ما فضل الدعاء عند الملتزم كما كان يفعل الصحابة
الملتزم
أحمد عجاج
الملتزم هو مكان بين الحجر الأسود و باب الكعبة وطوله أربعة أذرع «متران تقريبا»، فعن ابن عباس أنه قال: «الملتزم ما بين الركن والباب»، وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين، وجاء في فضل الدعاء عند الملتزم عدّة أقوالٍ مأثورة عن السلف الصالح، فقد كان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يلتزم ما بين الباب والركن، وكان يقول:«ما بين الركن والباب يُدعى الملتزم، لا يلزم ما بينهما أحد يسأل الله -عز وجل- شيئا إلا أعطاه إياه»، ورُوي ذلك عنه موقوفاً، وقيل إنّ في سنده ضعفاً.
فضل الدعاء عند الملتزم
وجاء عن عدّة أئمة من السلف الإشارة إلى فضل استجابة الدعاء عند الملتزم، فقد نُقِل عن الحسن البصري -رحمه الله- أنّه قال:«مَا على وَجه الأَرْض بَلْدَة يُسْتَجَاب فِيهَا الدُّعَاء فِي خَمْسَة عشر موضعا إِلَّا مَكَّة»، ثمّ ذكر من هذه المواضع الدعاء عند الملتزم، فقال:«وَالدُّعَاء فِي الْمُلْتَزم مستجاب».
وقد وردت عدّة أحاديث نبوية تُبيّن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقف عند الملتزم ويضع ذراعيه وكفّيه وصدره ووجهه عليه، ولكنّ هذه الأحاديث لم تسلم من الضعف، إلا أنّ بعض أهل العلم قالوا: «والأحاديث التي ذكرناها، وإن كانت لا يخلو منها حديث بمفرده من مقال، إلا أنها تصح بمجموعها»، وقال النووي -رحمه الله-:«والعلماء متفقون على التسامح في الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ونحوها مما ليس من الأحكام».
مشروعية الدعاء عند الملتزم
لا خلاف عند الفقهاء في استحباب التزام الطائف للملتزم، وذهب الحنفية والشافعية إلى القول باستحباب التزام الملتزم في طواف الوداع، ومعلومٌ أنّ الدعاء مستحبٌّ ومشروعٌ في العمرة والحجّ في أي وقت، ومن هُنا فهو مشروعٌ عند الملتزم كذلك، خاصّة أنّه أُثِر عن العديد من السلف الصالح.
الدعاء عند الملتزم
ولا يوجد دعاء محدّد يدعو به المسلم عند الملتزم، بل يُشرع له أن يدعو الله -تعالى- بما شاء وأحبّ من الأدعية الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة، ويجوز أن يلتزم الملتزم قبل طواف الوداع، أو عند دخول الكعبة، أو في أيّ وقتٍ شاء، ولكن يحرص على عدم إيذاء مَن حوله، وعدم الإطالة في الدعاء حتى يفسح المجال لغيره، وإلا فيكفيه الدعاء في الطواف عموماً.
ويجدر بالذكر أنّ الذي جاء عن الصحابة -رضوان الله عليه- في الالتزام والدعاء عند الملتزم أصحّ ممَا جاء في السنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال ابن عثيمين -رحمه الله-:«الالتزام لم ترد فيه سُنة، لكن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يفعلونه عند القدوم. والفقهاء قالوا: يفعله عند المغادرة. وعلى هذا فالالتزام لا بأس به ما لم يكن فيه أذية وضيق».
دعاء ابن عباس رضي الله عنه عند الملتزم
لم يثبت في الدعاء عند الملتزم شيءٌ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولكنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يدعون عنده، واشتهر ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، حيث كان يدعو عند الملتزم بما يأتي:
"اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك وَابْنُ أَمَتِك، حَمَلْتنِي عَلَى مَا سَخَّرْت لِي مِنْ خَلْقِك، وَسَيَّرْتنِي فِي بِلَادِك حَتَّى بَلَّغْتنِي بِنِعْمَتِك إلَى بَيْتِك، وَأَعَنْتنِي عَلَى أَدَاءِ نُسُكِي، فَإِنْ كُنْت رَضِيت عَنِّي فَازْدَدْ عَنِّي رِضَا، وَإِلَّا فَمِنْ الْآنَ فَارْضَ عَنِّي قَبْلَ أَنْ تَنْأَى عَنْ بَيْتِك دَارِي، فَهَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي إنْ أَذِنْت لِي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِك وَلَا بِبَيْتِك وَلَا رَاغِبٍ عَنْك وَلَا عَنْ بَيْتِك".
"اللَّهُمَّ فَأَصْحِبْنِي الْعَافِيَةَ فِي بَدَنِي، وَالصِّحَّةَ فِي جِسْمِي، وَالْعِصْمَةَ فِي دِينِي، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طَاعَتَك مَا أَبْقَيْتنِي، وَاجْمَعْ لِي بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إنَّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ويُشرع الدعاء به عند الملتزم.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً