مقابر الصحابة وأولياء الله الصالحين، سر ارتباط الدفن في البقيع بحسن الخاتمة

تعتبر منطقة البقيع من أكثر المواقع قدسية واحتراماً في الذاكرة الإسلامية، وتصنف بأنها أحد أهم المقابر التاريخية، وتقع في المدينة المنورة، بالقرب من المسجد النبوي الشريف، وتحديدا في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد، وتضم رفاة عدد كبير من الصحابة والتابعين وأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

دلالات الدفن في البقيع

يعكس الدفن في البقيع أمنية المسلمين في حسن الخاتمة لما لهذا المكان من رمزية دينية وتاريخية عميقة، كما أن الدفن بهذه المقبرة المقدسة يرتبط في أذهان المسلمين بحسن الخاتمة والشفاعة التي سينالها الميت حال دفنه بجوار صحابة رسول الله والصالحين.

ومع وفاة أكثر من شخص خلال هذا الموسم أثناء مناسك الحج، نستعرض في السطور التالية ارتباط الدفن بالبقيع بحسن الخاتمة ومدى أهمية هذه البقعة المقدسة في ذاكرة المسلمين:

الدفن في البقيع وحسن الخاتمة

يرتبط الدفن في البقيع بحسن الخاتمة نظرا لما تتمتع به هذه المنطقة المقدسة بمكانة مميزة في الإسلام، إذ يُنظر إلى الدفن في بقعة البقيع على أنه أحد علامات الرحمة الإلهية ورضا الله عن عبده، فهي المكان الذي دفن فيه العديد من الصحابة وأهل بيت النبي محمد صلوات الله عليه وسلم.

كما أن المسلمون لديهم اعتقاد راسخ بأن الموتى المدفونين في هذا المكان المقدس ينالون شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ نظراً لقربهم منه، ويعتبر تراب البقيع أحد الأمنيات التي يحلم بها المسلمون طوال حياتهم، واعتبر الدفن فيها علامة على التقوى والورع وحسن الخاتمة. 

أهمية البقيع في ذاكرة الإسلام والمسلمين

تعتبر مقابر البقيع سجل حي شاهد على تاريخ الإسلام، تضم قبور العديد من الشخصيات الهامة في الإسلام، ومنهم قبر ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان، وعدد كبير من الصحابة والتابعين وأل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ودفن بها أكثر من عشرة آلاف صحابي.

أول من دُفن في البقيع

وفقا لما جاء في المصادر التاريخية، فإن الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، هو أول من دفن في تلك البقعة المقدسة، وفي رواية أخرى يقال إن الصحابي أسعد بن زرارة هو أول من دفن فيها.

ويذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك بنفسه في جعلها مقابر للمسلمين، ثم دفن إلى جانبه إبراهيم بن النبي، دفن في البقيع أربع من زوجات النبي، وبناته وهم زينب وأم كلثوم، وحفيده الحسن بن علي، وعمه العباس بن عبد المطلب، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثير التردد على البقيع وكثير الدعاء لأهلها.

فضائل الدفن في البقيع

جاء في الأحاديث النبوية الشريفة إشارات عديدة إلى فضل البقيع. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يزور البقيع بانتظام للدعاء والاستغفار لأهلها، مما يميزها ويثقل من مكانتها في قلوب المسلمين، ومن هذه الأحاديث، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة» (رواه مسلم).

ويقال وفقا للعديد من الروايات إن أهل هذه المقبرة هم أول من يحشر من مقابر الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه سيدنا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما أن الله يبعث من أهل بقيع الغرقد 70 ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بلا حساب.

عدد مقابر البقيع

تحتوي البقيع حاليًا على 42 ألف مربع، يضم أكبر مربع فيها نحو 2500 قبر، في حين يضم أصغر مربع 60 قبرًا، كما يتوفر بها قبور خاصة للأطفال، وأخرى مخصصة لكبار السن، يذكر أنها تمتد  على مساحة مقبرة البقيع قد بلغت 180,000 متر مربع.

البقيع بُصلة الزيارات الدينية

يحرص المسلمون على زيارة مقابر البقيع والدعاء لأهلها وطلب الرحمة والمغفرة للأموات، وتعتبر زيارة البقيع جزءًا أساسياً من الزيارات الدينية للمسلمين القادمين من أجل أداء مناسك للحج أو العمرة.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية