في حواره لـ«الجمهور»..
الدكتور رائد سلامة: الدولة المصرية صلبة وعصيّة على «الإخوان».. ولم أشكك في نجاح ثورة 30 يونيو
الدكتور رائد سلامة الخبير الاقتصادي
محمد ممدوح
-الشعب المصري لم يكن راضيًا عن أداء جماعة الإخوان وكان سقوطها حتميا
-غضب شعب المحلة استدعى أن أكتب «من المحلة وإلى المحلة نعود»
-كل الأحداث قبل 30 يونيو كانت تشير لتصاعد الرفض لـ«الإخوان»
-كنت أرى جماعة الإخوان لا تصلح حتى لتمثيل الطلاب
-كل من يعارض الجماعة كان يُتهم بالتكفير والهرطقة
الدولة المصرية دولة صلبة وعصية على الجماعة
بعد أيام قليلة، تحل الذكرى الـ11 على ثورة 30 يونيو، ويفتح موقع «الجمهور» ملف الثورة لاستعراض شهادات عدد من النواب والشخصيات السياسية على هذه الأحداث، وتناول آراء السياسيين ورؤساء الأحزاب ورموز الثورة لمعرفة أسباب قيامها، وماذا كان سيحدث لو لم تقم الثورة.
وقال الدكتور رائد سلامة في حواره مع موقع «الجمهور»، إنه فيما قبل 30 يونيو كنت أشارك بالفعاليات المتنوعة ضد حكم الإخوان وقد كنت مع آخرين من الشخصيات السياسية نجوب محافظات مصر للمشاركة بندوات ومؤتمرات لأجل التبصير بممارسات الاخوان بدءً من دستورهم الثيوقراطي وحتى محاولاتهم لطمس ملامح المجتمع المصري اللاطائفية.
ماذا لو لم تنجح ثورة 30 يونيو؟
لم يكن عندي ثمة شك أن ثورة 30 يونيو ستنجح، وبالتالي فإن سؤال «ماذا لو» هو سؤال افتراضي بحت، كانت كل الظواهر تشير إلى تنامي وتصاعد عدم الرضا الشعبي عن أداء جماعة الإخوان وحلفاءها من فصائل الإسلام السياسي سواء فيما يتعلق بالأداء التنفيذي أو الأداء البرلماني ومحاولات إرهابهم للقضاء لكنهم فشلوا فشلا ذريعا، وهل يمكن لأي منصف أن ينسى حصارهم للمحكمة الدستورية وللكاتدرائية المرقسية بالعباسية في مشهد لم يحدث عبر تاريخ مصر الحديث.
لم يكن عندي أي شك في نجاح 30 يونيو لأنني أعلم طبيعة شعبنا وحرص مؤسساته الراسخة على مصالحه، عندما كنت أتابع غضب الشعب المتصاعد من حكم الإخوان، كانت تتأكد لديّ قناعة نجاح الثورة التي شاركت فيها بمظاهرات ما قبل 30 يونيو وفي الاعتصامات المختلفة وكان أهمها اعتصام وزارة الثقافة الذي كنت أذهب إليه يوميا لأكون إلى جوار نخبة مصر من الأدباء والفنانين والمثقفين، مع اعتصام وزارة الثقافة تأكدت تماما من أن ميعاد سقوط دولة الإخوان قد أتى وأن محاولة الاخوان لنزع الثقافة عن مصر هي ورقة التوت الأخيرة بالنسبة لهم وكان لا بد أن يرحلوا.
أهم العوامل التي أدت للفظ الشعب المصري جماعة الإخوان
من أهم العوامل التي أدت إلى لفظ الشعب لجماعة الإخوان، هو انكشاف الجماعة ببساطة شديدة، لقد ظلوا لسنوات طويلة يتوارون خلف شعارات عاطفية بلا برنامج سياسي او تنفيذي واضح وقابل للتطبيق، وعندما كنا نناقشهم في ذلك، كانت توجه إلينا اتهامات التكفير والهرطقة، لقد وضعوا أنفسهم في موضع الاختبار لدى الشعب المصري صاحب الرؤية الثاقبة الذكية والمدرك لمصلحته بقلبه قبل عقله.
ماذا كانت تريد الجماعة من الدولة المصرية؟
الدولة بالمفهوم العلمي لها ثلاث أركان: (أولا) شعب او جماعة بشرية تعيش على (ثانيا) إقليم يقع بين حدود معينة و(ثالثا) مؤسسات تدير شئون هذا الشعب سواء كانت مؤسسات رسمية او حزبية او حتى من مؤسسات العمل المدني، وبالتالي فإن كل محاولاتهم للاستيلاء على مصر الدولة -بالمفهوم السابق عرضه- وتحويلها لدولة ثيوقراطية قد بائت بالفشل لأن الدولة المصرية دولة صلبة وعصية على هذا التحويل.
ما هي شهادتك في أحداث ما قبل 30 يونيو
كل الأحداث فيما قبل تاريخ 30 يونيو كانت تشير إلى تصاعد الرفض للإخوان في الوقت الذي لم يفكرون حتى في التفاهم مع القوى السياسية الأخرى و«ركبوا راسهم» باعتبار أنهم وصلوا إلى الحكم ولن يتخلوا عنه لمئات السنين حسب قول بعضهم.
ومنذ بداية ثمانينات القرن الماضي، وكنت حينها طالبا في الجامعة، كنت أراهم جماعة لا تصلح لتمثيل الطلاب في انتخابات اتحاد طلاب الجامعات، فما بالك بحكم مصر. وقد استطاعوا خداع البسطاء طوال أيام مبارك بعدما عقدوا تحالفات مع أركان نظامه ثم شاركوا في ثورة يناير متأخرين كعادتهم، ثم دورهم الذي لن ننساه أبدا في الانحراف بمسار الثورة لصالحهم بين إعلانين دستوريين: الأول في مارس 2011 والثاني في نوفمبر 2012 والذي أتى ليكون الضربة القاصمة لنظامهم حيث كان الانكشاف الكبير الذي تبعه حراك تنامى وتطور إلى ان أصبح ثورة شارك فيها الجميع.
ما شهادتك على أحداث ثورة 30 يونيو؟
كنت فيما قبل 30 يونيو أشارك بالفعاليات المتنوعة ضد حكم الإخوان، وقد كنت مع آخرين من الرفاق نجوب محافظات مصر للمشاركة بندوات ومؤتمرات لأجل التبصير بممارسات الإخوان، بدءً من دستورهم الثيوقراطي وحتى محاولاتهم لطمس ملامح المجتمع المصري اللاطائفية، لا أنسى أبدا زياراتي للمحلة وكتبت حينها سلسلة مقالات بعنوان «من المحلة وإلى المحلة نعود»، بعدما شهدت بنفسي حجم المظاهرات هناك وسرت فيها إلى جانب العمال من ميدان الشون صعودا إلى أحياءها المتنوعة.
ولا أنسى مؤتمر عقدناه بجوار محطة مصر بالإسكندرية بشأن دستور الإخوان وحضره الآلاف من أبناء الإسكندرية، وكذلك مؤتمرات عقدناها بمدينة أسيوط وكان أهمها مؤتمرا نظمه المرحوم ممدوح مكرم بأبنوب، وكذلك مؤتمرات عقدناها بالغردقة والقصير.
مصر لم تكن راضية عن أداء الجماعة
ولا أنسى أبدا يوم أن هاتفتني صديقتي المرحومة ليلى صديق ابنة بطل ثورة يوليو 1952 المرحوم يوسف صديق، وقد كانت يومها في مؤتمر بقرية ميمون في محافظة بني سويف مسقط رأس أبيها، وقد حاصرها الإخوان وكادوا أن يفتكوا بها هي وبعض الزملاء لولا أن أنقذها أهل القرية الكرام، ما أقصد أن أقوله هو أن مصر كلها من شمالها إلى جنوبها لم تكن راضية عن أداء تلك الجماعة وكان سقوطها حتميا.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً