"شهر الطاعات"، موضوع خطبة الجمعة الثانية في شهر رمضان
خطبة الجمعة - أرشيفية
شروق الخطيب
يؤدى أئمة المساجد خطبة الجمعة، اليوم، تحت عنوان "رمضان شهر الطاعات"، وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف.
وشددت وزارة الأوقاف على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى
نص خطبة الجمعة كما نشرته وزارة الأوقاف، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابة الكريم «إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنا سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلي وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..
فلا شك أن رمضان المبارك شهر الانتصارات والعزة والكرامة، ففيه كان يوم بدر وأول معركة فاصلة بين الحق والباطل، حيث أكرم الله (عز وجل) المؤمنين بنصر مؤزر من عنده على قلة عددهم وعدتهم، وأنزل سبحانه إليهم الملائكة تأييدًا لهم وبثًا للطمأنينة في قلوبهم، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»، ويقول سبحانه «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ».
فإذا كنا مع الله بحق وصدق، كان النصر والفوز حليفنا، حيث يقول سبحانه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»، ويقول سبحانه: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ» وإذا حِدنا عن منهج الله سبحانه نزع من قلوب أعدائنا المهابة منا وألقي الوهن في قلوبنا لبعدنا عنه ولمخالفتنا لأوامره، أو لتقصيرنا في الأخذ بالأسباب التي أمرنا بأن نأخذ بها من إعداد أنفسنا بكل ما يتضمنه الإعداد من معان إيمانية وعلمية وعسكرية واقتصادية مصداقًا لقوله تعالي: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ».
وفي هذا الشهر الكريم كان فتح مكة الذي أكد أن الإسلام دين الإنسانية والرحمة، ولم يعمد قط إلى سفك الدماء أو الانتقام، فقد كان نبينا (صلي الله عليه وسلم) في أعلي درجات التسامح حتى مع من آذوه وأخرجوه وتآمروا على قتله، فجمعهم قائلًا: «يا أهل مكة، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال (صلي الله عليه وسلم): اذهبوا فأنتم الطلقاء» ولما سمع (صلوات ربي وسلامه عليه) أحد أصحابه يقول: اليوم يوم الملحمة، فقال (صلي الله عليه وسلم): «اليوم يوم المرحمة»، وقال (صلى الله عليه وسلم): «من دخل الكعبة فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن».
ولا ينسي التاريخ معركة عين جالوت التي كانت في شهر رمضان المبارك، حيث استطاع جيشنا المصري العظيم أن ينتصر على التتار انتصارًا ساحقًا بعدما اجتاحوا معظم دول العالم الإسلامى، فكانت بحق من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام.
وفي عصرنا الحديث، استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة أن تحقق نصر العزة والكرامة في العاشر من رمضان، فكان يومًا من أيام العرب الخالدة التي سطرها التاريخ في أنصع صفحاته بأحرف من نور، حيث وفق الله (عز وجل) قواتنا المسلحة الباسلة إلى تحطيم أسطورة الجيش الذي كان يزعم أنه لا يُقهر، ووجهت إليه ضربة أفقدته صوابه، وكبحت كبرياءه، وأجبرت العالم كله على احترام مصر وقواتها المسلحة، حيث كان شعار الجندي المقاتل: الله أكبر، مع صيام حقيقي ودعاء صادق، فكان النصر المبين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم)، وعلي آله وصحبه أجمعين.
«إذا كان رمضان شهر الانتصارات على الأعداء فهو كذلك شهر الانتصار على النفس، يقول سفيان الثوري (رحمه الله): «ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نفسي»، فالصائم يترك ما تميل إليه نفسه ابتغاء مرضاة الله (عز وجل) حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): «يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي، فصيامه له وأنا أجزي به».
وهو كذلك شهر الانتصار على الشح والبخل، وسائر الأدواء الإنسانية من الاحتكار والجشع والاستغلال، حيث يقول الحق سبحانه: «وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ» ويقول سبحانه:«وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، ويقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): «من احتكر طعامًا أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالي، وبرئ الله منه»، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه): «إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذى يأكل ولا يشبع).
فما أحوجنا إلى استلهام روح الانتصارات والتضحية والفداء في شهر رمضان المبارك؛ حتى نحقق لأنفسنا النجاة والسعادة ولأوطاننا التقدم والرفعة والازدهار.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، واحفظ مصرنا وجيشنا وشرطتنا).
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً