل مرسى على العلاقات المصرية-الأمريكية، بما في ذلك قدرة واشنطن على الاستمرار في تقديم المساعدات.

 غير أن السيسي، كان حكيمًا في ردوده، وقال إن الجيش لم يكن يبغى التدخل أو الحديث في الأمور السياسية، لكنهم فعلوا ما يرونه ضروريًا لإعادة النظام إلى الشارع، لقد سبق لوزير الدفاع الأمريكي أن تحدث مع السيسي في نهاية شهر يونيو وحذره من مغبة تدخل الجيش، ثم عاد وحذر من الآثار المحتملة على العلاقات المصرية-الأمريكية في ضوء تدخل الجيش، إلا أن السيسي لم يعلن التزامه بشيء: تاركًا إدارة أوباما في حيرة من أمرها!‏

 

لحظات فارقة في عمر البلاد

‏وتابع بكري: كانت اللحظات التي تمر بها البلاد في منتهى الصعوبة، وكانت كل الخيارات مفتوحة، وقد كانت اتصالاتي بالعقيد أحمد محمد على، لا تتوقف، وكان سؤالي الدائم له: متى يتخذ الجيش الخطوة الضرورية، ويعزل مرسى حماية للبلاد من حرب أهلية أراها قادمة بلا جدال، وكان العقيد أحمد محمد على يقول لي دومًا إن الجيش لن يترك البلاد تصل إلى الحرب الأهلية، وإنه يتباحث مع مرسى، وإذا لم يستجب، فقطعًا سيتدخل بلا تردد حمايةٌ للدولة وحمايةٌ للشعب.

 

اجتماعات مكتب الإرشاد خارج مقر المقطم

بعد انتهاء اجتماع مكتب الإرشاد الذى عُقد في مكان بعيد عن مقر المقطم، كان الرأي هو إبلاغ مرسى برفض تقديم أي تنازلات جوهرية وإلقاء خطاب إلى الشعب المصري، يؤكد فيه استعداده لإجراء بعض التغييرات.

وطلب مكتب الإرشاد من الرئيس مرسى ضرورة الرد على بيان الجيش ورفض الاستجابة لمهلة الـ48 ساعة، وبالفعل أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا في الساعات الأولى من الصباح أشارت فيه إلى أن الرئاسة المصرية ترى بعض العبارات الواردة في بيان الجيش، تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في إحداث إرباك للمشهد الوطني المركب.

 

بيانات الأزهر والكنيسة دعت لإحكام العقل

وكان شيخ الأزهر د .أحمد الطيب، قد دعا أيضًا في بيان صادر عن المشيخة، كل مصري إلى تحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ والعالم، وحذر من الانجراف إلى الحرب الأهلية التي بدت ملامحها في الأفق وتنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد، كما دعا البابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية إلى «التفكير والتحاور معًا لإنقاذ البلاد، وطلب من الجميع الصلاة من أجل إنقاذ مصر».

 

تسارع الأحداث بين مظاهرات واستقالات وبيانات تأييد

وفي هذا اليوم، تجمع مؤيدو مرسى برئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل في ميدان النهضة وراحوا يهتفون «إسلامية - إسلامية - رغم أنف العلمانية» كما هتفوا ضد الجيش وضد القائد العام عبد الفتاح السيسي.

وقدم نحو 91 دبلوماسيًا مصريًا استقالاتهم في هذا اليوم وأصدروا بيانًا طالبوا فيه برحيل محمد مرسى عن الحكم.

كان الملايين قد خرجوا ليلتحموا بالمتظاهرين المطالبين بعزل مرسى، خاصة بعد صدور بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، وأصبحت البلاد على فوهة بركان، بينما راحت الأنباء تتردد عن سقوط وإصابة العشرات من المصريين في معارك اندلعت في جميع أنحاء البلاد.

لقد اتصل رئيس الأركان الأمريكي في هذا اليوم برئيس الأركان المصري الفريق صدقي صبحى، يطلب منه عدم المساس بالرئيس المنتخب وإلا كانت العواقب وخيمة، إلا أن الفريق صدقي أكد له أن الجيش يقف دومًا مع شعبه ويحمى أمته واستقراره.

أما الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، الذى كان موجودًا في أبوظبي في هذا الوقت، فقد صرح بأن حكم الإخوان سينتهى خلال ساعات، وأنه سيترشح مرة أخرى لمنصب رئيس الجمهورية بعد سقوط حكم الإخوان.

 

تزايد حدة أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة

في هذا الوقت ازدادت حدة أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة وعناصرها، وقد تم سحل أحد ضباط الشرطة بصورة مهينة عكست حالة شديدة من الغضب في جميع الأوساط، بينما أطلق الرصاص على نائب مأمور قسم بولاق الدكرور أثناء الاشتباكات بين مؤيدين لمرسى ومعارضين له، كما جرى إطلاق الرصاص في هذه المنطقة وأصيب العشرات من المواطنين.

وفي هذا الوقت أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أنه تم القبض على مسلحين من جماعة الإخوان أسفل منزل المرشد العام محمد بديع بالتجمع الخامس، وفي حوزتهم فرد خرطوش وطبنجة، وساطور ودروع واقية، وكانوا يروعون الآمنين في هذه المنطقة.. وتزايدت حدة الاشتباكات في ميدان النهضة بسقوط نحو عشرين قتيلًا وأكثر من مائة جريح، بفعل التحريض الذى كان يقوم به حازم أبو إسماعيل، الذى تم القبض عليه في هذا الوقت.

 

شائعات بتقديم حكومة هشام قنديل استقالتها

وأضاف "بكري": كنت أتردد بين الفضائيات، مطالبًا الجيش بإسقاط محمد مرسى وحكم الجماعة، وأتذكر أنى كنت ضيفا على قناة الحياة في هذا اليوم، وقد طالبت القائد العام للجيش بضرورة القبض على «الجاسوس الخائن محمد مرسى» وقلت: إننى أشك في قواه العقلية، لأنه يسعى إلى تدمير البلد.

وفي هذا اليوم ترددت شائعات أشارت إلى أن حكومة هشام قنديل قدمت استقالتها بعد إنذار الجيش، إلا أن المستشار أحمد سليمان وزير العدل نفى هذه الأنباء، وقال «إن الحكومة مستمرة في أداء عملها، وقد عقدت اجتماعًا في هذا اليوم لم يحضره وزيرا الدفاع والداخلية، وكذلك الوزراء الستة الذين قدموا استقالاتهم.

 

خطاب مرسي الذي استفز الشارع المصري

كان محمد مرسى قد أنهى اتصالاته مع مستشاريه الموجودين معه ومع قيادات مكتب الإرشاد، وبعد أن انتهوا من إعداد البيان الذى سيلقيه جيء له بكاميرات التليفزيون، التي قامت بتسجيل الخطاب من داخل مبنى دار الحرس الجمهوري ثم بثه بعد ذلك.

علم الفريق أول السيسي، بعزم مرسى توجيه خطاب إلى الشعب، طلب عدم التدخل بأي شكل من الأشكال، لقد جرى تسجيل الخطاب، وكان الجيش على علم بمضمونه، غير أن الشارع ظن أن مرسى قد يقدم جديدًا لإنهاء الأوضاع المتوترة في الشارع المصري.

وجاء خطاب مرسى ليكرر ذات المقولات، وليعلن تحدى الجميع، غير آبه بالتطورات الراهنة والحشود التي لا تزال تسيطر على الشارع.

* لقد ركز محمد مرسى في خطابه على عدة نقاط عبر عنها بالقول:

- إن الشعب اختارني رئّيسًا في انتخابات حرة ونزيهة، وكنت ومازلت الرئيس الشرعي وسأظل أتحمل المسئولية.

- إن الشعب أصدر دستورا، كلفني فيه بمهام محددة وإدارة البلاد، وإنني لابد أن ألتزم بهذه الشرعية، وأن ألتزم بهذا الدستور، وأنه ليس أمامي من خيار سوى أن أتحمل المسئولية.

- الشرعية التي أتمسك بها هي الضمان الوحيد لحماية البلاد من سفك الدماء، وهى الضمان لعدم ارتكاب أعمال عنف، وتفويت الفرصة على بقايا النظام السابق والثورة المضادة التي تريد العودة من جديد.

- إن الرئاسة ماضية في طريقها الذى خططته من قبل، لإجراء مصالحة وطنية شاملة استيعابًا لجميع القوى الوطنية والشبابية واستجابة لتطلعات الشعب المصري، بغض النظر عن أي تصريحات من شأنها تعميق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وبما يهدد السلم الاجتماعي وإن الرئيس لا يزال يُجرى مشاورات مع جميع القوى الوطنية، حرصًا على تأمين مسار التحول الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية.

- إنني سأحافظ على الشرعية ودون ذلك حياتي، وإذا كان الحفاظ على الشرعية ثمنه دمى فأنا مستعد أن أبذل ذلك.

وقال أيضًا في هذا الخطاب، إنه مستعد لتشكيل حكومة انتقالية لحين إجراء الانتخابات البرلمانية، وقال: «إن موضوع النائب العام قد حُسم، ووافق على تشكيل لجنة للتعديلات الدستورية والمصالحة الوطنية وتعجيل إجراءات قانون الانتخابات. إلا أنه رفض مجددًا الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة في الوقت الراهن.

وأوضح “بكري”: بعد الخطاب، كنت أتنقل بين قنوات التحرير والنهار وصدى البلد، وقلت: إن مرسى قد كتب شهادة وفاته النهائية اليوم، وليس أمام الجيش سوى التحرك وتسلم السلطة في البلاد.

وقد أحدث خطاب مرسى الذى استخدم فيه لفظ «الشرعية»، أكثر من ستين مرة، ردودٌ فعل غاضبة في الشارع المصري، ولم يكن أمام القوات المسلحة غير خيار واحد ووحيد، هو عزل مرسى وإعلان خارطة الطريق.

 

تحركات الجيش والشرطة لحماية البلاد

لقد أدرك القائد العام أن خطاب مرسى،  ما هو إلا تحريض على العنف، ورفض لإرادة الشعب، والتمسك بالكرسي مهما كان الثمن.

وأمام التحركات الإخوانية وقتل الأبرياء، كتب الفريق أول عبد الفتاح السيسي على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة يقول ردًا على هذا الخطاب: «أشرف لنا أن نموت من أن يُروَّع الشعب المصري، ونقسم بالله أن نفتدى مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل».

بعدها أصدر القائد العام تعليماته بمنع الهواتف والاتصالات بين مرسى وعناصر جماعته، وقام اللواء محمد زكى قائد الحرس الجمهوري بتنفيذ التعليمات على الفور.

كان الجيش قد أمسك بمقاليد البلاد من الناحية الأمنية جيدًا، وجرى توزيع المهام بينه وبين جهاز الشرطة الذى وقف رجاله وقفة لن ينساها لهم التاريخ أبدًا.

وأمام تصاعد عمليات العنف، قالت مصادر عسكرية في بيان وزع على الصحف ووسائل الإعلام في مساء هذا اليوم: «إن القوات المسلحة ستعلق العمل بالدستور وتحل مجلس الشورى بموجب خارطة طريق سياسية ستنفذها القوات المسلحة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول غد الأربعاء».

وتردد في هذا الوقت أن الجيش قد يسلم السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا.

وقد عاد وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هيجل» لإجراء المزيد من الاتصالات بالفريق أول عبدالفتاح السيسي يحذره فيها من المساس بالرئيس المنتخب، إلا أن السيسي رد عليه بالقول: «لن نسمح لأحد بالتدخل في الشأن الداخلي المصري».

أما السفيرة الأمريكية «آن باترسون»، فقد كانت تتابع الأحداث وتنقل المعلومات وتقدم التقارير، وقد أجرت اتصالات مجددا بخيرت الشاطر نقلت إليه عبرها عدة رسائل من الإدارة الأمريكية حثت فيها على ضرورة احتواء غضب الشعب المصري وتقديم تنازلات، تنهى الأزمة وتمنع تدخل الجيش، إلا أن الشاطر أكد لها أن هذه المظاهرات لن تجدى نفعًا، وأن الجيش لن يجرؤ على عزل الرئيس مرسى.

  • وفى الحلقة المقبلة انتظروا أسرارًا تنشر لأول مرة حول ثورة الشعب.

اقرأ أيضا:

30 يونيو.. أصل الحكاية، مصطفى بكرى يكشف لـ«الجمهور» أسرار تنشر لأول مرة عن الثورة

30 يونيو.. أصل الحكاية، أسرار تنشر لأول مرة (1) المواجهة مع مرسي واستقواء الجماعة بالخارج وخيرت الشاطر الحاكم بأمره

«30 يونيو.. أصل الحكاية» أسرار تنشر لأول مرة (2) عن اقتحام السجون وتفاصيل لقاء الشاطر وتهديده للسيسي بتدخل أمريكا

«30 يونيو.. أصل الحكاية» خطاب النهاية (3) مرسي يهاجم معارضيه من مدينة نصر.. والجيش يحبط مخطط الإخوان لاعتقال رموز مصر

«30 يونيو.. أصل الحكاية» لحظات الحسم (4) كارت أحمر في الميادين ضد مرسي، وخطة «النفس الأخير» الأمريكية لإنقاذ الجماعة

«30 يونيو.. أصل الحكاية»، حان وقت الرحيل (5) سر مكالمة جون كيرى الأخيرة لـ «عمرو موسى» وفشل مخطط جماعة الإخوان لاقتحام مبنى المخابرات وترسانة أسلحة فى مكتب الإرشاد

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.