حصاد 2023.. زلازل وفيضانات وكوارث طبيعية حول العالم

عقب الانتهاء من جائحة وباء كورونا قبل عامين، حلت على العالم سلسلة من الكوارث الطبيعية والحروب التي لم تنتهِ بعد، فما زالت الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة منذ عام 2022 ولا توجد أية مؤشرات على توقفها مع نهاية 2023، بينما شهدت المنطقة العديد من الأحداث الكبرى خلال العام الذي شارف على الانتهاء.

ووفقًا لهذا يستعرض لكم موقع الجمهور أبرز الأحداث التي وقعت في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية لعام 2023.

بداية الكوارث الطبيعية في عام 2023

وشهد النصف الأول من عام 2023 مجموعة كبيرة من الكوارث المناخية، التي ألحقت الضرر بالعديد من الدول نصفي الكرة الأرضية من شمالها إلي جنوبها، وفي أكثر من مكان سجّلت درجات الحرارة والعواصف الممطرة أرقامًا قياسية، ونتج عن حدوث ذلك حرائق واسعة وفيضانات عنيفة وذوبانا للجليد. وكأن الصيف يسدل الستار على تسابق في عدد الضحايا بين كارثة الزلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا. 

زلزال تركيا وسوريا المعروف بـ "زلزال قهرمان مرعش"

في بداية شهر فبراير 2023 عام وبالتحديد في الساعات الأولى من السادس من فبراير، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر أجزاءً من الأراضي التركية والسورية، قرب الحدود بين البلدين، حيث كان مركزه السطحي غرب مدينة غازي عنتاب، امتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية. 

 ووقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة مرعش التركية وتقول الأمم المتحدة إن الزلزالين تسببا فى واحدة من أكبر الكوارث التي عصفت بالمنطقة مؤخرًا.

وحسب ما أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن الزلزالان أو ما يعرف بـ "زلزال قهرمان مرعش"، تسببا بمقتل نحو 51,000 وإصابة أكثر من 100,000، وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد» يرتفع عدد القتلى الإجمالي في البلدين متجاوزاً 50 ألفاً، وفي ذات السياق نتج عن الزلزالين تدمير نحو 273 ألف مبنى في تركيا، وأكثر من 9 آلاف مبنى بسوريا. 

إعصار ليبيا بمدينة درنة والمعروف بـ "إعصار دانيال"  

خلال 24 ساعة تسبب إعصار بمدينة درنة في الأراضي الليبية إلى اختفاء ربع المدينة، فالبيوت سُحقت والجثامين انجرفت مع المياه.. فإن ما خلفته "دانيال" في درنة ليس بفعل عاصفة عادية، بل ظاهرة "نادرة" دمرت كل شيء. حيث أكد خبراء أن سر القوة العاتية المفاجئة التي دمرت درنة يكمن في التحول الكبير الذي حدث على شواطئ ليبيا، فهناك تغيرت خصائص العاصفة.

وتمثلت الكارثة الطبيعية في انهار السدين الرئيسيين على نهر وادي درنة الصغير ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها، وذلك بعد أن وصلت العاصفة "دانيال" إلى الساحل الشرقي لليبيا وضربت مدينة بنغازي، قبل أن تتجه شرقًا نحو مدن في الجبل الأخضر (شمال شرق)، مثل شحات (قورينا) والمرج والبيضاء وسوسة (أبولونيا) ودرنة وهي المدينة الأكثر تضررًا.

وحتى وقتنا هذا لا توجد حتى اليوم حصيلة نهائية لضحايا فيضانات "درنة"، إلا أن عدد القتلى وصل حتى 2 أكتوبر إلى 4333، وفق منظمة الصحة العالمية، التي أوضحت أيضا أن المفقودين المسجلين بلغوا 8500 شخص.

وتُعلن السلطات بعد كل فترة عن انتشال عدد إضافي من جثث ضحايا الفيضانات، والتي تخضع لفحوصات الحمض النووي في محاولة لتحديد هوية أصحابها قبل الشروع بعملية دفنها، غير أن العديد من الجثث اعتبرت لأشخاص مجهولي الهوية، علما لأنه يوجد قوائم بأسماء مفقودين حتى الآن.

وعلى الجانب الآخر أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن الفيضان تسبب في تشرّد 30 ألف شخص على الأقل، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف شخص في البيضاء وأكثر من ألفين في بنغازي، وهي مدن تقع إلى الغرب، وفقا، وتضرر 884 ألف شخص بشكل مباشر من الكارثة.

حرائق أميركا وكندا

اندلعت عدة حرائق نشطة في كندا منذ شهر أبريل حتي وصلت في ارتفاع معدلات التلوُّث الجوّي إلى أعلى مستوياتها، وأظلمت السماء فوق مونتريال ونيويورك في بداية يونيو. وفي منتصف أغسطس، كان نحو 5738 حريقاً منذ بداية السنة، وهي منطقة تقارب مساحة اليونان. وفي أرخبيل هاواي، تسببت حرائق 10 أغسطس في وفاة 110 أشخاص، وكادت تمحو بلدة لاهاينا التي يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة في جزيرة ماوي.

وشهدت مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية، موجة حارة قياسية استمرت طوال شهر يوليو وتجاوزت فيها الحرارة 43.3 درجة مئوية. وتسببت هذه المحنة غير المسبوقة في دخول العديد من الأشخاص المستشفيات. وخلال الفترة من مطلع 2023 إلى يوليو، رصدت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي 15 حدثاً مناخياً كارثياً في البلاد تسببت في وقوع 113 وفاة، وقاربت خسائرها 40 مليار دولار.